صفحة الكاتب : سهل الحمداني

ليبيا في عهدين اخــره مـر ومؤلم
سهل الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
 في عام 1997 غادرت العراق مودعا  عائلتي وبغداد بدموع انهمرت  من حدقات  عيوني وعيون أطفالي وعائلتي في علاوي الحلة ببغداد وبعت كل شئ في بيتي  ولم يبقى شئ سوى  الفراش الذي ينام عليه أطفالي  هو أسمال لا يقبلها من درس دهرا "
 وغادرت  إلى بلد عربي أنا لم أراه  بل قرأت عنه ولم أر أحدا من مواطنيها إطلاقا حتى في  أي وسيلة إعلامية ، سوى  معرفة بطل تحريرها عمر المختار .
 وبعد وصولي إلى الحدود الأردنية  كانت المخابرات  الأردنية جمعت العراقيين  في الحافلة التي تقلنا  من العراق  في غرفة  وبدأت بأسئلة  منها أين أنت تسكن في العرق ؟ وفي أي  مدينة ومحافظة  ؟ وأنا قاصد في سفرك ؟ ولماذا ؟ وما هو تحصيلك العلمي واختصاصك ؟
أسئلة  لا علاقة لها بمواطن يحمل جواز سفر أصولي ولم يخرق القانون !!! بل وضع لأول مرة قدمه على هذه الأرض ؟ وفي قلبي قلت : أهذا بلد يستحق والعراقيون  ضحوا من اجله  .
 ولا أطيل وبعد عبورنا  من الأردن  إلى مصر من ميناء العقبة إلى  ميناء نويبع وضعنا المصريون في جملون نحن العراقيين وكان يقدر عددنا بأكثر من 200 عراقي من رجال ونساء وأطفال وجميعهم من الطبقة المتعلمة والكفاءات العلمية المتجه  الى ليبيا ( نسمي هذا الجملون في العراق( طوله ) وهي مأوى الحيوانات  أو تسمى بالعربية الفصيحة زريبه ).
أقول وأتذكر بأسا لصدام وأعوانه ومن والاه ودافع عنه ؟ ولعنت الله عليهم إلى يوم يبعثون . ولا اريد اسرد الرحلة في مصر
وصلنا الحدود  المصرية الليبية  وختمت  جوازاتنا   وبعد وصول باب الخروج الى الجانب  الليبي ،  وقفت الحافلة وصعدا  عسكري الى داخلها  قائلا:
كل واحد يبرز جوازه ( كوازه) ومعه عشرة جنيه ؟
 قلنا لماذا ؟ قال ضريبة مرور : ودفعنا رغم أنوفنا  ( كان المصريون يسرحون ويمرحون في العراق وشباب العراق محارق في جبهات المحارق في قادسية المهزوم  الذي كان يتعنتر هو وإتباعه على مساكين العراقيين ( تبا لهم  ولعنهم الله )
وهذه معاملة المصريين معنا!!!
ودخلت الحافلة  إلى الجماهيرية العربية  الليبية الشعبية  الاشتراكية العظمى  ،كما رأيت  ذلك مكتوبا على احد كرفانات الحدود بأمتار وتحتها كتب : أهلا وسهلا بكم  .
توقفت الحافلة وصعد عسكري إلى داخل الحافلة وقال إخوان أهلا وسهلا والحمد لله على السلامة  وأهلا  بكم في الجماهيرية
 أرجو إبراز الجواز لكل مسافر ، وعندما  وصل منتصف الحافلة : قال جميعكم عراقيين : قلنا نعم
قال : اجمعوا الجوازات  ورشحوا اثنان منكم  وتعالا معي   كي اختم جوازاتكم وأهلا وسهلا بأهلنا من العراق ؟ جميعا قلنا رحمة الله والديك ثم قال لسائق الحافلة  انتظر خارج المكان .
ولم يطول الوقت لأقل من  ساعة  وجاء بكل الجوازات مختومة ، وشتان بين هذا وذاك  ( عددنا في الحافلة 20  شخصا )
وهذا ما أقوله يشهد الله عليه وهناك مواقف لليبيين مع العراقيين  لا توصف الا بعروبة هذا الشعب العريق وبالأصالة والعراقة وهناك عشائر هي لها صله في العراق منها عشائر العبادلة ، والغرير ( الغرايره) ، ومساعدة والعبيد و البواعامر
( العمايرة )
وعشائر أخرى عربية أصيلة  والامازريغ الاصلاء  و جميع الشعب الليبي  المشهور بالكرم  رجالا ونساء  وحبهم للعراقيين لا يوصف الف تحية للشعب الأبي ..
الدين الإسلامي في هذا البلد  العريق  والمذهب في ليبيا السائد كما هو في المغرب العربي كله هو المذهب " المالكي " مساحة ليبيا كبيرة جدا تقدر بطول ساحلي ما يقارب 2000 كم
خلال السنوات التي عملت فيها  نرى الشعب الليبي يمارس طقوسه الدينية  وخطب الجمعة وصيام شهر رمضان يشكل جميل جدا والمساجد منتشرة في كل مدينة وقرية
وكان يتحدثون لنا رجالاتهم من كبار السن عن الفقر المدقع  والحرمان  في العهد السابق وخاصة الاستعمار الايطالي ، وشاهدت المغارات  والكهوف والأماكن التي كان يعيش فيها الشعب الليبي وكانت معضلات  جلب الماء هو الأمر، ولكن الحضارة في ثورة القذافي :أدخلت الى ليبيا   الحضارة : فالمرأة تقود السيارة ، والدبابة وطائرة الميك والسيخوي  وطائرة البوينج  ودخلت الجيش والشرطة  والجامعات وآخر موضة تلبس  وتأكل أحسن الأكل والشعب الليبي خمس ملايين كان يخدمهم أيضا خمس ملايين
وكذلك البطاقة الغذائية تجلب له بكل سلاسة  وفيه كل شئ ، وبيوتهم في الوديان والسهول والتلول  والمدن في طول ليبيا وعرضها  لا تختلف أبدا عن المدينة وتوفر الماء من الابار وتفنن الليبيون في خزنها لتوفر آلات الحفر والخزن كما وفرت الخضروات على مدار السنة من المزارع المنتشرة   وكذلك الشوارع الممتدة من حدود مصر الى حدود ليبيا تونس الى حدود الجاد  جنوبا من أروع الطرق في العالم  وإنا شاهدت طرق مصر تركيا  السعودية إيران كانت طرق  ليبيا  الأفضل .
 هذا ما شاهدته  وعشته في ليبيا خلال ست سنوات .
ولكن ما كنت اسمعه وأنا في ليبيا انه كان هناك تشديد على بعض الممارسات  الدينية  ومنع أي كتاب ديني غير مرخص وحتى كان يسئلوني عن الكتب التي  اقرأها وهل لديك ؟وقلت لهم !!! أنا ادرس رياضيات  وأنا نادرا ما اقرأها سوى القران الكريم
وتبين حركت إخوان المسلمين  في المناطق الشرقية  بنغازي والبيضاء ودرنه وبرقة
لقربها من مصر وتبين ان الحركة الوهابية تختفي تحت اسم ( الاخوان المسلمين ) تنتشر في اغلب هذه المناطق وضعيفة في الناطق الغربية ، وخاض القذافي معهم  معارك متكررة وسجونه مملوءة منهم وقبل سقوطه كانت  قد زارت المناطق الشرقية  قيادات من الحركة الوهابية بدون علم الدولة وتبين لها قيادات للقاعدة من هذه المناطق ولا أطيل .
كان الشعب منعم والذي كان يشعر بالظلم فقط هم إتباع حركة إخوان المسلمين والحركة الوهابية ،ومن هذه الأدوات الفاسدة  والقذرة والتي اتضحت  بعمالتها في تخريب ليبيا  وتاجيج  ما يسمى بثورة الربيع العربي  ( الثورة القذرة )
 إلى وضع شعب  ليبيا في تناحر  واقتتال  وهو الهدف المرسوم لهذه الثورة وانا لا أدافع عن القذافي اذا سرق او ظلم  أو أساء ولكن ظلمه لا يساوي  واحد من المائة مما عمله هؤلاء الرعاع إتباع القاعدة  والإخوان اللا مسلمين والمسلم  في غضون اقل من سنتين  وزجهم  أبناء وبنات   ليبيا  ألاف مؤلفة  في السجون  اوقتلهم بشكل رهيب
والمضحك والمبكي ان هؤلاء الرعاع اذا كان حقا هم  أصحاب ثورة ومبادئ حتى برلمانهم ورئيس حكومتهم وقادتهم لا يحضون باحترام  ناهيك اليوم ليبيا  غير أمنه
 ولا يستطيع الحكام الجدد بناء مدرسة وشارع ومصنع أبدا . الآن وفي المستقبل 
 وأقول :
 طرد القاعدة والإخوان في كل مكان  من المشرق إلى المغرب  واجب أحماية هذه الشعوب من شر القاعدة 
وبوادر ذلك سقوطهم في مصر وهزيمتهم ستكون في تونس وسوريا وتركيا والعراق على الأبواب  .
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سهل الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/06



كتابة تعليق لموضوع : ليبيا في عهدين اخــره مـر ومؤلم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net