صفحة الكاتب : حيدر عاشور

قضية الحسين (عليه السلام ) في اتحاد أدباء كربلاء المقدسة
حيدر عاشور

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحديث عن الحسين (عليه السلام ) كنت أتوقعه مخالفا تماما من نظرة أصحاب القلم الإبداعي وهم نخبة أدباء كربلاء الممثلين الشرعيين للأدب الكربلائي بكل أجناسه الأدبية ... كانت الجلسة ملتهبة نوعا ما وهذا الالتهاب شاكس فيه الباحث عبد الهادي البابلي حين تحدث عن المغالاة في حب الحسين عليه السلام وأعطى الرجل نماذج صوتية عن تلك المغالاة وكانت هي جملة بحثه وتنقيبه وتحقيقه عن أدبيات الفكرية للنهج الحسين ... كان البابلي ممتلئا بالمعلومة العامة والمتناولة نوعا ما في الأوساط العامة قبل الأوساط الأدبية أو هي مستفيضة بينهما ... فتح البابلي بابا مخلوعة من كثرة الفتح والغلق  وترك الباب العليا لتتجدد دائم في حب الحسين كلما مر عليها الزمان وتغيرت طوبائية  الحدث رغم أن الكثير من الطوبائيات لا تتغير ولا تتجدد .. كان مخاض حديثه الصورة التي تعكس الجانب الذي يسئ للحسين عليه السلام وأوعز هذا الإساءة إلى الجهل والإطماع وربما هي استيراد خارجي لإتمام لترسيخ فكرة التمسيخ والتقليل من القيم السامية لفكر ومبادئ ثورة الحسين عليه السلام ...وبعد جملة من المتناقضات التي استعرضها الباحث أثار حفيظة بعض الحضور وانقسموا الى جملة أفكار ليس فيها من الواقعية أي شيء أراء سطحية تقرأ الحدث من نظرة ضيقة لحدث مؤثر على مدى العصور كحدث كربلاء الحسين (معركة ألطف) الغير متكافئة بالقوة والعدد .الكل يجزم انه مع الحسين ومبادئ الحسين ودين الحسين ولكن يذكرون إن النبي لم يكن نبيا قبل أن يبعث إليه جبرائيل واليهود تعلم ان حدث يوم ولادة النبي أحداثا كونية كبرى ،حديث عابر ليس له علاقة بالمحاضرة إطلاقا ... ويكمل البابلي ما جمعه عبر بحوثه عن المغالاة بالحب الحسيني ويوعز بان هناك نوع من المغالاة عمرها مائة وخمسون سنه للشاعر حلي تناولها خطيب خليجي وآخرين حتى سمعت بها السلفية والوهابية وأعداء الحسين وهم طبعا أعداء الشيعة واستغلوها نكاية للفكر الحسيني ...ماذا أراد الباحث توضيحه؟ كل الإحداث ليس بجديدة هي واقعة ومتناولة والتحدي بها قائم ..برائي حاول الباحث أن يقول :يا أدباء نحتاج الى أدب رصين يتحدث عن الفكر الحسيني  ..وأنا أيضا أتسأل ما سر عظمة الحسين عليه السلام وهو يعلو باتجاه السماء ...ما سر هذا الرجل الذي تتوافد إليه الملايين باتجاه كربلاء ..ما سر هذا الحب العظيم في قلوب شيعة أمير المؤمنين اتجاه الحسين عليه السلام ؟وأسئلة وحيرة كثيرة . قد يكون تخلفي بها إنني لم اقرأ الحسين صحيحا ولم أتفحص التاريخ ولم افتح كتب الشافعية والحنبلية والقادرية والنعمانية قبل كتب علمائنا العظماء لم اقرأ بصورة صحيحة أدعية الإمام علي بن الحسين عليهما السلام وغيرها من المصادر التي حققت وبحثت .إذن أنا أيضا اكتفيت بما قاله الخطباء والواعظين والشعراء في مجالس أبا الأحرار والشهداء الحسين الشهيد .على كل حال ... حين فتحت باب المداخلات التمست ان اسمع ما يضيف لمعلومات الضئيلة باتجاه رجلا ليس يستطيع ان يعرفه بعد أدباء العالم وليس أدباء العراق بعد أن قاله عنه زعماء العالم قولا بقي على مدى العصور حكمة تنقش بماء الذهب في متاحفهم ... أهم ما قيل في الجلسة هو الاعتراف بوجود الحسين عليه السلام كرمز تاريخي ،احدهم يذكر في الجامعات والمثقفين العالم يتعاطفون مع الشيعة ورمزهم المخلد الحسين ولكنهم ضد الشعائر الحسينية وقد ايده جملة من الحضور فيما قال احدهم :تحولت الثورة الحسينية من ثورة عقلية إلى ثورة نقليه وهي حركة منظمة لتشويه الحركة الحسينية ..هذا الحديث فيه نوعا من الإنصاف لأنه ختم الحديث قائلا :الأدباء يعملون بالحياد السلبي اتجاه فكر الحسين،وسكوت الكثير من المثقفين ساهم في تأخير وتشويه مسيرة أهل البيت .
من هنا بدأ التناقض في الحديث لكون فكرة الحديث عن الحسين عليه السلام مخيفة جدا، وهذا الخوف مغروس في قلوب كل من يروم التحدث عنه بصفة المغالاة وغيرها .فيما تحدث أخر حول ظاهرة باسم الكربلائي الغنائية وقام يشهر بالكربلائي بأنه كذا وصاحب مطعم لبيع المقبلات في مدينة كذا ويأخذ على كل ماعون دولارين  وانه لا يأتي إلى كربلاء إلا بمبلغ كذا والدليل الشارع الكربلائي يقول عنه .كلام فيه حسد على نعم الله وتشويه معلن وهذا الكلام أو الحديث بعيد عن الثقافة ولا يجوز أن يقال على منبر ثقافي معني بالثقافة والأدب .وقد ختم أخر المتحدثين عن مفردة المقدس وبعدها عن الوجود الأرضي لكونها مفردة سماوية  لا يصح أن تطلق على الأشخاص وأماكن وبدأ يستعرض المقدسات حتى قال كربلاء المقدسة وهو من احتضنته كربلاء سنين طوال وستبقى كربلاء مقدسة إن شاء أو لا يشاء .  
هذا جزء ما استوعبه ذهني من اتحاد أدباء كربلاء وهم يناقشون قضية الفكر الحسيني ... علينا أن نقرأ الباحث أولا قبل الحديث عن ملحمة بحجم واقعة ألطف .وأنا على يقين إن كل الحضورن سيشاركون في أيام الحزن الحسيني وهم يستعدون لعاشر يوم محرم ليذرفوا الدموع ليلا و(يطبرون) صباح عاشر محرم الحرام ... وتركن المغالاة إلى جلسة أدبية أخرى..وهي اقرب العلل التي يصاب بها الأدباء التي تتركز في تضخيم الذات والنرجسية والأثرة والإصابة بنوع من الفصام بين ما يستقر في لا شعور من نوازع ومعتقدات وأهواء ذاتية وبين ما يهتف به من نظريات وخطب لفظية مزوقة. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر عاشور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/03



كتابة تعليق لموضوع : قضية الحسين (عليه السلام ) في اتحاد أدباء كربلاء المقدسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net