صفحة الكاتب : راسم قاسم

لغة الحوار والتفاهم السلمي بين ايران والغرب تبشر بالسلام ..
راسم قاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لاول مرة ومنذ اكثر من ثلاثة عقود تمتد جسور من الحوار السلمي بين جمهورية ايران الاسلامية وبين المجتمع الغربي وامريكا ، ومما يبدو ان الغرب اخذ يدرك بل ويؤمن بعدم جدوى سياسة العنف والحلول العسكرية بعد تجارب افغانستان والعراق كما ان تطورا في الجهة المقابلة بعد فوز الرئيس روحاني صاحب شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة كلاسكو في اسكتلندة البريطانية  ، والذي  يؤمن بالحوار والحلول السلمية للنزاعات ولقد  كد الزعماء الإيرانيون والأمريكيون، أن هناك مشاكل كبيرة وأزمة ثقة مزمنة بين البلدين عمرها اكثر من ثلاثة عقود ، فمن غير المتوقع حلها بين يوم وليلة، ولكن في نفس الوقت جميع الأطراف متفائلون، وأكد الرئيس روحاني أنه يتوقع حل المشاكل ما بين  ثلاثة الى ستة أشهر. وأعرب الجميع عن حسن نواياهم في هذا المجال. وعليه، أرى من واجب كل سياسي  شريف ومخلص لوطنه يريد الخير والاستقرار والازدهار لشعبه أن يرحب بأي تقارب بين إيران وأمريكا وجميع شعوب المنطقة. والتطورات الأخيرة هي في صالح العراق بالدرجة الأولى، لأنها تعتبر هزيمة للإرهابيين الطائفيين ومن يساندهم من أصحاب الأقلام والأبواق المأجورة، وتحت أية أيديولوجية اصطفوا ، وانها البداية فقط  ، فمنذ فوز الدكتور حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وإعلانه سياساته الوسطية المعتدلة برزت علامات تشير لأول مرة إلى بدء مرحلة جديدة في العلاقات الإيجابية بين إيران والعالم الغربي بقيادة أمريكا منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979. فقد بدأ الرئيس روحاني انفتاحه على العالم  خلال حملته الانتخابية، وبتصريحات عقلانية هادئة بعد فوزه، ومن ثم تأكيده عليها بخطابه في الأمم المتحدة، وما تلاه من اللقاء التاريخي بين وزيري خارجية البلدين الإيراني محمد جواد ظريف، والأمريكي جون كيري، وتصريحاتهما الودية والإيجابية للصحفيين بعد ذلك اللقاء. وأخيراً تكللت هذه الجهود بالمكالمة الهاتفية مساء 27 أيلول الجاري، بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني، الأولى من نوعها منذ اربع وثلاثين عاما.كما وكرر روحاني مرات عدة خلال زيارته إلى نيويورك ولقاءاته الصحافية المتعددة أنه  ، لا مكان للأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في عقيدة إيران الدفاعية ،  ومن جانبه أكد أوباما بعد المكالمة الهاتفية مع روحاني، أن من حق إيران امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.كذلك انتصار الدبلوماسية الروسية على متشددي اللوبيات الأمريكية من شركات بيع الاسلحة  ومن قارعي طبول الحرب في حل الأزمة السورية، هو الآخر يبشر بمرحلة جديدة في منطقة الشرق الأوسط. وكذلك "تبني مجلس الأمن الدولي بالإجماع مشروع قرار يلزم سوريا بتفكيك ترسانتها من الأسلحة الكيمياوية، بعد موافقة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية على جدول زمني لتنفيذ هذه العملية ، وإصرار المندوب الروسي بعدم اللجوء إلى استخدام القوة فيما لو خالفت سوريا الالتزام بوعودها إلا بقرار جديد من المنظمة الدولية ، لا شك أن كل هذه التطورات الإيجابية هي في صالح شعوب الشرق الأوسط، والتي تبشر بمرحلة جديدة من السلام والازدهار لم تألفها المنطقة من قبل. ولكن يبدو أن هذه التحولات الإيجابية السريعة في العلاقات بين إيران وأمريكا وحلفائها، وحل الأزمة السورية سلمياً، أغاضت كثيرين من كتاب المقالات والإعلاميين العرب، وبالأخص مرتزقة السعودية ولوبيات مصانع وتجارة السلاح في أمريكا، الذين شغلهم الشاغل هو دق طبول الحرب، والتبشير بأن أمريكا وإسرائيل على وشك شن حرب على إيران لتدمير منشآتها النووية، وأن إيران ستقابل ذالك بالهجوم على حلفاء أمريكا في المنطقة ، وقلنا  مراراً في مقالات سابقة أن الغرض من إثارة مخاوف الدول الخليجية من البعبع النووي الإيراني هو حمل هذه الحكومات على شراء الأسلحة من الغرب وخاصة من أمريكا بمئات المليارات الدولارات، فما تحصل عليه الدول الخليجية من واردات نفوطها، يسترجعها الغرب ببيع السلاح عليها، والذي من غير المتوقع أن تستخدمه هذه الحكومات أبداً.فبعد أن حققت أمريكا غرضها من بيع الأسلحة، ، وبعد أن انتصرت الدبلوماسية الروسية والصينية والإيرانية في حل المعضلة السورية سلمياً، وتأكد الرئيس أوباما أن البديل لنظام بشار الأسد هو نظام إسلامي متشدد بزعامة جبهة النصرة  على غرار ما حصل في أفغانستان في عهد حكم طالبان، وما حصل من كوارث على أمريكا ، بعد كل ذلك  انتصر صوت العقل على صوت طبول الحرب. وها هو الرئيس أوباما لعب لعبته الحكيمة في الخروج من الأزمة مع حفظ ماء الوجه، ليجنب أمريكا من خوض حروب جديدة في عهده. ولهذا السبب تعرض أوباما خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى حملة إعلامية ضارية من قبل المتشددين في أمريكا، ومحاولة إظهاره بالرئيس الضعيف، وتشويه صورته ان لغة الحوار والمباخثات لابد ان تكون هي اللغة السسائدة ولتكن في العراق الان وليتعظ سياسيونا من مباحثاتة  ايران والغرب وانحسار المشكلة السورية وابتعاد لغة الحرب لتكن هذه الاحداث  سببا في تبنيهم لغة الحوار والتفاهم لحل كل المسائل العالقة بين الاطراف السياسية وعدم التفريط بقطرة دم عراقية واحدة ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


راسم قاسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/19



كتابة تعليق لموضوع : لغة الحوار والتفاهم السلمي بين ايران والغرب تبشر بالسلام ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net