صفحة الكاتب : باقر شاكر

ملايين الدولارات بين الاقرار والادعاء للرؤساء
باقر شاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كثيرا ما نسمع اليوم بالتصريحات التي تنطلق هنا وهناك حول صرف ملايين الدولارات على سفرة هذا المسؤول او ذاك والمصيبة انها تتجاوز المائة مليون دولار وكأننا نصرف مائة دولار او بالعرف العراقي (ورقة) وليست ملايين !! فهل اصبحت تلك الارقام امرا متداولا ام انها طبيعة الصرف المعتادة في كل الاحوال .
انا اعتقد اننا في العراق تجاوزنا المعقول السياسي والبروتوكول المعمول به في دول العالم ولكن من المؤكد ان الكثير من تلك التصريحات تبدو غير معقولة ولا يمكن ان تخضع الى العقل حتى نصدقها وانما هي مجرد فضفضة وثرد سياسي بجانب الصحن كما يصفها عامة العراقيين،، ولدينا مثالين حصلا خلال تلك الفترة الاخيرة وهذين المثالين يخصان أعلى منصبين في الدولة العراقية وهما رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني شافاه الله واعاده سالما معافى من مرضه وكذلك السيد رئيس مجلس لوزراء نوري المالكي وهنا لكل حالة خاصية متلازمة بها ، فالاولى هي رقود السيد الطالباني في مستشفيات المانيا والتي تجاوزت الاشهر العشرة وهو ما يعني ان التكلفة عالية جدا خصوصا في مثل مرضه الذي يقع تحت العناية الفائقة بسبب الغيبوبة الطويلة وهو ما يتطلب اجهزة متطورة جدا عالية الكلفة من اجل ابقاءه على قيد الحياة أي انه بالمعنى الصحيح لطرق العلاج العالية الكلفة ستكلف من المؤكد الملايين الكثيرة من الدولارات وهو ما اقر به احد اعضاء التحالف الكردستاني السيد النائب شريف سليمان في قوله (وقال النائب عن التحالف شريف سليمان في تصريح صحفي ان “صحة رئيس الجمهورية بتحسن مستمر والشعب العراقي سيطلع على نتائج هذا التحسن خلال الايام المقبلة حسب تصريحات اللجنة الخاصة والمشرفة على علاجه برئاسة محافظ كركوك نجم الدين كريم”، لافتا الى ان “اللجنة هي الجهة الوحيدة المخولة بالحديث عن الحالة الصحية لطالباني”.واضاف ان ” الدستور العراقي نص على ان الدولة مكلفة بعلاج المسؤولين في الرئاسات الثلاث واعضاءه”، لافتا الى ان ” صرف الدولة ملايين الدولارات على صحة رئيسها وخاصة دولة غنية مثل العراق امر طبيعي جدا”.
وتابع سليمان ان “المزايدة والحديث عن تكاليف علاج طالباني عبر وسائل الاعلام لا يخدم العملية السياسية بالبلاد”، معتبرا “المزايدة وحديث البعض عن تلك المبالغ بانه “غير اخلاقي”، مؤكدا ان”المبلغ المصروف على علاج الرئيس لم يتجاوز /120/ مليون دولار”.)) أنا لا اعترض على علاج السيد الرئيس على حساب الدولة ولكن بالمعقول الذي لا يمكن ان يثقل الميزانية فهو في النهاية مواطن عراقي وله حقوق وعليه واجبات وان كان له من الحقوق اعلى من باقي المواطنين العاديين بصفته الرسمية لكنها ايضا محدودة وليس نهرا من الدولارات يجري وكله على حساب الشعب ولقمة المواطن فذلك الراحل الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم الذي فارق الحياة  برصاص غدر البعثيين وهو مطلوب دَيْناً لأحدهم من عامة الناس وكذلك السيد نلسن مانديلا رئيس جمهورية افريقيا السابق الذي عانى شدة المرض منذ سجنه لكنه رغم ذلك لم يرهق ميزانية دولة جنوب افريقيا فترك الامور لسياسيين اخرين لديهم القدرة والصحة البدنية فتقاعد لنفسه وهو من يتحمل علاج نفسه ، فالقضية ليست في باب الاخلاق والعراق يمر بأعتى مراحل عصف الارهاب في جميع مدنه والحاجة الى الرئيس مهمة كونه صاحب القرارات العليا خصوصا مع تلك التشققات الحاصلة في العملية السياسية والخلافات العميقة ولابد من وجود حامي للدستور .
اما الحالة الثانية التي تخص السيد رئيس الوزراء فهي لا تتعدى خطوط التسقيط السياسي من قبل البعض الذين يهولون الامور كذبا وبهتانا على الشعب العراقي فيدعون ان سفرة لعدة ايام لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة كلفت اكثر من مائة مليون دولار !!!  مو عجيبة من هؤلاء عندما يصرحون بهكذا كذبة حتى الانسان الغبي لا يمكن ان يتقبلها او يضعها في حساباته والمصيبة حتى فيهم المعممين من يصدر تلك التصريحات ويدعون انهم يمثلون خطا جماهيريا محروما ، فهل يمكن ان تختزل العقول بهذا الشكل التافه عندما يخاطبنا بعض السياسيين بتلك الأكاذيب الملوثة .
فهناك في الحالة الاولى اقرارا واضحا من قبل الكتلة السياسية التي يمثلها  رئيس الجمهورية بآلية الصرف التي اعتبرها جدا طبيعية اكثر من 120 مليون دولار علاج فقط!! "اشوي على كيفك ويانه كولة أهلنا"  اما الحالة الثانية لا تتعدى اكثر من حنجرة من اطلق الكذبة ليصدقها هو ثم يطلب من الناس تصديقها ، فأين السيد الجلبي والسيد مقتدى الصدر اللذين قالا وأقرا بصرفيات سفرة الوفد الحكومي الى واشنطن بما يقارب المائة مليون دولار ؟ لماذا لم يعلقوا على اعتراف النائب سليمان من التحالف الكردستاني ؟؟ أم أن ذلك حلال وهذا حرام وان كان بالكلام والادعاء فقط لأن لا يعقل صرف هكذا مبلغ في اربعة ايام وحدث العاقل بما يليق !!!!!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر شاكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/05



كتابة تعليق لموضوع : ملايين الدولارات بين الاقرار والادعاء للرؤساء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net