صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

هل هناك حرب من قبل الديانات على الحب ؟ أسرار موانع الزواج ممن يخالفك في العقيدة.الجزء الثاني.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل الدخول في البحث لابد من القول بأن كل الديانات امرت الآباء بان يُزوجوا بناتهم ممن يخاف الله وهذا مبدأ ثابت نراه في كثير من النصوص ومنها ما جاء في سفر طوبيا 7: 12 ((أعطوا بناتكم لمن يخاف الله)) ففي وصية الرب للأب يقول : ((لا تخف ان تعطيها لهذا فان ابنتك له ينبغي ان تكون زوجة لأنه يخاف الله . فلا ينبغي لنا ان نقترن اقتران الأمم الذين لا يعرفون الله)).(1)
البحث. 
كل ديانة سماوية كانت أو فكرة من صنع البشر حزبا سياسيا فكرة اجتماعية غيرها تضع قوانين تحمي بها نفسها وتمنع تسرب المنتمين إليها إلى جهات أخرى لأن الشهوات تحف بالانسان من كل جوانبه والنفس تأمره وتُزين له اتباع هذه الشهوات. كذلك الرب عندما يبعث نبيا جديدا بدين جديد ، فإنه يحمي أتباع هذا الدين من الأمم التي تحيط بهم ممن لم يعتنقوا هذا الدين. وكذلك يطور الدين السابق نحو الافضل بتخفيف بعض الاحكام وتشديد الاخرى تبعا لمتطلبات عصر الرسالة.(2) ولما كانت ((النساء)) على رأس هذه الشهوات والمغريات (3) فقد أولى الرب مسألة الزواج اهتماما بالغا لأن المرأة بحكم الفطرة التي فطر الرب الانسان عليها من الانشداد والانجذاب للانثى فإنها قد تُستخدم للايقاع بالرجل وجذبه إلى ديانة أخرى (4) وبالتالي فإن نشأة الأطفال ستكون بيد الام الذين سوف يتاثرون بدين امهم ، ومن هنا فإن التوراة تقول : الطفل ابن امه. 
على ضوء ما تقدم فلا يخلو اي دين من تعقيدات في مسألة الزواج ولكن لعل اشدها هو ما كان في الديانات السابقة حيث وردت في الكتب المقدسة امور تسببت في ان يكفر الناس بالرب ويتهموه بانه رب عنصري ظالم يكره الناس الذين خلقهم ولذلك نرى اتجاه البنات اليهوديات والمسيحيات إلى الزواج من البوذي والمسلم وغيرهم من الديانات هربا من شرائع الكتاب المقدس المؤلمة.وعلى ضوء تجربتي الشخصية الطويلة في مسائل شتى في هذه الحياة منها عالم الترجمة الذي يجعلك تطلع على خفايا الناس فأنا أقول وبكل صدق وموضوعية : كيف يطيب مثلا للبنت المسلمة ان تتزوج من شخص يُغايرها في الدين وهي ترى نساء ذلك الدين تهرب للتزوج من شباب المسلمين ؟ويرتمين في احضانهم المليئة بالحب والحنان والدفئ. 
الإسلام أمر في نصوص واضحة وصريحة بعدم زواج الرجل أو المرأة من المشركين الذين يجعلون مع الله آلهة أخرى، وترك تطبيق ذلك للناس . ولم يكتب أي عقوبة في الدنيا على من يفعل ذلك .
بعكس ما موجود في الكتاب المقدس حيث تعتبر الزواج من المخالف لدينها (رجسا ) وهو أحط أنواع القذارات . وتأمر بقتل من يفعل ذلك (تقطع نفس من يفعل ذلك من شعبها) وتهديد إلهي بالعذاب المريع لمن يفعل ذلك (يحمي غضبه عليهم ويهلكهم سريعا) أي أن هذا الإله لم يكتفي بوضع نص يحرم فيه الزواج من أتباع الديانات الأخرى . بل تابعه بتهديد ووعيد بالهلاك السريع لمن يفعل ذلك رجال نساء واطفال.(5)
ففي سفر عزرا قال الرب : (( والآن فلا تُعطوا بناتكم لبنيهم ولا تأخذوا بناتهم لبنيكم ... وتورثوا بنيكم إياها إلى الأبد. أفنعود ونتعدى وصاياك ونُصاهر شعوب هذه الرجاسات؟ أما تسخط علينا حتى تُفنينا فلا تكون بقية ولا نجاة؟ )).(6) فهذا النص يُبين لنا أن سبب منع الزواج هو أن الذرية سوف تضيع وإلى الأبد وكذلك النص يعتبر المنتمين لغير دينك من الرجاسات ممن لا يجوز الزواج منهم او تزويجهم ومن يفعل ذلك وحسب حكم الكتاب المقدس فإنه سوف (يُفنى فلا تكون بقية ولا نجاة) . 
من هذا النص ونصوص أخرى سوف نعرف أن الأديان حرمت الزواج من نساء تنتمي إلى أديان أخرى مغايرة لدين الزوج وحرم ذلك على الرجل والمرأة سواء ، ولربما يكون الإسلام ارأف كثيرا بالناس عندما سمح للرجال أن يتزوجوا من نساء الأديان الأخرى ، لأن تأثير الزوج يبقى قويا بعكس المرأة المسلمة التي لو تزوجت من رجل ينتمي إلى ديانة أخرى فإن عاطفتها وتأثرها بعقيدة الرجل سوف يخلق عندها وضعا خاصا تجامل فيه زوجها مما يترك أثره على الأطفال.
الأديان الأخرى اعتبرت الزواج من امرأة من ديانة أخرى ((رجسا)) لابل تأمر الديانات الأخرى بقتل الرجل والمرأة التي تتزوج من ديانة أخرى ((هذه النفس تقطع من شعبها )) أي تقتلع من جذورها . 
ولكن العجيب أن جميع من كتب من علماء الكتاب المقدس ، سخّر قلمه فقط للكتابة ضد المسلمين والتشنيع عليهم ولم يكلف نفسه عناء البحث في كتبه أو انه تجاهل ذلك مع علمه به ، فلو نقّب وقلّب لوجد ان كُتبه تعتبر الزواج من اتباع الديانات الأخرى رجسا يُقتل من يقوم به ففي سفر ملاخي يقول : (( غدر يهوذا وعمل الرجس في اسرائيل وفي اورشليم.لان يهوذا قد نجس قدس الرب الذي احبه وتزوج بنت اله غريب .يقطع الرب الرجل الذي يفعل هذا)). 
ومعنى قوله بنت إله غريب حسب التفسير إي انه تزوج من ديانة أخرى .وبذلك فإنه قد نجس قدس الرب . إذن فإن الزواج بامرأة من ديانة أخرى يُعتبر تنجيسا للرب وهو عمل رجس ، أي قمة النجاسة والقذارة ولا يطهر القائم بها إلا بالهلاك وقطع النفس من شعبها أي اجتثاثها من أصولها.ولذلك يقول : ( يقطع الرب الرجل الذي يفعل هذا) .
فنصوص الكتاب المقدس تؤكد بأن الهلاك مصير كل من يفعل ذلك كما في وصية الرب لنبيه حيث يقول له كما في سفر التثنية 7 : 1 ـ 5 ((تحرمهم.لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم.بنتك لا تعطي لابنه وبنته لا تاخذ لابنك. فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعا)).
لا بل أن هناك أمر الهي على لسان النبي بأن لا يأخذ نساء من ديانات أخرى بل يأخذ نساء من قبيلته ممن يعتنق دينه. لا بل أن الله تعهد بأن يُرسل ملائكة ليجلبوا لابن إبراهيم زوجة من هناك تكون على دين قومه .ففي المحاورة التالية بين إبراهيم وخادمه نرى ذلك جليا واضحا : (( وقال ابراهيم لعبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له. استحلفك بالرب اله السماء واله الارض ان لا تاخذ زوجة لابني من بنات (الكنعانيين) الذين انا ساكن بينهم. بل الى ارضي والى عشيرتي تذهب وتاخذ زوجة لابني اسحق. فقال له العبد ربما لا تشاء المراة ان تتبعني الى هذه الارض. الرب اله السماء الذي اخذني من بيت ابي ومن ارض ميلادي والذي كلمني هو يرسل ملاكه امامك فتاخذ زوجة لابني من هناك)). (8)
 
ولعل قائل يقول : بأن هذا موجود فقط في التوراة اليهودية ، والمسيحية ليس لها علاقة بذلك ، فاقول له اولا أن هناك أمر بإقامة الناموس ومن لم يفعل ذلك فهو ملعون كما في سفر التثنية 27: 26 ((مَلْعُونٌ مَنْ لاَ يُقِيمُ كَلِمَاتِ هذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهَا)) فعيسى مُلزم بالعمل بالناموس ولذلك اعتبر يسوع نفسه انه إنما جاء مكملا لرسالة موسى وقد اعلن ذلك على الملأ عندما قال في إنجيل متى 5: 17 ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ)). لا بل تشدد في ذلك حتى أن يسوع اعتبر زوال نقطة واحدة من الناموس بمثابة زوال السماء والأرض فقال كما في إنجيل متى 5: 18 ((فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ)). 
وهذا يعني ان يسوع قد تبنى مشروع التوراة بما فيه من علل واحكام غير منطقية ولم ينسخ ابدا اي حكم فيها . لا بل ان يسوع تمادى كثيرا في محاربة نساء الأمم الأخرى التي لا تُدين بدينه ومن المحاورة التالية نرى عظيم تجني هذا النبي على المرأة ولذلك وعلى ما يبدو فإن يسوع رأى أن المرأة ((قرف)) كلها ولذلك لم يتزوج يقول في إنجيل متى 15 : 22 (( وإذا امرأة (كنعانية) صرخت إليه قائلة : ارحمني يا سيّد،يا ابن داود! ابنتي مجنونة جدا. فلم يُجبها بكلمة. فتقدم تلاميذهُ وطلبوا إليه قائلين : اصرفها ، لأنها تصيح ورائنا! فأجاب وقال : لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. فأتت وسجدت لهُ قائلة: يا سيّد ، أعنّي! فأجاب وقال: ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب.فقالت : نعم ــــ أنا كلبة بنت ستة عشر كلب ـــ والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها!)) والرب لقد أبكاني هذا النص كثيرا اكتب ودموعي تنحدر على خدي ، هل يوجد نبي بهذه الغلظة والخشونة وكانه لا رحمة في قلبه ، ثم نأت نحن المسيحيين ونقول : أن يسوع رمز المحبة والسلام. فإذا كان كذلك فماذا نفعل بأمثال هذه النصوص المخزية؟ 
وهذا ما حصل لي اختي المسلمة وهو سبب طلاقي وسبب خراب كل بيوت البنات المسيحييات، إلا التي تستكين لأمثال هذه النصوص وتكون بمثابة (كلبة) لزوجها من اجل ان يبقى البيت عامر. فلا يغرك شعرهم الأشقر وعيونهم الزرقاء واجسامهم الحلوة فنحن في اخيلتهم مجرد كلاب نأكل من سقط موائدهم. وهذا ناشيء بسبب الثقافة الدينية التي يزقهم بها الكتاب المقدس زقا. ولذلك ترين حتى في الدول المسيحية المتقدمة فإن من اصل كل اربع زواجات يكون مصير ثلاث إلى الطلاق بعد أيام او اشهر في احسن الاحوال. ولذلك عزف الغربيون عن الزواج وابتدعوا العلاقة خارج اطار الزواج . وانا اترك الخيار للجميع في التصديق او عدمه. 
من هذا النص يحق لنا القول بأن عيسى لم يتزوج وفضل أن يبقى عازبا أي أنه لم يرغب بالزواج من الأمم الأخرى التي تخالف ديانته أو لم تكن من ملته لأنه يرى نفسه فوق ذلك لأن نسائهم أدنى من الكلاب . 
فكما قلنا في الفصل الأول من هذا البحث أنه على ضوء تعاليم الكتاب المقدس يجوز للرجل ان يتزوج بامرأة من غير ديانته ولكن بشرط أن تكون البنت التي يتزوجها في سن ( ثلاث سنوات ويوم واحد). طبعا سألت اكثر من أب مقدس عن سر هذا اليوم ؟ فلم يجبني أحد فقط كانوا ينظرون في وجهي وهم وجوم كأن على رؤوسهم البوم. 
فلماذا سمح الكتاب المقداس بذلك ومن أين يحصل هؤلاء الرجال على زوجة بهذا السن ؟؟ 
العقل لربما لا يتقبل ما سأذكره ولكنه حقيقة واقعة اثبتتها تطبيقات هذه الامم على مر العصور وإلى يوم الناس هذا. وهذا طبعا من الأمور التي يجري التكتم عليها بشدة وهذا النص الذي لم تستطع اليهودية ولا النصرانية أن تتنصل منه ابقوه طي الكتمان .
 
بنت الثلاث سنوات تتزوج وتُجامع. 
لا توجد سن معينة للرجال ممن يتزوج هذه (الفطيمة) حتى الشيوخ الطاعنين في السن يستطيعون الزواج من بنت الثلاث سنوات ويوم واحد.واعتمادا على نصوص مقدسة في التوراة أجاز التلمود بكل فصوله الزواج من البنت بعد الفطام، وعندما نسألهم : الذي كتب التلمود من أين جاء بهذا النص ؟ يقدموا لك نصا توراتيا يقول بأن النبي (يعقوب) تزوج من زوجته وهي في عمر ثلاث سنوات .
قال الراباي يوسف في التلمود (سانهدرين الصحيفة 55 العمود ب) في سياق يتكلم عن حد الزنى مع النساء , الحيوانات وعن اللواط. يخبرنا التلمود بأن البنت تكون مهيئة للزواج ، وجاهزة للوطء في سن ثلاث سنوات ويوم واحد. فيقول : (تعال اسمع! بنت ثلاث سنوات ويوم واحد ،تُزوج وتُجامع).
 
وهذا التشريع لم يأت به الراباي يوسف من بنات أفكاره ولم يتخيله غيره من الرابانيم الذين ذكروا نفس الشئ في مواضع أخرى في التلمود ، بل هو تشريع تقرره المشنا وعليه اعتمد حاخامات التلمود ففي المشنا في باب (نِدّاه 5 : 4 أ ) ، وهو حسب تقسيم التلمود نِدّاه الصحيفة 44 العمود ب : (بنت ثلاث سنوات ويوم واحد ،تُزوج وتُجامع).
وللتخلص من تبعة هذا الزواج فقد رماه اليهود في عب أحد الأنبياء كعادتهم فقد أكد الراباي شلومو يتسحاقي المعروف بإسم (راشي) في تفسيره لنص التكوين (25 : 20) أن النبي اسحاق تزوج رفقة وهي بنت ثلاث سنوات حسب السن الشرعي للزواج.
هذا التفسير لم يكن من بنات أفكار راشي ، بل هو ما تخبرنا به نصوص التوراة ، ففي سفر التكوين (17 : 17) يخبرنا الكتاب أن سارة ولدت اسحاق وهي بنت تسعين سنة .
وفي التكوين (22 :23) ، (23 : 1) أن رفقة وُلدت في سنة وفاة سارة وهي بنت مئة وسبع وعشرين سنة. 
أي عندما كان اسحاق بن سبع وثلاثين سنة ، ثم يأت نص التكوين (25 : 20 ) ويبين لنا أن اسحاق تزوج رفقة وهو بن أربعين سنة ، وعلى ذلك يكون سن رفقة حين تزوجت اسحاق هو ثلاث سنوات!
(40 – 37 = 3 ) ثلاث سنوات . 
 
ولكن من أين يتم تأمين بنات في هذه السن ؟؟ 
أباح الكتاب المقدس لاتباعه أن يقوموا بشن الغارات على الأمم المجاورة لا لغرض نشر الدين وإنما لغرض تأمين هدايا لقدس الاقداس في المعابد وكذلك من اجل الحصول على نساء صغيرات في السن يتم انتزاعهم من بيئتهم ليتم فيما بعد تحويلهن إلى الدين الجديد وامر الكتاب المقدس ان يتم قتل كل امرأة باشرت رجلا او عذراء كبيرة في السن من سن الرابعة فما فوق . 
((فالآن اقتلوا كل ذكر منالأطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها ، لكن جميع الاطفال من النساءاللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهنّ لكم حيّات)). (9) إذن هي الابادة الجماعية لكل من هو فوق الأربع سنوات . باستثناء جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر ابقوهن لكم.
فكم بلغ عدد البنات الصغيرات او الفطيمات ممن ابقوهن احياء لغرض الزواج في واحدة من معاركهم فقط؟ شئ لربما لا يُصدق ولكنك تقرأه وتراه في كتاب مقدس. 
يقول في سفر العدد 31: 35 (( ومن نفوس النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر، جميع النفوس اثنين وثلاثين ألفا)). طبعا لا يقصد هنا بقوله : النساء الكبيرات في السن لا ابدا إنما هو يوضح في النص الذي قبله فيقول : (لكن جميع الأطفال من ــ صنف ــ النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة) فهو هنا يُبين انهن اطفال. نعم إثنان وثلاثون ألف طفلة تم افتراعهن ودموعهن بعد لم تجف .
ثم لك أن تتصور كم بلغ عدد القتلى فبالتأكيد ان لكل طفلة من هذه الاطفال اخوة صغار من الذكور واخوات لربما كبار وام واب . 
إذن من كل ما تقدم يتبين أن المسلمين يمنعون زواج بناتهم من المشرك الكافر لسبب جوهري إنساني جدا ــ وحسب ما عايشته انا بحكم نشأتي في الوسط الإسلامي ـــ لأن المسلمون يرون أن البنت المسلمة في الأصل بفطرتها ومقتضيات دينها تحب زوجها وتواليه وتطيعه وتنصره ، وقد أمرها ربها ورسوله بذلك ، فإذا كان زوجها كافرا أو مشركا فإن ولائها ومحبتها ونصرتها ضمنية ستكون للكفر ، وطاعة لأعداء ربها ورسوله ولذلك منع الاسلام أن تبقى المسلمة مع المشرك أو الكافر . وقد أجمع كل فقهاء المسلمين على ذلك. والنبي محمد أول من طبق هذه القاعدة عندما طلق أبنته زينب من زوجها المشرك الربيع بن العاص ثم أرجعها إليه بعد أن أعلن إسلامه ولذلك يرى المسلمون أن بناتهن لهن الأسوة بنبيهم محمد . (10)
 
رب الإسلام احاط المرأة المسلمة بعناية فائقة ــــ طبعا انا هنا لا اناقش ما يفعله الناس بعيدا عن الدين من عادات وتقاليد ـــ فأمر الرب هنا وللاسباب المتقدمة بنات المسلمين بقوله : ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا.أي لا تزوجوهم من بناتكم حتى يؤمنوا ويتركوا كل تلك الأفكار والعقائد الفاسدة التي لا ترضاها المرأة الحرة الشريفة الطاهرة المطهرة بإيمانها.
 
فكما توصلت إليه انا أثناء بحثي فإن المسلم ولأسباب كثيرة يمنع بنته من الاقتران باناس يرون أن المرأة ادنى مرتبة من الكلب ويرون أن المرأة مخلوق ناقص لا خير فيه ولا صلاح كما في سفر الجامعة 8 : 28 (وجدت بين ألف رجل واحد صالح ، ولم أجد بين ألف امرأة واحدة صالحة). المسلم يصون بنته من الزواج بشخص لا يعطيها حق التعلم وتجلس في البيت بخضوع وسكون وتسأل الرجل عن أي شيء تريد ان تتعلمه (11) المسلمة لا تتزوج من رجل يراها أمر من الموت وأن الصالح ينجو منها وانها مدخل الشيطان إلى الرجل . (12) المرأة المسلمة لا تتزوج من رجل يقطع رأسها إذا كشفت رأسها . (13) وأي امرأة تقبل الزواج من رجل يرى أن له الحق ان يقترن بـ (1000) امرأة ؟(13) ووقديما قيل: أن الناس على دين ملوكهم ... 
 
المصادر والتوضيحات ـــــــــــــــــــــــــ 
1- انظر أيضا سفر طوبيا 7: 16.
2- سورة آل عمران آية : (( ولأحل لكم بعض الذي حُرم عليكم)).أو الاعراف :156 ((ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)). 
3- سورة آل عمران : 14 ((زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث)). قدم الرب النساء على باقي الشهوات وجعلها في الدرجة الأولى من الاهمية. 
4- أراد الملك هنري الثامن الزواج بآن بولين فلم يستطع بسبب زواجه من كاترين ..تقدم بطلب طلاق من زوجته كاثرين الى الكنيسة. الا أن الكنيسة رفضت هذا الطلب فدبت الخلافات بين الملك والكنيسة الرومانية مما ادى إلى انفصال كنيسة انكلترا عن روما.
5- ومن ذلك مثلا ما تذكره التوراة بأن الرب عاقب نبيه سليمان لأنه تزوج من أمم أخرى لا تعتنق دين سليمان كما نرى ذلك واضحا في سفر الملوك الأول 11 : 4 حيث نسب للنبي سليمان انه اتبع الديانات الوثنية فيقول : ((فأمالت نساؤهُ قلبه.وكان في زمان شيخوخة سُليمان أن نساءهُ أملن قلبه وراء آلهة آخرى فذهب سُليمان وراء عشتورت إلهة الصيدونيين وعمل سُليمان الشر في عيني الرب)).
6- سفر عزرا 9 : 12. 
7- سفر ملاخي 2: 11.
8- انظر سفر التكوين اصحاح 24 الفقرة من 1 ـ 8ولا ندري سر عداء الأنبياء للكنعانيين ، وسوف ترى أن هذا العداء الذي ابداه إبراهيم سوف يتكرر على يد يسوع ايضا مع المرأة الكنعانية. 
9- سفر العدد 31 : 17 ــ 18 . 
10- راجع مسند أحمد بن حنبل ج1 ص 261. 
11- تيموثاوس 2 : 9 . ((لتتعلم المراة بسكوت في كل خضوع. ولكن لست اذن للمراة ان تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت)).
12- ((فوجدت المرأة أمر من الموت المرأة التي هي شباكٌ وقلبها اشراكٌ ويداها قيود. الصالح قدام الله ينجو منها . أما الخاطئ فيؤخذ بها)) سفر الجامعة الاصحاح 7 : 26 
13- ((واما المرأة التي لا تغطي شعرها فليقص شعرها فهي والمحلوقة سواء اذ المراة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها)) رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنثوس 11:6. وحسب مفهوم بعض التفاسير ان حلاقة الراس هو قطعه . 
14- (( الملك سليمان كانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري)) سفر الملوك الأول الاصحاح 11: 3. يعني كان متزوجا سبعمائة امرأة زواج رسمي ، وثلاث مئة زواج متعة وهو زواج التسري .
ملاحظة : بعض الاخوة توجد في اجهزتهم برامج تتعامل مع النصوص المكتوبة في برامج أخرى مختلفة بطريقة تعكس فيها الحروف اللاتينية والارقام بطريقة عسكية كما في ترقيم بعض فقرات الكتاب المقدس مثلا : عندما اكتب : الاصحاح 4 : 27 .. ففي بعض البرامج سوف تنعكس الارقام فتصبح هكذا لاصحاح 27 : 4 . وهذا يوقع بعض من يبحث في المصدر في ارباك لذلك اقتضى التنويه ...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/18



كتابة تعليق لموضوع : هل هناك حرب من قبل الديانات على الحب ؟ أسرار موانع الزواج ممن يخالفك في العقيدة.الجزء الثاني.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : taher mahedy ، في 2013/11/20 .

عزيزتى ايزابيلا دمت بصحه وعافيه ..... انك لتاتين بالعجائب والغرائب ... فالحمد لله على نعمت الاسلام فالإسلام دين شمولى يامر بالعدل الاجتماعي ويامر ببناء كيان الأسرة وحسن العشرة . وذلك أن المسلم إذا تزوج كتابية ، فهو يؤمن بكتابها ورسولها ، فيتزوجها على مبدأ احترام الدين ، بحيث يكون هنالك مجال للتفاهم ..وتجد ذلك فى الايات القرانيه
((وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى))
كما احل الله الزواج من نساء أهل الكتاب بقوله : " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ " ونهى من زواج المشركات من عبدة الأوثان " وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا "
حَرّمَت هذه الآية المسلمات الا يتزوجن اهل الاديان الاخرى " لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ " سواء كانوا اهل كتاب او غيره
ففى احاديث كثيره اشار رسول الله لحسن معاشرة المرأه ( استوصوا بالنساء خيرا .. ) ( وما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم) .. ( وخيركم خيركم لأهله . ) ...( " إن أعظم الصدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته" )
لقد ارتعدت فرائصى من هذا الزواج اليهودى بصغار السن ... سن رفقة حين تزوجت اسحاق هو ثلاث سنوات!
لقد ذكرت اشياء فى التوراة وفى الانجيل نحو المرأه اعتقد ان الله الذى نؤمن به وانزل التوراة والأنجيل لايامر بذلك ولكنها من انتاج عقل سقيم .!! والحمدلله على الاسلام







حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net