صفحة الكاتب : وجيه عباس

حين يكون الاعلامي اعور الضمير!
وجيه عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هلّلت القنوات الفضائية العراقية وكبّرت وهي تزف بشارة حصول الجواز العراقي على المرتبة الثانية بجائزة أسوا جواز عالمي، ولاأدري لماذا تذكرت المثل الشعبي(البزونة تفرح بعمى أهلهه!!)،فيما تنافست الصحف العراقية على إظهار هذا الخبر في مقدمة صفحاتها الاولى ولوأنها أظهرتها في مؤخراتها النووية لأكتفيت بمرور الكرام على مرتفعات البطيخ وكفى الله المؤمنين شر البطيخ الصحفي!.
لاأدري حتى الان بماذا تختلف الشخصية العراقية عن غيرها من الشخصيات العالية والناصية!، هل هو جلد الذات التي نبرع بها أكثر من آخر رجال الموهوك!! لهذا ترانا لانشعر باللذة الا أن تكون ليلتنا حمراء! او شعاراتنا تقطر دما...وحتى الفاظنا التي نستخدمنا في حياتنا لايمكن لها ان توفّر لنا المعنى كاملا الا بعد ان نشبعها بالقسوة المفرطة، وحتى برامجنا الاعلامية اخذت هذا المنحى في اسمائها(كاتم صوت-المدفع-غير مشفّر!!...)، اخجلنا الدينيين ببرامج احزابنا الدينية وكأن الدين للعراقيين وباقي الناس كلهم كفرة، اخجلنا الليبراليين حتى كدنا أن نخرج على الناس ونحن ننادي ببرامج سياسية كادت ان توصل الليبراليين الى الشماعية من دون ان يرسلهم اليها احد، العلمانيين اصبحوا اضحوكة في زمن توزّع بين الدين واللادين(بصيغته الدينية فقط!)، العالم اجمعه يتنازل عن الرأسمالية ونحن نطوف حول الكعبة الاميركية، العالم يتنازل عن الاشتراكية ويرميها في القمامة بينما يقوم العراقيون بالطواف حول كعبة الكرملين وكلنا ننادي بإحياء الاشتراكية المسكينة وإعادتها الينا بأثواب لاعلاقة لها إلا بإشتراكية الراقصات في الهز والرهز!!، انا وصلت الى قناعة ان العراقيين يجلسون في منتصف الدائرة بينما يطوف الجميع حولهم !.
كل البلاد العربية متخمة بالمساويء لكنها محكومة بمنظومات مخابراتية تمنع الحريات الصحفية من الانطلاق الى خارج الدائرة،بينما الحريات الصحفية العراقية تدور العالم وهي تنقل حريتها العراقية التي لم تمارسها الا بانتقاد السيئات الحكومة وتتغاضى عن اي حسنة حكومية حتى لوكان بناء مدينة سكنية للفقراء، الى الحد الذي أصبح الجميع يتهم من ينشر خبرا لصالح الحكومة بانه عميل صفوي للحكومة الايرانية التي تقف خلف الحكومة العراقية في بغداد،وصهيوني كافر يقف ضد الحركات التبشيرية التي تقف فيها السعودية خلف اسرائيل،وربما اتهم اخرون ناشر الخبر بانه عميل مرتد ورافضي وحمولته 8 طن ويعمل بمحرك بحث قوته 325 حصان كل حصان 8 سلندر!!.
لماذا لايشعر الاعلامي العراقي من يقف مع الحكومة المنتخبة ومن يقف ضدها بالخجل من العراق؟ ما الذي يفرح الاعلام العراقي بخبر فوز العراق بأسوأ جواز عالمي وهو يشير الى احتقار الشخصية العراقية في جميع بلدان العالم التي ربما ورثت نظرة ان العرب(ومنهم العراقيون) يقفون في الترتيب الاخير قبل القردة الغربية والافريقية!!،اليس باستطاعة هذا الاعلام ان يشكل ظاهرة الدفاع عن الشخصية العراقية التي غمرها النظام البعثي الساقط بالوحل واغرقها بالطين حتى نقنع الحكومة العراقية ان تمارس حقها في اعلان العراق دولة منكوبلة بانسانيتها ونظرة العوران العربية والعالمية بالقصور حين تنظر اليها،ووفق هذه الخطيئة علينا ان نطالب باستيراد شخصيتنا العراقية واخلاقنا لا أن يخرج قاضي النزاهة ويطالب باسترداد الاموال المسروقة وحرامية العراق الذين يحملون اكثر من جنسية ممن يتنعمون باموال اليتامى(سم وزهر بقلوبهم همه وعوائلهم الشريفة!).
الخبر المحزن الثاني:( تم الاعلان عن التقييم العالمي للجامعات في العالم ، وحصلت جامعة بغداد على المركز 701 من 800 جامعة في العالم ، علماً انها حصلت على المركز 601 في العام الماضي ، مما يعني انها تراجعت 100 نقطة في سنة واحدة ، علماً ان باقي الجامعات العراقية ، لم تملك ما يجعلها تدخل في هذا التصنيف اساساً !) ولاندري حتى الان صحة الكاتب بعد ارتفاع ضغط الدم الواطي ابن 16 واطي وانخفاض نسبة السكّر الى الحد الذي اضطر الى شرب الدبس!!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وجيه عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/09



كتابة تعليق لموضوع : حين يكون الاعلامي اعور الضمير!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net