صفحة الكاتب : جعفر العلوجي

خليجي 22 وسقوط الاقنعة !
جعفر العلوجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

بدأت الكثير من الأقنعة تتساقط وتحديداً قبل وبعد افتتاح المدينة الرياضية في البصرة ، ذلك الصرح العملاق الذي نفخر أنه عراقياً رغم الكثير من المآخذ عليه ، لكنه يبقى شيئاً زاهياً يبشّر برياضةٍ وكرةٍ عراقية قادمة إلى الأضواء. الأقنعة التي تساقطت ، كشفت عن أحقاد دفينة أو أفعال ذميمة ، اعتاد عليها أصحابها الذين حصروا أنفسهم في تفكيرٍ واحدٍ وهو مصالحهم الشخصية لا أكثر ، وليكون الجحيم هو ما تنتظره كرتنا التي عاقبوها ، لأنّ أهلها أو من هم قائمون عليها يرغبون بذلك ! وهؤلاء الثلّة فضحوا أنفسهم بأنفسهم ، معتقدين أن اللعب على الأوتار الدولية ، يمكن له أن ينجيهم من السقوط في مستنقع الإبعاد إلى غير رجعةٍ. ما جعل اتحاد الكرة العراقي أو البعض من أعضائه ومن بينهم الرئيس ونائبه يفعلون ما يريدون بتحدي واضحٍ للدولة ولتطلّعات الجماهير العراقية ، هو استقواءهم بالخارج ، سواء اتحادات إقليمية أو قارية ، لكونها حلقة الوصل بيننا وبين الاتحاد الدولي الذي نشك أنّه كان سيتخذ جملةً من القرارات ضد الكرة والملاعب العراقية ، من دون توصيةٍ (عراقية) وهذا ما يجب أن نقف عليه ونعرفه ، من خلال فتح قناةٍ بين الدولة العراقية والاتحاد الدولي ، لنعرف ماذا يدور خلف الكواليس التي وضعها من يمثّلون كرتنا ، من الذين وثقنا بهم ، لكن أعمالهم كشفتهم وجعلت الأصوات ترتفع لمحاسبتهم على الكثير من التجاوزات ، التي ما أن يصل أحدها إلى الاتحاد الدولي ، حتى نرى جميعاً كيف سيكون التعامل الدولي مع هؤلاء الذين انتهكوا القانون وتحدّوا الدولة والحكومة اللتين لم يقصّرا في تقديم مختلف أنواع الدعم ، سواء للكرة العراقية أو من يديرون شؤونها. على خلفية وتداعيات سحب حق تنظيم بطولة خليجي (22) من البصرة وما كان من موقفٍ لممثل العراق في الاجتماع الذي جرى في البحرين ، تأثّرت الحكومة ومعها الجماهير وليكون قرار الانسحاب الذي أعلن لحفظ ماء وجه الدولة العراقية وليس كرتها فقط ، لكن بالمقابل ، وجدنا التحدي غير المألوف والذي لم نعهده على أي مؤسسة رسمية أو شبه رسمية ، حين تم الوقوف بوجه الدولة والحكومة وهو ما فعله رئيس ونائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ، الأمر الذي دعا إلى المطالبة بإقالة من يتواجد في إدارة الاتحاد ، لأن من غير الممكن أن يكون أمر أي عائلةٍ بيد أحد الأبناء (العاقين) ورب الأسرة حي يرزق ويصرف ببذخ ، صحيح أن الجحود ممكن يقود صاحبه إلى الإتيان بأشياء لا يحمد عقباها ، لكن هذا لا يمنع من التصدي لمن يقوم بتلك الأشياء وفق القنوات الشرعية ، وللوصول إلى الغاية ، لابد من تحشيد الجهود بعنايةٍ وليس بصورةٍ اعتباطية ، كما شاهدنا في الاجتماع الأخير لمجلس أندية العراق والذي كان يفترض أن يتم التحضير له وفق برنامج يتم وضعه ، على أن يكون الحضور للهيئة العامة ليس مقتصراً على أسماء بعض الأندية من التي ليس لها من ثقل على الساحة الرياضية ، بل كان يجب التروي حتى عودة الكثير من رؤساء الأندية ممن هم منشغلون اليوم بإعداد فرقهم خارج العراق ، كما أنّ حضورهم سيعطي نكهة خاصة لأي اجتماعٍ يتم عقده وتكون له ولنتائجه فعلاً قوياً ، أمام الدولة أو العالم ، عليه نحن نسجّل تحفّظنا على الاجتماع الأخير الذي لم يحضره كل أهل الشأن رغم توافد بعض الأسماء ممن يمثّلون أنفسهم فقط ، وذلك لعدم حملهم الصفة الرسمية في اجتماع مجلس الأندية الذي أدير من قبل شخصية رياضية ، محسوبة على وزارة الشباب والرياضة لأنّها تعمل بصفة (خبير) وهذا ما أضعف الاجتماع أو وضعه موضعاً للشبهة ، التي تلصق التهمة بالدولة وتؤكّد وجود التدخل الحكومي !. لمن يرغب أن يكون العمل متكاملاً ، فعليه أن يدعو إلى عقد اجتماعٍ لذات المجلس (الأندية) بعدعطلة عيد الأضحى والخروج بتوصياتٍ أهمها تشكيل لجنة من خمسة أعضاء يمتلكون المعلومات الكافية بشقيها السلبي والايجابي ليتم عرضها على دولة رئيس الوزراء ، لكي يعلم أين يسير مركب كرتنا العراقي وكم هي المخاطر التي تعتري طريق سيره ، وخلال الجلسة التي ستتم ، لابد من تقديم مقترحات لسيادته وأهمها تشكيل وفدٍ رفيع المستوى يضم في عضويته ممثلين عن وزارة الشباب والرياضة ووزارة الخارجية واللجنة الأولمبية وخبراء لهم ثقلهم وعلاقاتهم الرياضية والكروية على الصعيد الدولي وأعضاء يمثّلون الجانب المعارض لاتحاد كرة القدم ، للذهاب إلى سويسرا ومقابلة السيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي وكشف كل شيء أمامه ، إضافة على الطلب منه على إطلاعهم على ملف مخاطبات الاتحاد العراقي ، للوصول إلى الحقائق التي يجهلها الجميع ، ومن ثم تقديم شرح مطوّلٍ على ما يقوم به الاتحاد العراقي لكرة القدم والتركيز على الجوانب المالية التي فيها من الخروق ما لا يمكن السكوت عليه وهو ما لا يقبل به أي عضوٍ في (ألفيفا) في حال التأكّد منه ، كما يجب أن يتم التركيز على تجاهل الاتحاد العراقي للهيئة العامة التي انتخبته وهي التي تمتلك القرار الأعلى حسب القانون الموجود لدى الاتحاد الدولي ، وبذلك فقط ، سنشعر أن العمل يجري وفق الأصول الصحيحة ، التي لا يمكن لها أن تعرّض كرتنا إلى أي تهديدٍ ممكن يطال مشاركاتها القارية أو الدولية العالمية ، لكن هل نحن قادرون على فعل ذلك ؟ هنا يجب أن يتوقّف الجميع ، لأننا سبق وجرّبنا تحدياً من هذا النوع مع (ألفيفا) أيام الرئيس السابق حسين سعيد والذي أبدى رغبته بتقديم المساعدة لشرح ما لديه أمام الاتحاد الدولي ، لأن الوطن وعلى حد كلام حسين سعيد ، هو الأهم ، سواء من الأشخاص أو المصالح. ونحن نتطرّق إلى هذه الأمور ، فإننا نذكّر أن لا اتحاد في العالم أجمع أعلن تحديه لحكومة بلده ، كما فعل الاتحاد العراقي لكرة القدم ، والذي أخذ يأخذ أكبر من حجمه ، مع أنّه ورغم تحديه للبلد ، الا أننا نراه ألعوبة بأيدي الاتحادات المجاورة التي تحرّكه حسب أهوائها ومصالحها ويكفي أن نشير إلى تصويت الاتحاد ضد بلده (العراق) ، أثناء التصويت على ملف خليجي (22) ، تلك البطولة غير المعترف بها دولياً والتي يمكن أن ينظر فيها في العام (2018) ، أي أنّها لا تعدو عن كونها تجمّعاً إقليمياً من دون غطاء ، وهنا نسأل ، كيف يتم التلويح من خلال الرسائل المستعجلة لرئيس اتحاد آسيا البحريني بفرض عقوبات على الكرة العراقية بعد قرار الحكومة في إعلان الانسحاب من خليجي (السعودية) ؟. هناك حلقات متداخلة وأخرى مبهمة ، يجب أن نصل إليها لنحدد ساعتها ، الأسباب التي جعلت هناك متدخّلون بالشأن الكروي العراقي وهو ما لا ترضاه أي جزيرةٍ وليس دولة بحجم ومكانة العراق. نحن ننتظر من عقلاء القوم أن يتحرّكوا وينقلوا التصوّر الحكومي بالكامل ، وبعد أن يكون ذلك ، عندها سيكون لكل حادثٍ حديث. وكل عام وشعبنا والامة العربية والاسلامية بالف خير.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر العلوجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/14



كتابة تعليق لموضوع : خليجي 22 وسقوط الاقنعة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net