صفحة الكاتب : علي الكاتب

قدوري دق بابنا.. فماذا وجد؟؟
علي الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا يختلف اثنان في منظومة الكرة الأرضية على ان التعليم والتربية , سفينة الحياة التي تمتد وتمد في أشرعتها وهج الوجود والبقاء في خارطة المجتمعات ,  وكما يقول امير المتعلمين والمؤمنين علي بن ابي طالب , ما من حركة الا وانت محتاج فيها الى معرفة, وهو القائل ,اقل الناس معرفة اقلهم قيمة,  وهو الأمر الذي اطبقت عليه الشعوب المتحضرة لأهمية الواقع التربوي والتعليمي بما يملك من منافذ قوة جيوعلمية ومصادر امن عقلي وتأمين مجتمعي , ولذلك تجد ان القائمين على مسارات التربية والحرف المعرفي , يبحثون في فيافي السطور وقوارير التجارب من اجل الوصول بالفرد الى منصة  التحصيل العلمي القادر على محاكاة  ومجاراة قافلة التطور والابداع.
هكذا هو المنطق والمستهل المعتمد في ادمغة المعترفين في العلم دليلا لحماية البشرية من اوبئة الجهل والتيهان والموت السريري المعرفي, غير ان الواقع والرغبة والطموح في جمهورية العراق الحديثة , يختلف في اسلوب التعاطي والتطبيق على ابواب المؤسسات التعليمية , فمازالت التربية والتعليم تعاني من ثلاثية ممية تتعنون في  المناهج المتهالكة , و هشاشة البنى التحتية ,ومترجمي الكتاب(الكادر التدريسي), فضلا عن ان شظايا السياسة التي ضربت الكثير من تشكيلات المؤسسة العراقية,  لم يكن الجسد التربوي بمنأى عن نيران انفجاراتها, وبذلك فأننا اليوم وبعد عشر سنوات من إسقاط النظرية الديمقراطية في رحم المشروع العراقي ما بعد 2003, نجد ان التخطيط  والحلول التي وضعت من اجل إخراج التربية التعليمية من مستنقع التخلف عن الركب العالمي , مازالت تدور في مديات الرقعة المكانية المبتورة الافق , وبالتالي ان تلك الاشكاليات والمشكلات التي تقفز مع الطالب العراقي مع كل بداية فصل دراسي جديد, تضاعف وتعزز من فرص الاعتلال العقلي المجتمعي و تعميق الفجوة بين المتعلم والعلم, مع ان العراق كرقم مادي غير عاجز عن توفير سيولة مادية لتجاوز عقبات العجلة التعليمية , اذا ما اسشتنينا من ذلك الوزن الحضاري بما يملك من رصيد تاريخي وعقل عراقي.
تكرار وتفشي ظاهرة الامية التعليمية  في بلد مثل العراق , يعني في تداعيات استمرارها اكثر من احتمال وقراءة , ويمن تصور ان ابسط تفاعلاتها المستقبلية اننا نسوق الوطن الى سطحية المعلومة , وبساطة المفردة , وهي ارقام كافية للوصول الى معادلة انشطارية لتوليد وتوالد الجريمة المعرفية الكافية في تجريم المجتمع واغطاسه في رجحان التطرف والفهم المغلوط لابجديات الاشياء , والا كيف نفسر مايجري الان من مفاهيم مغلوطة وحركات شاذة في فهم وافهام النصوص الثابتة في قاموس الدين والعلم والمجتمع, اذ يمكن ان هنالك معادلة طردية بين انخفاض المستوى التربوي والنصوع الاجتماعي , فكلما ارتفعت مناسيب التدني الفكري فأنها ترتفع وترفع معها مناسيب انهيار المجتمع  .
نحن الان نقف على جملة من التحديات الكبيرة التي تحول دون رسم خط بين نقطتين في النسخة العراقية المعدلة ما بعد زوال الفرعون, غير يمكن تصنيف القطاع التربوي هو البذرة الاساس والمنطلق الرئيس القادر على توظيف ممتلكات العراق بشكل يتناسب مع الواقع المرحلي والبعد المستقبلي, لا ان ننطلق من مدارس مقبورة  بالتراب مفتقرة لابسط اسباب منشطات العقل , من سوء تحضير تدريسي وخدمي ومنهجي, وللاجابة على مايمكن ان يكون عليه العراق في الخارطة التربوية الدولية ,علينا ان نضع جوابا شافيا للسيد"قدوري " الذي ادمنا على طرق اصابعه لابواب التعليم الابتدائي في كل عام.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/01



كتابة تعليق لموضوع : قدوري دق بابنا.. فماذا وجد؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net