صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

القانون ميزان العدالة واستقرار الشعوب
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الانسان على صعيد الارض أوجد له قانونا يحتمي به وينظم ويسير بظله نحو مبتغاه ويسدد خطواته ببصيرة ضمن إطرر وهدأف معينة وثابتة , وقد تختلف احكام القوانين وحجمها وتأثيرها من مجتمع الى أخر حسب شدة فقرات القانون والالتزام بها وتنفيذ احكامها , فهي السبيل الانجح لضمان واستقرار الشعوب وبنائها ونمو تطورها ,كما يسود العدل بين الرعية وتزدهر الحياة وتبان معالم الحضارة وينعدم المكر والغش والاستغلال وينعم جميع المواطنين في البلد الذي طبق احكام القانون بحقوق متساوية وواجبات متباينة ويسير المجتمع نحو الرفعة والعلو , وحينما نقرأ قانون مسلة حمورابي نجد ان فيها 282 قانونا ينظم علاقة الفرد بالمجتمع ويحفظ جميع الحقوق بين الافراد ومعظم تلك القوانين كانت تعتمد على الرد بالمثل في حالات الاعتداء لتضع حدا بعدم تجاوز القوي على الضعيف كما جاء بالفقرة من ( قانون 196) اذا فقآ أنسان عين أنسان آخر يفقأ عينه هو , وهذا حسب القانون اليهودي العين بالعين والسن بالسن , , فالقانون مقدس وتطبيق احكامه هو عين العدل كي ينمي لك روح الثقة ويعزز لك الوازع الديني للالتزام بالامور الشرعية ,كونه يضمن استقرار وأمن وممتلكات افراد الشعب , فهو اعلى من كل مسؤول ديني وسياسي  وتحت خيمة القانون تتساوى الرعية,, في احد الايام دخل سقراط السجن, فدخل تلامذته ذات يوم الى مقره في السجن في منتصف الليل وقالو له : لقد مهدنا لك طريق الهرب من هنا فأنهض لتهرب في الظلام فأجابهم : لاينبغي ان تكون النفس عزيزة عند الحكماء الى حد مخالفة القانون والتمرد عليه , وماذا اقول للقانون لو كان شخصا فقال لي : ياسقراط لقد تزوج والدك في ظلي , واتو بك وربوك بامري وعلموك حتى اصبحت عالماً , ثم تزوجت في ظلي ورزقت بالأبناء, وعشت في المجتمع حياة هانئة في ظل حكمي , والان اضر بك احد أحكامي , فرفضته وذللتني ودست ٌعليٌ وانت ياسقراط تعتبر نفسك عالما  فلماذا نكثت العهد ونكرت الجميل ؟  ربما القانون في بعض الاحيان يحكم على انسان ذو جاه او حكيم او عالم او مسؤول رفيع وهذا شيء طبيعي لانه تجاوز صلاحياته ظانا ان مركزه قد ينجيه من المساءلة وبقدر تطبيق قوة القانون على الجميع ننعم ببلد تزاد خيراته وتقل امراضه وتنعدم فيه الرشوة والمحسوبية , وما نسمعه من المقيمين في دول اروبا وبالذات الدول الاسكندنافية التي اشتهرت بتطبيق القانون على كافة المستويات وفي كل الامور,لهذا ازدهرت وتطورت واصبحت دول جميلة وآمنة ولم يرى فيها ثكنات للشرطة ودوريات ونقاط تفتيش ورجال مرور يقفون في مفترقات الطرق لمحاسبة المخالفين والمتجاوزين على الحق العام , انما يكون الفيصل بين ابناء الشعب هو فهم طبيعة القانون وتعويد افراد الشعب للالتزام بانظمة وتعليمات تصدرها الدولة ويغيب فيها التطبيق القسري والترهيب لان الشعب نشأ على حب النظام والوطن بطريقة مثلى, وماجرى في العراق بعد 2003  هو غياب القانون فاصبح البلد عبارة عن غابة وهذا شيىء طبيعي في ظل انعدام القانون  وانتشرت في شوارعه الرئيسية المخالفات من بناء اكشاك وتجاوز على حرية المواطنين ورمي الانقاض في مفترقات الطرق وغياب رجال المرور ادى الى مخالفة سائقي المركبات الانظمة وتطبيق قواعد السير , وانتشرت الفوضى وبيع الخمور والحبوب والاسلحة النارية في الشوارع العامة وفي الاحياء السكنية  وامام انظار كافة ابناء الشعب  والتجوزات التي حصلت على دوائر الدولة والممتلكات العامة , وعلى استقرار الحالة الاجتماعية , يضحى بان القانون هو العمود الفقري لضمان حياة ورفاهية وحقوق الناس جميعاً ,وقيل القانون السيىء خير من عدمه , نحن نسهر في الليل ونتجول  ونخلد للنوم في بيوتنا  ونعمل في دوائرنا ونبيع ونشتري ونسير في الشوارع مجردين من الاسلحة لانملك الا بعض المظاهر الحضارية كل ذلك بفضل قوانين تشرٌع في بلد يستطيع ان يضمن لك الحياة الحرة الكريمة ,وتنشد العيش بكرامة ويبعد عنك شبح الاعتداء والقتل ويوفر لك الاستقرار العام الذي ينتج منه ازدياد العلم وتنعم بجيل يتحمل مسؤولية وطنية ويعزز ارتباطه وتفانيه من اجل الوطن الذي تنتشر في مؤسساته تطبيق العدالة , وعندما يستقر البلد ويسود فيه الوعي القانوني لدى عامة الناس تبرز حالات كثيرة من الابداع في كافة المجالات والتي تساهم في رفد التقدم والازدهار ورسم سياسة للبلد تمكنه من الاعتماد على قدراته في تجاوز الصعاب ويسعى الى توفير الرفاهية والازدهار والاكتفاء الذاتي من اجل تشغيل جميع الايدي العاملة وضمان حقوق الجميع والانتقال بتلك البلدان التي يسود فيها مبدأ العدالة واحترام القوانين الى مصاف الدول المتقدمة .
  
Amil :   sadikganim2@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/27



كتابة تعليق لموضوع : القانون ميزان العدالة واستقرار الشعوب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net