صفحة الكاتب : وجيه عباس

حين تتناسل"الجوادر"
وجيه عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ثالث ايام فاتحة احد الشيوخ في مدينة الصدر أصبح يوم وداعه الأبدي،لكنه فتح نافذة ليدخل 73 عراقي من مدينة الصدر الى ليلة الوحشة،هكذا بكل بساطة ان تصبح مسؤولاً في بلد يغص بالمتسولين،يدخل احد البهائم الى داخل "الجادر" وهو يعزّي الجالسين الكافرين(بنظره) وحرمة جلوسهم وسماعهم محاضرة دينية عن علي ع،فلم يملك الا أن يكون مساهما في الشركة الاموية للتفخيخ التي اسسها ابو سفيان واكملها ابن تيمية وابن جبرين وابن عثيمين،هكذا بكل بساطة ان تشرب قدحاً من الماء لتنتظر أن تتناول العشاء مع النبي ص واله في الجنة وانت تسحب خلفك 73 جسداً لمسلمين لم يكن ذنبهم الكبير وخطيئتهم التي لاتغتفر الا أن احبّوا علي بن ابي طالب ع،هكذا انفجر مشهد حقيقي من الموت الذي يشرف على اخراجه عزرائيل ع بطريقة تقف امامها هوليود بكل ابداعها عاجزة عن تصوير السيناريو الذي يجري داخل الجوادر.

العراق علّم الدول كيفية استنساخ الحزن حين كانوا منشغلين باستنساخ الفرح والدعارة في نواديهم الليلية ومواخيرهم السياسية،الموت في الغرب يسير وفق منطق الفردي،بينما يسير في العراق بمنطق الزوجي تحت قاعدة(جملة الجملة)،لهذا ليس غريبا ان يدخل المعزون الى الجادر بشكل جماعي لايقل عن ثلاثين ويخرج مالايقل عن اربعين حتى تكاد تجلس في المأتم وأنت واقف كأنك "بستم محرّك" في حالة اشتغال!!.

الوطن الذي يشتريه العراقيون بالمفرد ويبيعهم بسعر الجملة،نفسه الذي لايترك صلاة الجماعة من أجل أن ينفرد وحده في محراب الاوطان ليصلي على جثامين بنيه صلاة الوحشة،الوطن الذي يهرول ببنيه من اجل اللحاق بركب الحضارة يتناسى بنيه الذين يتساقطون من يديه وهو متشبث بسطح القطار الذي أصعده على ظهره لعدم وجود مكان مخصص لوطن مؤجّر بالباطل!،الوطن الذي يشيع ارواح بنيه بعبير التراب ودخان المفخخين ورائحة الشواء البشري الذي يتركه ملك الموت وهو يمر سريعا قرب جوادرنا المتناسلة بالضيم وهو يقطف الارواح مثل فلاح لايملك سوى منجل لحصد الورود من بستان علي ع.

ترى بماذا فكّر هذا البهيمة المفخخة الذي دخل الى الجادر،وهل صافح صاحب العزاء وقال له: البقاء في حياتكم التي تنتظر ضغطة زر تافه؟هل صافح جميع الوجوه التي سيرسم على ثيابها شظايا عظامه الحيوانية؟ هل قرأ سورة الفاتحة على صاحب العزاء الذي وجّه دعواته القبرية وصادف ان عثرت عليها بهايم تكفيرية ليس لها علاقة بالبشرية،هل شرب فنجان التعزية قبل ان يكبّر بينهم من اجل اشعال الجادر ؟

الجادر الذي احترق بالمعزين في قطاع 5 في مدينة الصدر كان جادراً للحزن ،لكنه لم يملك ضمير ان يستر النار والصوت الذي اشعلها البهيمة الاولى فما كان منه الا ان يدلع صوته وصورته ويدعو بهيمة اخرى ليكمل مابدأه الاول بسيارة مفخخة دخلت الى الجادر من اجل ان تقرأ التعزية الذي صادف وجود منبر خشبي امامها وصادف ان الخطيب كان يتكلم عن حرق خيام الحسين ع والناس تقول: ياليتنا كنا معكم،فما كان من بهائم عمربن سعد الا أن قاموا بتلبية طلباتهم!.

ياعشائر الجنوب:عليكم ان تصعدوا على قطار الحداثة وتتركوا الجوادر المتناسلة،العراق فاجا العالم انه انجب 73 جادرا في مكان واحد،فاتقوا الله في بقية الجوادر وتوجهوا الى بيوت الله لانها تحولت باسم هؤلاء البهائم التكفيرية الى بيوت لاتلد الا الحزن!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وجيه عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/24



كتابة تعليق لموضوع : حين تتناسل"الجوادر"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net