صفحة الكاتب : عبد الرضا قمبر

من حولنـا .. شياطـين
عبد الرضا قمبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ينظرون إلى الفقراء فيقولون : لو أحبهم الله لأحسن إليهم في الدنيا ، ولو لم يحبنا لما أحسن إلينا فيها ، فلما لم يحسن إليهم في الدنيا وأحسن إلينا فيها فيكون محباً لنا ولا يكون محباً لهم ، فيكون في الآخرة كذلك !
ولا ريب في أن كل ذلك خيالات فاسدة ، فإن من ظن أن النعم الدنيوية دليل الحب والإكرام فقد اغتر بالله ، لأن نعيم الدنيا ولذاتها مهلكات من الله ، وأن الله يحمي أحباءه في الدنيا كما يحمي الوالد الشفيق ولده المريض من لذائذ الأطعمة ، ومثل معاملة الله – سبحانه – مع المؤمن الخالص والكافر الفاسق ، حيث يزوي الدنيا عن الأول ويصب نعمها ولذاتها على الثاني ، مثل من كان له ولدان صغيران يحب أحدهما ويبغض الآخر ، فيمنع الأول من اللعب ويلزمه المنزل والمكتب ليعلمه الأدب ويمنعه من لذائذ الأطعمة والفواكهة التي تضره ويسقيه الأدوية البشعة التي تنفعه ، ويهمل الثاني ليعيش كيف يريد ويلعب ويأكل كا ما يشتهي ، فلو ظن هذا الأبن المهمل أنه محبوب كريم عند والده لتمكنه من شهواته ولذاته .
وقد كان الخائفون من ذوي البصائر إذا أقبلت عليهم الدنيا حزنوا وقالوا : "ذنب عجلت عقوبته" وإذا أقبل عليهم الفقر قالوا : "مرحباً بشعائر الصالحين" ! وأما المغرورون فعلى خلاف ذلك ، لظنهم أن إقبال الدنيا عليهم كرامة من الله وأن أدبارهم عنهم هوان لهم ، كما أخبر الله – تعالى – عنه بقوله : "فأما الإنسان إذا ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ، وأما إذا ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن"
سبب الغرور هو الجهل بالله وصفاته ، أنظر إلى قارون وفرعون وغيرهما من الملوك والجبابرة ، كيف أحسن الله إليهم ثم دمرهم تدميراً .
المغترون طوائف عدة – أخطرهم من إشتغل بالشطح والطامات ، وتلفيق كلمات خارجة عن القانون والشرع والعقل ، وربما كلف نفسه بالفصاحة والبلاغة ، وتصنع التشبيهات والمقدمات ، وشغف بالنكت والإستهزاء ، وتسجيع الألفاظ وتلفيقها ، طلباً للأعوان والأنصار ، وشوقاً إلى تكثر البكاء والرقة والتواجد والرغبات في مجلسه ، والتذاذاً بتحريك الرؤوس على كلامه والبكاء عليه ، وفرحاً بكثرة الأصحاب والمستفيدين به ، ظناً منه أنه أوقع في النفوس وأشد تأثيراً في رقة العوام وتواجدهم ولا ريب في أن هؤلاء شر الناس ، بل شياطين الأنس .
الله المستعـان ،،،

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرضا قمبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/04



كتابة تعليق لموضوع : من حولنـا .. شياطـين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net