صفحة الكاتب : وجيه عباس

بين ستارين جبّارين!!
وجيه عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في قلبي جرحان لايندملان،اسم كل منهما"ستار جبار"،مع اعترافي بانني ميت وهم ميتون ، سوى ان هناك تأجيلا طفيفاً في موضوع النزول الى التراب،احدهما تذكرني به اوراق الصحف،والاخر تذكرني به صحف الحياة. 
ستار جبار صديقي وابن خالتي الذي لم أتجرأ في الكتابة عنه حتى الان، كان يكبرني بخمسة اعوام، لكن الوظيفة التافهة جعلتني مديرا له، فعاملته مثل مديري لسبب بسيط: انه كان يحمل قلبا مثل قلوب الانبياء ع، كان يبكي لمجرد ان يرى سائلا يمد يداه وهو يستجدي الناس من مال الله الذي استودعه عند الناس فسرقوا حقوق الناس بإسم الله!!،ستار الذي أذبله السرطان بشهر واحد فقط بعد أن سمح له بكرمه العلوي أن ينتشر في جسده من دون أن يقول له: قف مكانك!!،ستار كان صديقي الحبيب لسنواته العشرة الاخيرة وكان موضع شكواي وهمومي وحتى الان أبحث عمن يملأ فراغه فلاأجد أحدا، ستار المدلل الذي كنا نحسده على عناية الحجي والحجية به، الآن بعد وفاة "حجي جبار" الذي لم اجده ينافس أمه في بكائها عليه، وعلمت انه كان السبب الرئيس في موت ابيه حزنا عليه وجاوره في قبره، أي زمان هذا الذي يدفن الاباء ابناءهم!، ستار جبار حرمني الموت من رؤيته ومن وجهه الضاحك والباكي دوما وكأنه غير مبال بحياة لاتساوي عنده نعلا قديما متقاعدا، كان آخر ماسمعه مني انني وعدته بالتوسط لزواجه من ايرانية حتى تعود له روحه المرحة،وقيل لي انه ابتسم [ربما كان يقول: ....أختك أنه بياحال وأنته .....بيه!!]،ستار الذي ذهب هناك بجسده النحيل لينتظر جرحا جديدا لي وهو يريد إستقبال الإعلامي ستار جبار الذي خسر شوطه الأخير أمام السرطان.
ستار جبار صاحب البينة الجديدة،ابو زينب الموضوعي والقلم الباشط، وصاحب القلب الكبير الذي باستطاعتك أن تنزع عنه ملابسه وتأخذها منه وهو يبتسم وكأنه يقول لك: بس عوف لي مااستر به روحي، الرجل الذي حارب السرطان وقال له: قف مكانك لأكثر من ثمان سنوات، كل علاج كيمياوي كان يأكل من لحمه وروحه الشيء الكثير، الوجه المبتسم مثل بحر لاتعرف متى يغرقك بغضبه وضحكته وحتى طفولته الكبيرة التي تعرّف عليها بعد سقوط نظام البعث عام 2003 ، ستار الذي افتقد روحه في خضمّ هذه الهجمة الاعلامية التي يقودها السياسيون بينما ترك الصحفيون اقلامهم على مكاتب السياسيين ليوزنوها بشدّات الدولار.
الصحافة التي اغمض ستار جبار عينه قبل يوم من وفاته حين اوصى الزميل عبدالزهرة البياتي بالاطلاع على العدد الأخير لعدم استطاعته متابعته، ربما لانه كان بانتظار اصدار العدد الأول له في مقبرة النجف الاشرف حين كان ينتظره ستار جبار،ابن خالتي الذي ربما اعانه في تنضيد صحيفة اعماله لكونه من سكنة المقبرة قبله بعدة اشهر.
ايها الستاران الجباران: سلام عليكما وانتما ترقدان قرب علي ع وانتم تنتظرون وفودنا عليكم بذنوبنا وعقوقنا ومحبتنا، لانملك الا أن نقرأ الفاتحة عليكم وعلينا في وطن أصبح يمارس هواية القتل بحق بنيه بينما يمارس اهله دفن بعضهم البعض من دون ان يكونوا من الدفانين الاصليين!!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وجيه عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/25



كتابة تعليق لموضوع : بين ستارين جبّارين!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net