صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

التهديم الديمقراطي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
النظام الديمقراطي يحتوي آليات للبناء والرقاء والتقدم والنماء , وقد إختارته المجتمعات المعاصرة المتقدمة , لأنه يستثمر طاقاتها لتحقيق المصالح الوطنية المشتركة.
 
وهو يحتوي ثوابت وأساسيات لا يَصح تجاوزها والإعتداء عليها , ولا يمكن له أن يسمى ديمقراطيا إذا إنتفى دور الدستور والقانون , أو هوت مرتبتهما إلى حضيض الحياة , وتمكنت منهما الكراسي والأحزاب والفئات والأفراد.
 
وفي واقعنا الذي نحاول أن نسميه ديمقراطيا , أوجدنا أسسا وصياغات غريبة , لا تمتلك أبسط معايير ومعاني الديمقراطية , ورحنا ندّعي بأنها كذلك.
أي أن السلوك  السياسي والإجتماعي بصورة عامة قد إتخذ مسالك منحرفة , ودخل في أنفاق مظلمة , وتهاوى في وديان حالكة معتمة , مما أدّى إلى إقامة حالة من التخبط والإضطراب والتفاعلات السلبية المرعبة , التي أخذت تعطي أكلها على جميع مناحي الحياة.
 
وخلاصة ما فيها وديدنها هو الهدم , بكل ما يعنيه ويشير إليه من تداعيات متعاظمة.
 
فالهدم الديمقراطي يشمل العمران والإنسان وهوية الأوطان.
هدم ديني وثقافي وعلمي وإجتماعي وأخلاقي وإقتصادي , وإنساني , حتى تحول الوجود في الوطن إلى إقامة في جحيم أرضي , أو تواجد في مأزق فنائي إنقراضي أكيد.
 
وهذه النتيجة الفتاكة بالحياة , بحاضرها ومستقبلها وماضيها , ناجمة عن الجهل الديمقراطي , كما أنها تؤكد بالدليل القاطع الدامغ , بأننا مجتمعات لا تصلح للديمقراطية , أو أن عليها أن تجد نظام حكم آخر يقترب من الديمقراطية بمفهومها الحقيقي.
 
فالديمقراطية المستوردة تحولت إلى عاهة وطاعون فتاك أعتى من الطاعون المرضي الحقيقي , لأنها قد أوجعت كل موجود وطني وشردت الملايين , وحققت حالة من الإستقطاب الدامي والتنافر الحامي ما بين أبناء الوطن الواحد.
والطاعون المرضي يهب كالعاصفة ويخمد بعد حين , أما طاعون الديمقراطية فأنه يستشري ويستوطن ومزمن ومتنامي.
إنه يسعى لإهلاك الحرث والنسل , وتفتيت الأوطان وإنقراض الشعوب بإرادتها وأوهامها , وإنفعالاتها الحامية المتأججة بنيران الفهم الأعوج المنحرف لكل ما يمت بصلة لهويتها.
 
فهل نحن نصلح للديمقراطية؟
وهل أنها أداة هدم أم بناء؟
وهل أن  مجتمعاتنا تستلطف القهر الديمقراطي؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/19



كتابة تعليق لموضوع : التهديم الديمقراطي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net