صفحة الكاتب : وليد فاضل العبيدي

الأكراد يضربون التاريخ عرض الحائط!
وليد فاضل العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لكل إنسان  حلم  يبني عليه تصوراته ويصحح به مسار حياته ويحاول ان يعالج به ما ينقصه من احتياجات اساسية فهو بمثابة الاستراحة   من ضغوط الحياة وصعوباتها  وهذا في الحالة الاعتيادية  التي يعيشها الإنسان.
أما إن تطور وكان حلم امة  فهو  تفكير  جمعي,يتبعه سلوك ظاهري لتحقيق الفكرة  وهذا يؤدي الى سلوك جمعي المراد به دفع الناس نحو فكرة معينة تحقق غاية لجهة ثالثة بعيدة عن اطراف النزاع  تعود عليها الفائدة الكبرى من هذه اليات تحقيق هذه الاحلام .
ان الاكراد تجاوزا الخطوط الحمراء في أحلامهم وظلوا يحلمون أحلاما جديدة (مع العرض أن الأحزاب التي ناضلت ضد الحكم البائد توحدت تحت ظل الدولة الواحدة بخلافهم) وانساقوا وراء فكرة واحدة وهي تحقيق المصير وتوحيد فكرة الدولة الكردية على غرار القرون الأولى وعدم  الالتفات لصلاتها التاريخية والعرقية وامتداداتها الاجتماعية وابتعدت عن الفكرة العميقة  والغاية من العمل الثوري الذي قاده الأكراد قرابة أكثر من نصف قرن من تحقيق الأمن والسلام إلى أطماع حدودية مع العرب في الأجزاء التي تقع جنوبهم نزولا- من كركوك إلى ديالى وشرقا نحو القامشلي ودير الزور والحسكة وشمالا نحو تركيا وشرقا نحو إيران وان مد الله تعالى في عمرنا لشهدنا رغبته في التوسع نحو دول شمال أوربا (ألمانيا والدول لاسكندنافية ) لانتشار العرق الآري على جغرافيتها .
وعلى الرغم مما منحتهم إياه حكومة بغداد من تنازلات على مائدة المفاوضات  وتخصيص 17% من الميزانية  لثلاث محافظات نراهم يطمعون بالمزيد من مردودات وعائدات مادية يحشونها   بخزائنهم الجديدة. 
 نراهم قد فتحوا حدودهم مع النازحين السوريون ويحاولون الاستجداء بهم  وطلب المعونة  لتلك الاسر التي اتخمت بها  قواحل  المحافظات الشمالية و معظمهم يقطنون اما ضمن مخيمات او مناطق العراء المكشوفة ,فقد تعودا على طرق أبواب الجهات الخارجية على امتداد عقدين ونصف كل يوم هم في شان وحجة حديثة ومبتكرة تبهر المفكرين وتنطق المانحين.
استثماراتهم في اربيل والسليمانية ودهوك ما هي إلا استنزاف لثروة البلد ولمصلحة جهة معينة منفردة بالسلطة لها الحرائر والحرير وللآخرين النار والسعير فلا توجد بنى تحتية او معامل او حركة صناعية او محطات طاقة كهربائية ,وانما فقط شبكة طرق غير معبدة جرى تعبيدها وحركة نقل ومولات  وشركات موبايل فقط والسياحة لم تصل فيها للمستوى المحلي المطلوب لحد اللحظة لنقص الخدمات .
 ومع هذا تناسى الأخوة الاكراد أن لهم جيران أشداء البأس عدة وعدد أولهم تركيا صاحبة الحلم العثماني وعليهم عدم التفكير  بالتجاوز عليها لكونها ستطحنهم وليس من ملجئ غير بغداد وان فكروا في غدر مولاتهم إيران فننصحهم بنسيان مقاعد البرلمان وشئ اسمه حكومة كردستان أما سوريا فالتاريخ يتحدث عن غد حاكمها وننيه بان لديهم كل معاقل الحركات الثورية من السلفية وحزب العمال الكردستاني والتغيير  وان التفكير المطلق من قبلهم بالسيطرة على امة الأكراد ستشقق منه جبال الشمال انهارا من الدماء بينهم مثلما حصل بينهم عام في تسعينيات القرن المنصرم.
ومع هذا على الإخوة الكرد أن يعودا إلى تنظيرهم السابق ويقتنعوا بفكرة التعايش السلمي مع كل المكونات ولا يفكروا بالامتداد الجغرافي فهي فكرة خاسرة تسلبهم حتى أرضهم في الوقت الحاضر.
ان الطموح المفرط خارج الإمكانات البشرية والمنطقية يعود كوارث على الناس وهم اعز ما تملك الدول.
وبالنسبة للمقارنة مع الدولة اليهودية فهي من منطلق التفكير والتنظير الذي برز مؤخرا بتصريحاتهم من التهديد والوعيد بحق المصير وأنهم سيقاتلون من اجل الأكراد السوريون وكسب ودهم بالشعارات التي تعودنا أن نسمعها ونصدقها مع علمنا بكذبها وتوطينهم  اجتماعيا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني  الذين يجيدون مهنة القتال وصناعة الموت بالرغم من عدم جدية الحل مع تركيا لكنها صفقة مرحلية لفترة قادمة .
وانفصالهم جغرافيا عن العراق  بتخريب العملية السياسية وهم خارجها بين فرتة واخرى وتنديدهم بالتقسيم من جهة يقابلها لهجتهم الانفصالية المستمرة مع بغداد  .
 وفيما يخص الوضع الأمني فإن الأكراد على الرغم من وصايتهم المزعومة على كركوك ألا أنهم اتخذوها مادة للتفاوض والنزاع مع حكومة بغداد وعلى الرغم من وجود بيشمر -----كتهم في كل مقدرات  كركوك ألا ان القتل مستمر وطوز خرماتوا صارت وكأنها ميدان بسماية(ميدان رمي ) سابقا  يومية انفجارات متعددة الجنسية منتشرة الجثث مبشرة بالموت.
نقول إن كانت لهم القابلية على حفظ الامن في ثلاثة محافظات شمالية فلماذا لا تستطيع   بيش......مركتهم  السيطرة على محافظة صغيرة امنيا .
 أم يعتبرونها ميدان حرب مع العرب  وبالذات طلائع دجلة وهم من يزعزع امنها لغرض خلق الجزع والاستفراد بولاء الشعب المتبقي فيما بعد لكسب ولائهم .
يا سيادة الحكومة الكردية هذا ليس زمان التمدد على حساب الاخرين  ولا تفكروا كاليهود فهي امة لا تعرف الأمن طيلة حياتها .
 
من بغداد المنصورة 
2013-10-07

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد فاضل العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/08



كتابة تعليق لموضوع : الأكراد يضربون التاريخ عرض الحائط!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net