إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح23
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلائق محمد وآله الطيبين الاطهرين المنتجبين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
الحلقة : الثالثة والعشرون
بقلم : سماحة آية الله المحقق الشيخ محمد السند "دام ظله الشريف"
الموضوع : إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن الحديث .
_________________________________
العنوان: حفظ الذكر يشمل السنة لا خصوص القرآن فقط
قد تقدم ان مجرد تطابق مفاد آية او حديث مع مفاد ديني لدى اهل الكتاب لايشكل سببا للاسترابة في ذلك المفاد، كما ان منظومة الثوابت في حديث اهل البيت (ع) مهيمنة على انحرافات تعاليم اهل الكتاب من اليهود والنصارى .
فبعد الاحاطة بذلك اجمالا فضلا عن الاحاطة التفصيلية لا تبقى استرابة ولاريب في صيانة ورصانة حديث اهل البيت (ع) هذا من ناحية الاولى رتبة وهي أهمية دراسة المتن والمتون للحديث .
وأما من الناحية الثانية وهي المداقة في الضبط والنقل لدى علماء الامامية من الرواة والمحدثين والفقهاء : فقد عرضت كتب الحديث على المعصومين (ع) طوال ثلاثة قرون وربع الى درجة لاتجد تراثا روائيا انقى من تراث حديث اهل البيت (ع) مقارنة مع كل المذاهب الاسلامية فضلا عن الملل والنحل الاخرى.
واما من الناحية الثالثة وهي الحفظ الغيبي لتراث الحديث كما يحفظ القرآن في رتبة المصحف بوجود المعصوم (ع)، فقد وعد تعالى بحفظ الذكر والذكر يعم كل انواع الوحي ومنه سنة الرسول (ص) واهل البيت (ع) حيث قال تعالى : {إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} . وقال تعالى :{قد انزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم ايات الله مبينات} .. فالرسول (ص) عين الذكر . وقال تعالى : { ما ضل صاحبكم وما غوى وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} فنطق النبي(ص) بل تمام شؤونه وحي يوحى ،وكل الوحي ذكر .
فمع تعهد السماء بحفظ الوحي الذي يشمل السنة لا خصوص المصحف كيف يشكك في كل مجموع الحديث من السنة فانه تكذيب للقرآن .
كيف وقد امر كل من القرآن والنبي (ص) بالتمسك بكل من الثقلين الكتاب والعترة وليس حديث الثقلين مختص بتوصية النبي (ص) ،بل هو توصية قرآنية مرت الاشارة اليها في جملة من آيات السور .
وحديث اهل البيت (ع) من اهم شؤون العترة الذي يتمسك به .
فحديث اهل البيت (ع) سواء من ناحية الصدور او من ناحية المتن والمضمون منضبط بموازين ومعايير لا تقبل الانفلات والاختراق وذلك لإحكام المنظومة في دراسة الطرق والمصادر وفي دراسة المتن والمضمون . نعم لايضطلع بذلك القاصر عن الاحاطة بهذه المنظومة والنظام فيظل في ريب متردد لايهتدي سواء السبيل ، يستولي عليه الغي لايكاد يخرج من الحيرة .
وقد ورد متواترا عن اهل البيت (ع) أن اعظم ميزان لدراسة آحاد الحديث هو بدراسة متن الحديث ومضمونه بعرضه على محكمات الكتاب والسنة اي القطعي دلالة وصدورا منهما ،لكن هذا الميزان لايقوى على استعماله ولا على استعلامه الا الفقيه العالم بابواب الدين ومعالمه ودلائله منظومة ونظاما .
فرفع راية الريبة والاسترابة والتردد والمرية والاضطراب والحيرة وإساءة الظن والوجل علامة القصور والعجز وعدم القدرة عن دراسة متن ومضمون الحديث وإلا فلماذا الصياح والصخب ان كان في البين قدرة ومقدرة على البحث والتثبت والضبط ؟ ثم إن لم يستأمن اتباع اهل البيت (ع) على تراثهم من الحديث فمن هم المستأمنون على ذلك أهم اعداؤهم ؟
ثم هل يحتمل اقوائية منظومة الانحراف على منظومة محاور الوحي كي يلتبس الامر والحال ويتلبد الافق فلايبصر الطريق ويرتاب ؟
نعم ذلك يتصور ممن يعجز عن الإلمام بمنظومة وثوابت أعمدة نظام الوحي .
وقد مر ان دراسة متن ومضمون الحديث بسليقة ذوقية او أنظار نظرية اجتهادية ظنية ثم التجزم باختلاق الحديث -هو تلاعب بالتراث ولنذكر لذلك مثالا فقد ورد رواية او روايات ان الدنيا على جبل من قاف، وهذا المضمون عندما واجهه احد الكتاب والمحاضرين المثقفين المشهورين سارع الى رمي الحديث بالطعن بالاسرائيليات وانه مدسوس ومطعون و و و وكان هذا في السبعينات ميلادية ، وكذلك رمى الاحاديث ان الارض او الجسم الكوني الفلاني على قرن من ثور ، ونظير هذه الامور الفضائية الكونية التي لم تكتشف علميا آنذاك .
بينما اكتشف علميا لاحقا ان المجال المغناطيسي غير المرئي الذي يحيط بكوكب الارض هو على شكل قاف ، وكذلك على قرن من ثور بلحاظ شكل المجال الطاقي الكذائي غير المرئي . فكيف بك مع هذه الطفرة والثورة في المعلومات المتزايدة في الاكتشاف فيزيائيا وكميائيا والأحياء في البيئات المخلوقة المختلفة ،مما يدلل على ان العقل البشري كلما إزداد علما واكتشافا يكتشف الاعجاز العلمي في الحديث كما يكتشفه في المصحف الشريف.
قال العلامة الطباطبائي في تفسيره الميزان : على ان هذه القضايا التي اخبرنا بها ائمة اهل البيت (ع) من الملاحم المتعلقة بآخر الزمان وقد أثبتها النقلة الرواة في كتب محفوظة النسخ عندنا سابقة تأليفا وكتابة على الوقوع بقرون وأزمنة طويلة نشاهد كل يوم شطر منها من غير زيادة ونقيصة فلنحقق صحة جميعها وصدق جميع مضامينها .
والاغرب والافظع ان يناقش باحث في متن ومضمون حديث وليس لديه تخصص في الموضوع الذي يتناوله الحديث فليس لديه إلا استبعادات واستنكارات مستعجلة مبنية على غفلات وجهالات بحقائق الامور الكونية والتكوينية مع أن مسيرة العلوم للبشر كلما تلاحقت بحوثها واكتشافاتها كلما اكتشفت من المعاجز العلمية في مضامين الحديث.
بل ان من المتخصصين في علم من العلوم التجريبية او غيرها وإن وصل الى درجة الدكتورة إلا انه لم يغور اطلاعا في ذلك العلم المختص ليميز بين ماهو فرضية وماهو نظرية وماهو حقيقة اجمالية وماهو حقيقة مبدهة في بحوث ومسائل ذلك العلم وهذه طامة في الثقافة العلمية للافراد ، فتراه لا يواكب مستجدات تخصصه والطفرات العلمية المكتشفة فيه كل يوم بيومه ولا يتابع النشرات الدورية المعنية بتخصصه نفسه فضلا عن بقية التخصصات التي ربما لايملك ثقافة معتد بها عنها ومع كل ذلك يقيم نقاشات واستنكارات و استبعادات وتهكمات على متن حديث مروي لايلم هو بأدنى اطلاع مواكب للساعة لآخر مستجد ثقافي تخصصي عن الموضوع الذي يتناوله ذلك الحديث. وهذه ناحية رابعة في دراسة ومعرفة متون الحديث.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat