صفحة الكاتب : محمد السمناوي

كربلاء ماقبل الفتح الاسلامي عام 12 للهجرة (مقدمة)
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العراق من الناحية الجغرافية يعتبر قلب العالم الإسلامي ، وهو مركز إستراتيجي جغرافي ابتدءاً من الهند , وإندونيسيا ومراكش , وغرب أفريقيا عموما ، وبعبارة ثانية العراق يقع وسط العالم في جنوب غرب قارة اسيا , وهو البوابة الشرقية للوطن العربي , وثمة بقعة فيه تعتبر من البقاع المقدسة في جميع العصور ، والازمنة , والتراث القديم ، والحضارات , والسلالات السومرية , ومن قبلها العبيد , والاكدية والبابلية , وغيرها ، وخصوصاالديانات السابقة ، من حضرة النبي ادم عليه السلام إلى الخاتم محمد صلى الله عليه واله وسلم ، وحتى الفتح الإسلامي لها عام 12 للهجرة على رواية ، وقيل 14ه / 634 م , وقيل غير ذلك .
هذه الأرض تسمى كربلاء ، وهي الأرض التي ورد ذكرها في العديد من الأخبار عن النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم ، وكذلك عترته الهادية ( عليهم آلاف التحية الثناء)في مدحها والثناء عليها ، وأنها أفضل البقاع بعد مكة والمدينة ؛ إن لم تكن بمنزلتهما أو أفضل منهما.
كربلاء : هي مدينة إسلامية مشهورة قبل الفتح الإسلامي , بل من زمن ادم والعهد القديم والى يومنا هذا , تمتاز بقدسية وتأريخ حافل بالديانات السماوية , والقيم الحضارية , فهي حقا مهد الحضارات , ورمز النبوات والرسالات .
فإذا كانت هذه البقعة بهذه المنزلة والرفعة سواء في الديانات السماوية ؛ فان الجدير لكلِ باحثٍ ومتتبعٍ لهذه الأرض ، ان يسلط الأضواء على تراثها وآثارها ، ومما نأسف عليه أن الكثير من تراث هذه المدينة قد ضاع بسبب الإهمال والتقصير من الكثير من المؤرخين في العصورالسابقة خصوصا ماقبل الفتح الإسلامي لهذه المدينة ، والى هذا العصر ، وهذه مشكلة كبيرة ، ولذا نجد ان المؤرخين الإسلاميين اهتموا اهتماما بالغا في الجمع والبحث والتنقيب عن الأخبار ، ولكنهم تركوا العديد من الآثار في العصور ماقبل الإسلام فيما يتعلق بمدينة كربلاء ، وهذه مشكلة كبيرة جداً تقع في طريق هذا البحث ، و مع العلم ان ثقافة التدوين والتوثيق في العصور القديمة كانت موجودة في السلالات العراقية سيما في العصر السومري ، والكتابات على الألواح الطينية هو خير دليل وشاهد على هذه الثقافة الكامنة في هذه المجتمع ؛ فلماذا هذا التقصير ؟ وهل هو متعمد ؟ وماذا سنجيب الاجيال عن ذلك ؟ ونحن نعيش هذا العصر من الانفتاح ، وسرعة الوصول الى المعلومة بسبب الشبكات المعلوماتية في عالم الانتريت ، ويمكن ان نلتمس عذرا لهم ونقول ربما كتبوا في ذلك ، وقاموا بتوثيق الحقائق والوثائق التاريخية فيما يخص تأريخ كربلاء في تلك الفترة إلا ان التلف والضياع والحرق للمكتبات على يد بعض قادة الجيوش في العصور القديمة , وكذلك في عصر الخلفاء , والمغول وغيرهم, والى هذا العصر الحديث قد حالت في وصول تلك الآثار ، وقد ضاع الكثير من التراث ، والكتب القيمة في ذلك السبب ( )، كما اني اعترف ايضا بقلة المصادر في هذا الاتجاه ؛وقد راجعت بعض ممن كتب عن هذه الفترة فوجدتها مكررة في الاعم الاغلب منها ، ولم نجد شيئا جديدا فيما يتعلق بكربلاء ماقبل الفتح الاسلامي.
ان الدراسات الحضارية الكثيرة في تأريخ ارض مابين النهرين ، وحضارته القديمة قد تناولت العديد من الاتجاهات المختلفة والمتنوعة ، والشاملة ، إلا ان جانبا مهماً قد أُهمل عن تلك الحقبة الواقعة ماقبل الفتح الإسلامي لمدينة كربلاء ، ومن هنا جاءت أهمية الكتابة ، والبحث والتنقيب عن كل لوازم تلك الفترة ، سواء على صعيد الكنائس ، والديانات والمعتقدات ، والمدارس التي أسست قبل الإسلام ، وتوثيق اهم الكنائس والدير للنصارى بالقرب من هذه المدينة المقدس.
. كربلاء هي اسطورة , وقصة طويلة ولدت ْ منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى هذه النشأة ، وجعل فيها الكثير ، والعديد من الأسرار ؛ فهي عطاء الهي ٌ لا ينفد في كل عصر وجيل ، من بداية الخليقة ، والى نهايتها.
ثمة هناك موروث روائي عن اهل بيت العصمة والطهارة عليهم الاف التحية الثناء مرتبط بعضها بتأريخ كربلاء القديم , ويرشد ذو الاختصاص في التنقيب الاثاري , وممكن ان تكون تلكم الروايات مفاتيح لابواب الخزائن المخفية تحت طبقات الارض . 
الهوامش :
- ذكر لنا التأريخ ان الكثير من المكتبات العملاقة تعرضت الى حرق واتلاف , والكثير من دور النشر والعلم والثقافة احترقت سواء في العراق وايران والهند ومصر , بعض هذه الكتب احرقت وبعضها دفن تحت الارض وبعضها اغرقت في الانهر والبحار ومن تلك المكتبات مكتبة الاندلس عام 391 هجرية , حتى المؤرخون الغريبيون تأسفوا لاتلاف تلك الكتب التي حرقها بن العاص في مكتبة الاسكندرية , والكثير من الكتب اتلفت في نهر دجلة , وكذلك احراق مكتبة بغداد خصوصا مكتبة السيد المرتضى طاب ثره , وكذلك الايييوبون من قبل احرقوا كتب الشيعة وتركوها تلالا في الصحراء , والفرنسيون احرقوا مكتبة ضخمة للسيد شرف الدين , وكذلك الروم قد احرقوا الكتب والتراث المهم في التاريخ , وقد ذكر بن كثير ان الكثير من المكتبات الشيعية العظيمة قد احرقت بيد صلاح الدين , والامس القريب احرق الوهابيون مكتبة الاثرية الاسلامية , ويمكن ان تكون هناك معلومات مهمة عن كربلاء ماقبل الفتح الاسلامي قد ذهبت بهذه الاسباب . انظر الى تفصيل هذه المحرقة للمكتبات الاثرية المهمة في كتاب المحرقة الكبرى للعلامة الدكتور نجاح الطائي دام عزه . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد السمناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/29



كتابة تعليق لموضوع : كربلاء ماقبل الفتح الاسلامي عام 12 للهجرة (مقدمة)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net