صفحة الكاتب : عبد الله السكوتي

هواء في شبك ... كلما تهمد يثورها الاعيور
عبد الله السكوتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يحكى ان سعد صالح كان نائبا في المجلس النيابي، ومن المعارضين الاشداء للحكومة القائمة يومذاك، وان احدى الجلسات اشتدت معارضته حول موضوع من المواضيع المطروحة امام المجلس، وكلما يكاد النقاش ينتهي في هذا الموضوع، كان سعد صالح يثيره مجدداً، فضاق توفيق السويدي ذرعا باثاراته المتكررة، فطلب الكلام من رئيس المجلس، فلما سمح له توجه بكلامه واشار بيده الى سعد صالح وكان (كريم العين) فقال له: (كلما تهمد) ثم جلس، فكف سعد صالح عن اثارة الموضوع مجدداً في تلك الجلسة ولم يتكلم بشيء. هذا هو الذي يفهم بالاشارة، ولكن بحت الاصوات ولم يعلم بعد المقصود بها وانها تعنيه، ولا يريد ان يفهم بالاشارة والتلميح ولذا علينا ان نلجأ الى اسلوب آخر، هو المواجهة كي يفهم من لايريد ذلك .

ليس  من الحكمة في شيء ان تدير ظهرك لكلام الاخرين واحتجاجاتهم ، لان الاخطاء اذا تكررت فستشكل عائقا كبيرا امام الاستقرار الذي ننشده جميعا ، على هذا الاساس يجب علينا ان ننبه الى تلك الاخطاء ليتم علاجها شيئا فشيئا ، ولكن الذي حدث اننا كنا كما يقولون : ( ننفخ بقربة مثقوبة ) ، حتى وصل الامر الى قمته فانفجر في تظاهرات 25 شباط ، ومن المؤكد اذا لم تتم المعالجة السريعة فستولد تظاهرات وانتفاضات ، وهذه المرة  عدى الامر ان يكون مقالة في صحيفة ، ليدير المسؤول ظهره لها او وجهه عنها ، وانما سيدخل الامر الى ميدان الدماء والتسقيط ، لذا وعلى اساس نيتنا الصالحة في الحفاظ على الديمقراطية المترجرجة ، علينا ان نفعل شيئا تجاه الاحداث التي ربما تتسارع لتشمل آذار ، هنالك حلول متعددة وهنالك طريقة للحوار مع الشباب المتظاهر ، وهنالك مشاريع قرارات على الحكومة ان تتقدم بها للمصادقة عليها من قبل مجلس النواب ، وعليها وعليها وعليها .
 كل هذا يصب في صالح طرفي المعادلة الحكومة والشعب ، وهذا من شأنه ان يخرس الكثير وكذلك يفرز الكثير ، فحين تتقدم الحكومة بتنفيذ جميع طلبات الشعب ، فانها تفوت الفرصة على اعدائها واعدائه في النيل من الديمقراطية التي اصبحت اشبه بالاضحوكة ، ولاتكتفي اي الحكومة برفع الشعارات واتهام الاخرين ، فهذا الاسلوب خاسر وربما يؤلب كثيرا من الجماعات التي تقف على الحياد حاليا ، ان هذا الاسبوع والاسبوع المقبل سيكون حاسما بما يمتلك من جذوة ماتزال ثائرة لدى الشباب ومن الممكن بل من المؤكد ان يتكرر الامر وعلى نطاق اوسع فيسقط بايدي الحكومة ، وعندها لاتستطيع ان تبرر  موقفها وحسن نيتها تجاه الشعب لانه يكون قد سبق السيف العذل ، انها بقعة زيت في محيط بلادنا العزيزة وعلينا تدارك الامر وكسب ود الشعب على اساس المنجز الظاهر للعيان ، وان لانكتفي بالوعود فالناس قد سئمتها ، واصبحت حتى لاتطيق سماعها .
من المؤكد ان لااحد يستطيع تخطئة الشعب ، لان الشعب على حق في كل الاحوال ، فهو يتحمل وزر كل شيء ، ولقد تحمل الشعب العراقي ما لم يتحمله اي شعب آخر ، على امل ان يحصد نتيجة صبره تطورا ورخاء ، صحيح ان القاعدة والحركات المتطرفة قد شوشت على جهود المخلصين ، واحالت البنية التحتية الى خراب ، واجهدت اجهزة الدولة بكل قطاعاتها ، لكننا  وبرغم وجود المنغصات يجب ان نلتفت الى الشعب لنشاركه همومه ، لاننكر ان لدينا نسبة من الموظفين تعادل اضعاف ما تحتاجه الدولة لتسيير امورها ، ولكن علينا ايجاد البدائل ، علينا الالتفات الى القطاع الخاص بشكل اعمق فالقطاع الخاص هو عصب رئيس نستطيع من خلاله ان نستوعب اضعاف ماتستوعب دوائر الدولة من ايد عاملة ، وانا اقطع جازما ان من استوعب الايدي العاملة في ايام زمان هو القطاع الخاص الذي اهمل اهمالا تاما بعد التغيير ، وهذا يعود الى الاساليب العشوائية التي رأت ان الانفتاح على العالم اقتصاديا يقع تحت لافتة الاستيراد فقط ، فحجمت بذلك قطاعا حيويا ، عمل بجد ومثابرة وابتكر كثيرا من الاشياء ، وكلنا يعلم ان الثلاجة التي يجفت ماطورها لثلاث مرات ، قد عبرت عن كفاءة عراقية متكاملة ، في حين ان اصحاب ( العتيك ) في هذه الايام قد ازدهرت تجارتهم لاننا نستبدل الاجهزة الكهربائية بسرعة غير معهودة .
بودي ان يضع رئيس الوزراء في خلده مراجعة تامة لكل ماجرى منذ 2003 وحتى الان ، ليستخلص اسباب البطالة ، ويضع يده على جرح الشعب العراقي فيستطيع بذلك ان يكون مع شعبه في مأساته ويرى بعينه لماذا يعاني هذا الشعب رغم تضحياته المستمرة ، ولايدع الاعيور يثورها كلما تهمد .
عبد الله السكوتي 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الله السكوتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/27



كتابة تعليق لموضوع : هواء في شبك ... كلما تهمد يثورها الاعيور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net