صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

نبينا المفترى عليه
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في كل مرحلة كنت اتخطاها من مراحل العمر - نجاحا وفشلا - كانت تتهاوى معها حزمة من الاحاديث والروايات التي كنا نجلد بها كولائد القطط العمياوات . العيش وسط التيار لا يسمح لي ولك بالتبصر ، تحتاج احيانا للصعود الى فوق التل ... ما ان يعتلي الاعواد ذو عمة حتى كنا نستسلم جميعا لحقنة الـ "بنج" التي لا تقاوم . يُرغبّك بالجنة عبر احاديث يبرأ منها حتى الرسول الكريم فيتمايل راسك سكرا بريح الجنة ، ويتناول النعيم المقيم ، فيسيل لعابك شوقا للكواعب الاتراب . ثم يقلب الصفحة الى نزاعة الشوى فيريك صنوف الويل و هِجمان البيت ، بدءا من اللحظة الكارثية التي تسلم فيها الروح الى بارئها . كان خطيبنا يتلذذ بتعذيبنا بسياط الاحاديث التي تنذر بالويل والثبور وعظائم الامور . حتى انني كنت ابيت الليل مسهدا خشية ان تكون اغفاءتي هي الاخيرة لو غفوت ، فاذا استسلمت لسطوة النوم " اجس يقظان اطرافي اعالجها مما تحرقت في نومي باتّون - الجواهري" . هكذا كنا نصدق كل شيء من كل احد ، حتى كان من الصعب علينا ان نقحم في قلوبنا حب الله ، اذ لم يُبق الرعبُ ندحة للهوى . وبلغ الانكسار ذروته عندما اعلن خطيبنا المفوه على المنبر : كل منكم لوارد عذاب القبر صالحكم وطالحكم بما في ذلك الشيخ المفيد فارتعدت فرائصنا ، لكنه - جزاه الله خير الجزاء - خفف عنا قليلا حين تواضع واختتم وعيده بالكشف عن انه وهو المرشد الموجه لن يفلت من عذاب القبر بالرغم من ترهل فضائله ، وتلى ذلك بشواهد شعرية احسست ان المغفور له سلفادور دالي استوحى منها رسوماته المتمردة . ومن منا كان يجرؤ في مناقشة السيد بالامر ، فكل رواية كان يسلق بها ادمغتنا المخدرة كانت بمثابة بحث علمي ، مدعومة بعناوين كتب "صمدانية" كنا نعجب كيف حفظها بهذه السلاسة مع اسماء مؤلفيها . لاحقا اصبحت استخدمها في موضعها او غير موضعها عندما افتعل اي حوار مع الاتراب المراهقين بعد كل مباراة كرة قدم يخسر فيها فريقي الذي لم يكن يجيد الا ضرب الحكم . والمساكين كانوا اكثر سذاجة مني عندما داخوا باسماء المصادر التي ذكرتها وانا لا اعرف عنها شيئا . وعندما ضيق بي قلت لهم ان هذه الامور تتطلب بحثا معمقا ولا يقوى على فهمها الا دارسو (البحث الخارج) ... نفشت ريشي الطاووسي ، وصمتَ الجميع مبهورين بعلمي الذي اوتيته من متابعتي للخطيب المفوه ... واحمد الله حمدا كثيرا ان احدا لم يسألني حينها ماهو البحث الخارج ولو سالني لذهب ريحي ونقض غزلي . منذ نحو خمسة عقود واذني يطرقها حديثان منسوبان للرسول "ص" لا استطيع هضمهما كونهما لا يتجانسان مع هذه الروح العالية التي كان يسبح فيها نبينا الكريم . حديث المبشرين "سواء سبعة او عشرة او سبعطعش " ، والاخر ، هو الحسنة او الاجر الواحد الذي يجنيه الفقيه عندما يخطىء . هذان الحديثان فتحا بوابة الجحيم امام وجوهنا اكثر من ما فعلته سفاهة "آيات شيطانية" فياما اريقت دماء بسبب ما قيل انها اجتهادات . الامام الخميني "رحمه الله" وهو رجل كسائر الرجال لا هو بنبي ولا وصي ، اوصى بان تزكيته لبعض اصحابه خلال حياته لا تعني بالضرورة الابقاء على تزكيتهم من بعد رحيله . الرجل حسمها بكل بساطة ولم يتحمل وزر احد الا نفسه . هل تريدون مني ان اقتنع بان النبي محمدا بكل ما اعطي من مدد سمائي وارضي وقّع على صكوك الجنة لنخبة من المسلمين ، والانكى ، ان ابا ذر الغفاري الذي وصفه بالاصدق لهجة لم ينل شرف الانضمام للقائمة . كيف ، وهو الذي حذر ابنته سيدة نساء العالمين وزوج المرتضى علي وام الحسنين "عليهم السلام" من مغبة التفريط بالعمل :" يا بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا ". هل سمعتم ؟ يخاطبها وكانها غريبة ... اني على بينة من امري بان تكذيب حديث صحيح ، اهون عند الله ونبيه من صناعة حديث تحول بمرور الايام الى ما يرقى للنص القرآني المقدس . الحب بان لا تفهم شيئا ( مظفر النواب)
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/13



كتابة تعليق لموضوع : نبينا المفترى عليه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net