صفحة الكاتب : كفاح محمود كريم

مشكلة وثائق الشرف؟
كفاح محمود كريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

      اعتدنا في دول المنظومة الشمولية اجتماعيا وسياسيا وبالذات في شرقنا الأوسطي العجب، على جملة من السلوكيات والتقاليد إضافة إلى العناوين والمصطلحات وتعاريفها هنا وهناك، ولعله ابرز ما اعتاد عليه المجتمع السياسي هو ما يسمى بالقسم الرسمي الذي يقيمه الرئيس أو الملك لربط موظفيه برباط القسم الغليظ، لكي لا يخونوه ولا يتآمروا عليه باسم الوطن المختزل دوما بسيادته أرضا وشعبا، والغريب إن أكثر من ثلثي من يقسمون اليمين الغليظ يحنثون به، أي يفعلون عكس ما تعهدوا به للقائد الضرورة أو الملك المفدى.

 

      ونتذكر جميعا وخاصة من عاصر حقبة الانقلابات الذهبية الحلفانات العظيمة بالله وبكتبه المقدسة وبالشرف الشخصي الذي قطعه كل من حمل نجمة على كتفه أمام الملك أو الرئيس أو من ينيب عنهما، بأنه سيبقى مخلصا وفيا للوطن والملك أو الرئيس وللجيش، كما انه لم يتم استيزار أي وزير قبل أن يحلف بأغلظ الإيمان بأن يكون حاميا للنظام ورئيسه وحزبه وطبعا الوطن وشرفه وماله!؟

 

      وإذا ما اضطرينا لذكر بعض الأسماء اختصارا لأنه يصعب أو نذكر هنا قوائم بأسماء اولئك الذين اقسموا بشرفهم ودينهم ومقدساتهم وكذبوا ملأ أشداقهم، وفعلوا بالضبط عكس ما ادعوه جهارا، بل إنهم قتلوا من اقسموا له بحمايته وصيانة نظامه شر قتل، بدءً من الضباط الأحرار في مصر وأقرانهم في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومن شابههم، وصولا إلى وزراء كل هذه المنظومة الدولية المتميزة بتقاليدها وتأويلاتها وتفسيراتها وتبريراتها لأكثر معضلات الزمن تعقيدا أو قدسية ومنها تبرير الكذب في العهد بحجة إن الثورة تبيح اختراق كل القوانين والأعراف واستحداث منظومة أخرى على إطلال تلك التي دمروها بحنثهم لليمين والعهد!؟

 

      والانكى من كل ذلك أنهم وهنا اقصد كثير من هذه النخب في العديد من المجالات تعودت على إنتاج وصياغة قوانين ومواثيق وتعهدات لا تفرق كثيرا عن ذلك القسم أو اليمين الغليظ، وأطلقت عليها اسم الشرف كما نسمع أو نقرأ مثل هذه العناوين: ميثاق الشرف الوطني وميثاق الشرف الإعلامي و..الخ من الأسماء الكثيرة التي تلصق بها مفردة الشرف دون أي إيضاح بدلالة المفردة وعلاقتها بتلك القوانين، أي بمعنى علاقة التفاعلات السياسية العراقية التي يتم بحثها ويسميها أو يعلقها بالشرف دون أن يوضح لنا أي شرف يقصد؟

 

      هل هو الشرف الغربي الأوربي والأمريكي الذي يعتبر مواضيع الأعضاء التناسلية وحركتها آخر ميزة من ميزات الشرف الشخصي ويعتمد الصدق والإخلاص والثقافة والدقة في العمل، أم انه يقصد الشرف الشرقي الذي يعلق كل مفاهيمه بأعضاء صاحبه التناسلية!؟

 

      ويبقى السؤال عن ماهية الأعضاء التناسلية كعنوان للشرف الشرقي في أي ميثاق سياسي أو اجتماعي وخاصة ما تتوارده الأنباء عن قرب توقيع وثيقة الشرف الشرقي للحراك الوطني، أو ميثاق الشرف الإعلامي!؟

 

      وحينما نصل إلى جواب مقنع سندرك حتما أسباب ما يحصل لبلادنا ليس اليوم بل من عشرات السنين بشرعنة الكذب من خلال أنماط من القسم وإباحة القتل أو التمثيل بالجثث بشكل يتنافى مع ابسط ما تعلمناه في الحياة السوية!

 

 حقا حينما ندرك مأساة تلك التعاملات والتعهدات وآلاف من القسم الغليظ الحنيث، وعناوين براقة مغطاة بشراشف الشرف الشرقي المعلق بالأعضاء التناسلية، نكتشف حقيقة هذا الانجماد الحضاري والتقهقر المرعب في حركة المجتمع وخاصة سياسيا واجتماعيا وثقافيا؟

 

kmkinfo@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كفاح محمود كريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/07



كتابة تعليق لموضوع : مشكلة وثائق الشرف؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net