صفحة الكاتب : حيدر نعمان العباسي

حزب الدعوة الاسلامية بين سلطة الحزب وحزب السلطة ج 1
حيدر نعمان العباسي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  مقدمة  
اين  نحن  ؟ وفي اي موقع ؟  سؤالان  لا بد منهما  في تقييم اي كتاب او نموذج تقييمي  للحركة الاسلامية وتجلياتها  السياسية والاجتماعية ,, اذ ان اي كاتب اليوم ممن يمتلكون الهالة الاعلامية والنقدية في الساحة الاسلامية او تلك الاسماء الرنانة التي تحاول ان تسبر خفايا  مجريات العمل السلطوي الذي تتبناه الأحزاب سواء الاسلامية او الوطنية  ينطلق اما من رؤية منقوصة كونه يبتعد زمانيا ومكانيا عن طبيعة ما يجري في الميدان العراقي  اذ ان ما يسمون بالقادة القدام  او المؤسسين  والذي ينقسمون الى  طبقة تآكلت فكريا وزمنيا او طبقة تشعر انها لم تحظى بالامتيازات التي كانت تحلم بها في مواقع قيادية تريدها ثمنا لجهادها  الذي تعتبره مطية تصل به الى  نموذج تحكم به بموجب  مطلقات تؤمن بها على حساب الرؤى الجديدة  للحركة الاسلامية والتيار الشاب الذي يعتبر الان عماد التغيير والتأقلم مع الواقع الجديد  للعراق  وطبيعة التغييرات الاجتماعية التي حدثت فيه 
اين نحن ؟ المقصود بها  اننا نعيش في عمق الحركة الاسلامية  داخل العراق وفي عمق الصراع مع قوى  العلمانية المتطرفة وقوى الارهاب وقوى الفساد وهو مثلث لا يدركه الا من كان في داخل العراق  اضافة الى اننا نعيش فكر الاسلام وفكر التجديد الاسلامي  الذي يعجز الكثيرون عن التعايش معه وخصوصا  الجيل القديم للإسلاميين .
وفي اي موقع ؟ هي عبارة  تجرنا الى التساؤل هل نحن من الباحثين عن ثمن الجهاد او الساعين لكراسي السلطة  بعنوان اننا نملك رصيدا نضاليا جهاديا نريد استثماره  في زمن البطولات التي صارت تجارة لبعض المجاهدين 
من هنا ينطلق كتابنا هذا في استقراء اولي لطبيعة حزب الدعوة  دون الخوض في مسائل تاريخية لم تعد محل ابتلاء لجيلنا الحالي  بل هو استقراء لطبيعة الفكر وطبيعة تغيره في المرحلة الحالية وما سبقتها من مراحل الجهاد ضد نظام البعث الكافر ,,هذا هو البعد الاول في كتابنا  اما البعد الثاني فهو تقييم ومعالجات للوضع الراهن ومعالجة الاخطاء والاخفاقات التي ترافق مسيرة هذا الحزب المناضل وكيفية استقطاب الجيل الجديد الذي تربى ونشا  واستكمل حياته في ظل الانفجارات والصراعات الجارية  والكم الهائل للفساد الذي تديره شبكة من ازلام العهد السابق لا زالت تعشعش في مؤسسات الدولة .
الفصل الاول :  الدعوة بين عصمة  الفكر – القادة ,,ومتطلبات المرحلة 
لا يختلف اثنان على الانتقالية: الجيل الاول او القادة الاوائل لحزب الدعوة اثروا الفكر الاسلامي والجهادي ووضعوا مرتكزات ومباني اساسية لعمل الحزب  من خلال أدلجة فكرية واضحة لا يمكن التغاضي عن متانة وتسلسلية مراحلها ومن اهم تلك المباني والمرتكزات هي المرحلة الانتقالية التي اسس لها الشهيد الصدر الاول والتي عالجت مفهوما واضحا في مسيرة الحركات الاسلامية وهو مسار الدعوة في علاقتها المجتمع والسلطة والانتقالية هنا ليست مجرد الية تطبيقية لطبيعة الدعوة في علاقتها الجدلية مع مجتمعها والذي كان الاسلامي الحزبي غريبا فيه بل هو مفهوم عام نستطيع ان نستجليه في كل مرحلة تحتاج الدعوة فيها الى التكيف مع طبيعة المتغيرات الاجتماعية التي تعيشها 
التكيف المجتمعي هو الانتقالية : 
وهنا نعبر عن طبيعة فكرية وعملية مرنة للنموذج الاسلامي الذي طرحه مفكروا الدعوة الاوائل يستطيع ان يتعايش كنموذج اسلامي قرآني في كل عهد وزمن وجيل ونحن اليوم فعلا بحاجة الى انتقالية دعوية تعي طبيعة المتغيرات وطبيعة الفكر وطبيعة القادة وبعدها عن العصمة التي لا يمكن ان تطال جميع قادة الدعوة وتتفاهم تناغميا مع جيل صار العنوان الاسلامي قبل الاسلام السياسي مشوش لديه .
القادة بين الامس واليوم :
 اليوم هو ما نطرحه كمحك لتقييم الواقع القيادي للمجاهدين   واليوم هنا ليس بمعنى الحاضر اليوم هنا  بمعنى المحك القيادي للمجاهدين  اذ ان مفهوم الآية القرآنية  ( ان خير من استأجرت القوي الامين ) يحل هنا كمثال لتقييم السفر الجهادي الذي لا يمكن ان يكون كافيا كامتياز للامساك بمفاصل السلطة بل ان القوة بمعنى الجدارة والكفاءة والتي اصطلحنا عليها بمسمى اليوم هي الفيصل والبارومتر الذي نقيس به مدى ارتفاع منسوب الكفاءة والاستعداد لهؤلاء المجاهدين لتسنم اي مسؤولية او لطرح اسمه كمرشح لمسؤولية ما .
ان الاثبات الحقيقي هي تلك القدرة الهائلة التي تميز بها من تصدوا للمسؤولية السياسية الحالية بمهنية مطلقة واستقاء فكري دعوي تمكنوا من خلاله من العبور بالعراق وسط هذا الموج المتلاطم من اخطار التقسيم والحرب الاهلية وما يحاك للعراق والمنطقة من مؤامرة عالمية تمكن هؤلاء الذي تمرسوا في المراحل الجهادية السابقة ولم تأخذهم مغريات السلطة بعيدا عن قيمهم العليا الاسلامية في ان المسؤولية تكليف لا تشريف ناهيك عن مفهوم اخر للقادة وهم مجاهدوا  المرحلة الحالية اي من تصدى بعنوان الحركة الاسلامية واثبت كفاءته من خلال العمل الميداني وفشل الكثير ممن يسمون مجاهدين وقادة هو بالحقيقة نموذج لمفهوم اللا اختيار او ال لا وعي في نموذج الاسلامي المؤهل لقيادة المرحلة . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر نعمان العباسي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/03



كتابة تعليق لموضوع : حزب الدعوة الاسلامية بين سلطة الحزب وحزب السلطة ج 1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net