صفحة الكاتب : محمد الظاهر

كلنا نحمل شهادة وفاتنا في جيوبنا
محمد الظاهر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يستمر نزيف الدم العراقي غزيرا يوما بعد آخر منذ اربعة عقود مضت حتى ايومنا هذا ففي ايام النظام المباد كانت ماكنة الحروب تزهق أرواح مئات الآلاف حيث فقد العراق خيرة فتيانه أثناء حربه مع ايران ثم في حماقة غزو الكويت مرورا بالانتفاضة الشعبانية وحتى احتلال العراق في نيسان 2003 ولا ننسى الارواح التي ازهقت في دهاليز التعذيب قبل وبعد استشهاد فيلسوف العراق والامة الاسلامية السيد محمد باقر الصدر والاعدامات التي تلت ذلك بتهمة الانتماء لحزب الدعوة وان  اغلب كوادر الحزب من النخبة المثقفة وحملة الشهادات العليا من النساء والرجال فكانت اقبية النظام وحدها الشاهد على وحشية رجال الامن والمخابرات ، فكان ابناء العراق يقتلون في السر والعلن قوافل تتبعها قوافل كل ذلك من اجل حرية العراق ونيل حقوق المواطنة وحرية الفكر والممارسة حتى قتل من قتل وهجر من هجر وهاجر من هاجر فخلت ديار كانت عامرة بالضحكات وحل محلها الخراب وانين الموتى الذين لم يجدوا من يغسلهم ودفنوا بثيابهم التي مزقتها سياط الجلادين.
ثم اذا ما انهار اللانظام المباد بمظلومية دماء أطفاله وشبابه ونساءه وكهوله وقلنا ها هو الحق يعود الى نصابه ويعلو الكرسي من هو اهله انفجرت براكين الغضب الاقليمي والدولي.ودارت رحى الموت من جديد لكن بشكل اكثر ضراوة من السابق وبصورة علنية هذه المرة تارة بيد تنظيمات وادوات حزب البعث وتارة بيد القاعدة ودولة العراق اللاسلامية والتنظيمات المسلحة الاخرى وبقيت الدولة في وضع الدفاع عن هيبتها المفقودة بعد ان كانت المبادرة ولا تزال بيد القتلة ففقدنا مئات الالاف من الابرياء ثمنا جديدا لنيل الحرية وصبغت دمائهم الشوارع والارصفة وابيدت عوائل باكملها بحد السيوف وشظايا المفخخات والعبوات الناسفة ووقفت الحكومة عاجزة عن الدفاع عن الابرياء والعزل وكل ذلك بدعم من دول يعلمها القاصي والداني واحزاب العراق تتصارع على السلطة بشتى الوسائل المشروعة واللامشروعة وتحاول تسيقط الاخر مهما كانت الوسيلة والثمن فتورط رجال السياسة بدماء العراقيين بدافع الحقد الاعمى وكل عصبة تدافع عن رجالها هؤلاء ظالمين او مظلومين غير مبالين بدماء الفقراء الذين التحقوا بقوافل الماضين شاكين الى ربهم ما قاسوه في الحياة الدنيا ورجال السياسة الفاجرة يتنافسون في نهب ثروات هذا الشعب المظلوم اشد من منافستهم في استباحة دمه الطاهر فيزاد الاغنياء غنى والفقراء الذين تحصدهم المفخخات كل يوم فقرا ولا تعجب عزيزي القارئ اذا قلت لك ان سعر روح عراقية ازهقها الارهاب كان لا يتجاوز ثلاثة الاف دولار حتى بضعة اشهر خلت ولك ان تتخيل ان المعيل الوحيد لعائلة عراقية مسحوقة اختطفت المفخخة روحه بقيت جائعة لم يتلفت الى جوعها وعريها احد ولم تجد ما تنفقه لتراجع في دوائر الدولة الفاسدة بكل روتينها من اجل ان تستلم ثلاثة ملايين وسبعمائة وخمسون الف دينار بدلا للروح التي غادرت الى بارئها صارخة.بظلامتها وظلامة من تركت خلفها من الاطفال والنساء الارامل وهكذا في كل يوم تنتفس المقابر من جديد فتبلتع بشهيقها اجساد ممزقة وتلفظ بزفيرها ارواح حزينة فارقت احبتها على حين غرة اما تلك الارواح التي تلاشت اجسادها ولم يعثر ذويها على اصبع من اصابع يدها فقد اصدرت لها شهادة وفاة ولم يحفر لها قبر لتحل فيه تلك الروح الهائمة بين السماء والارض بين ارواح مثيلاتها صغارا وكبارا ومن بين ارواح هؤﻻء،ارواح اطفال صغار مجهولة الشكل والاسم تأتي كل ليلة لتنام في احضان امهاتها الثكلى وتشكوا الى آبأها انها لا تملك قبرا تنام فيه منتظرة يوم النشور والحساب وما اكثر  ارواح العراقيبن التي تحلق بين السماء والارض بينما يستمر مسلسل الموت واستدعاء القادة الامنين تحت قبة البرلمان بسبب الخروقات الامنية الكثيرة المستمرة متناسين ان الجندي والشرطي العراقي لا يمتلك سوى جهاز فاشل () جهاز العثور على كرات الغولف الضائعة )اعترف الكل بفشله وسجنت برطانيا مصدره وصمت ساسة العراق عن فضح المتورطين بذلك لان الشاوى التي دفعت للعبض مقابل اتمام هذه الصفة وصلا الى (75) مليون دولار بحسب ما نشرته جريدة الاندبندت البريطانية اذا فهم وقتلة الابرياء من تنظيم القاعدة وغيرهم شركاء في استباحة الدماء الطاهرة الزكية والمضحك المبكي عزيزي القارئ ان الجندي والشرطي الذي لا يستخدم هذا الجهاز اثناء واجبه يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن ثلاثة اشهر رغم علمهم انه لا ينفع ولا يضر وكما يقول صاحب المثل ( حديدة ع الطنطل ) .  .
مليارات الدولارات تنهب،من ميزانية العراق،كل عام ولم يتم الى يومنا هذا تخصيص بضعة ملايين من الدولارات لغرض نصب منظومة كاميرات مراقبة متطورة توزع على مداخل المدن والشوارع الرئيسية والتقاطعات نحن لا نريد ان توزع الكاميرات في كل زاوية وزقاق كما هو الحال في لندن بل نريد منظومة تساعد قواتنا الامنية في عملها ..
عشر سنوات مضت ولم تستورد حكومتنا الموقرة اجهزة تشكف المتفجرات عن بعد فارواح العراقيين عديمة القيمة بنظر ساسة العراق على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم لان المفخخات انما تحصد ارواح الفقراء لا ارواح السياسيين والاثرياء الذين تضاعفت اعدادهم حتى احتل العراق المرتبة السادسة عالميا بعدد الاثرياء الذين تتجاوز ثرواتهم الخمسة عشر مليار دولار اما اصحاب الملايين من الدولارات واغلبهم من السياسيين والقادة الامنيين الكبار والتجار الانتهازيين من موردي البضاعة الصينية الرديئة فلا يعلم عددهم إلا الله لان الفساد يستشري في كل مفاصل الدولة بلا استثناء ويبقى الفقراء يحملون في جيوبهم الخاوية ورقة الحقيقة الوحيدة الثابتة في العراق. ..انها ورقة شهادة. الوفاة التي لا تحتاج سوى اليوم والساعة وتوقيع الطبيب المقيم الذي شخص الحالة على انها ناجمة من انفجار سيارة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الظاهر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/04



كتابة تعليق لموضوع : كلنا نحمل شهادة وفاتنا في جيوبنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد الظاهر ، في 2013/10/06 .

اعتذر عن الاخطاء الواردة في المقال لانه كتب على عجالة وبدون تنقيح

محمد الظاهر




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net