صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

جرائم خطف الاطفال تحدي امني كبير
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سما" طفلة لم تتعد الخمس سنوات، كانت جالسة لوحدها قرب باب البيت، انشغلت امها عنها للحظات في الحديث مع جارتها, فاذا بها تختفي, اسرع الكل في البحث عنها من دون جدوى, فقط شوهدت سيارة بيضاء مسرعة وبداخلها الطفلة سما وهي تخرج من شارع الحي الرئيسي, بعد أشهر لم تعد سما الا مجرد ذكرى لأهلها! قصة سما تتكرر كثيرا في واقعنا الحالي, وأغلب عمليات الخطف تستهدف شريحة الأطفال، بعضها لطلب الفدية من أهل الطفل, والبعض الآخر للاتجار بالأطفال, أو للاتجار بالأعضاء البشرية في سوق سرية/ علنية لها تجارها وزبائنها!. وقصة الخطف ليست وليدة الظروف الحالية بل هي موجودة منذ أعوام الحصار، واستفحلت بعد التغيير نتيجة الظروف العديدة الدافعة نحو الجريمة.
الناس تطالب بالأمان والأمر بيد القوات الأمنية, لكن الأمر لم ينته، بل ظلت حوادث الخطف تحدث هنا أو هناك لأسباب كثيرة، ومعها ازداد قلق العائلات على أطفالهم.
 
رعب بسبب عمليات الخطف
تقول المواطنة وفاء السوداني ( من سكنة بغداد الجديدة ):" اننا نشعر برعب حقيقي بعد كل عملية خطف لطفل, وحالات الخطف لا تنتهي بل تحدث كل فترة, وفي الكثير من الأحيان تحصل للعائلات الميسورة لطلب الفدية من أهلها. وكل عائلة يكون كل همها حماية طفلها، لذلك تستجيب لأي طلب من الخاطفين واستغلالهم الاجرامي لعائلة الطفل المخطوف.
واتذكر، في احدى المرات خطف طفل من حينا وطلب الخاطفون فدية خمسين مليوناً تقريبا وبعد ان دفعها ابو الطفل اخبروه عن مكان طفله وعندما ذهب اليه وجده مقتولا"! وأضافت وفاء:" ان الخاطفين عبارة عن مجموعات مجرمة لا تملك ضميراً ولا رحمة وقد ارتمت في احضان الشيطان. ويجب القضاء على هذه الظاهرة ومكافحة الفاعلين لها، ونتمنى من الأجهزة الأمنية ان تجد حلا لهذه المحنة التي نعيشها".
طلبوا فدية فلم يسددها الأب فاختفى الابن
يقول المواطن ابو رعد (من سكنة حي النصر):" قبل شهرين خطف ابن صديق لي وطلبوا منه فدية كبيرة لكنه لا يملك المال المطلوب وحاول تخفيض المبلغ لكنهم رفضوا ثم انقطع الاتصال معهم واختفى الابن, انها مأساة لا يشعر بها الا أهل المخطوف, واعتقد يجب ان يكون هناك حل جذري للمسالة من قبل الحكومة, ويمكن الحد من هذه الجرائم البشعة عبر نصب كامرات في كل مكان في الاسواق وفي الكراجات وفي ابواب المدارس وفي الشوارع الرئيسة، عندها يصبح المجرم تحت المراقبة . وهذا الامر معمول به في البلدان الغربية ومن خلاله يتم تخفيض نسب الجريمة".
خطف وإشاعات مرعبة
المواطن عباس عبد الأمير قال:" هناك ارتباط وثيق بين الإرهاب وعمليات الخطف. فنحن نشاهد مع كل عملية خطف تنتشر اشاعات مرعبة ومخيفة بين الأهالي، الهدف منها شيوع حالة انكسار وارتباك كبير, وأعتقد أن الجهات المعادية تتقن لعبة الموت وهذا مؤشر على انخفاظ مستوى الحصول على المعلومة لدى أجهزتنا الأمنية, فالحرب هي حرب معلومات, ونحتاج لتأسيس جهاز معلوماتي كبير يوفر المعلومة للجهات الأمنية، عندها يمكن أن يحارب عصابات الخطف, والبلدان المتطورة تضع لنظم المعلومات أهمية قصوى في كل مجالات الحياة وخصوصا الأمنية".
 
المخطوف والعلاج النفسي
تقول الدكتورة حنان، "هكذا اكتفت باسمها": بعد عودة الطفل المخطوف الى اهله، يعيش ظروفاً نفسية صعبة, وهنا يحتاج لظرف نفسي معين للخلاص وتخفيف تأثير عملية الخطف، فهو كان قد عاش أيام رعب وخوف وقهر الى ان تم تحريره. لذا يحتاج من الاهل استشارة اهل الاختصاص ( اهل الطب النفسي), وجانب اخر، اذا كان المخطوف طفلة فهنا يتدخل عامل اضافي وهو العرف والتقاليد للتأكد هل ان البنت مثلا قد تعرضت لاغتصاب وفقدت عذريتها، خصوصا اننا نعلم عن ارتفاع عمليات اغتصاب الفتيات صغيرات السن. وهذا الأمر يفترض التعامل معه من قبل الأهل والمحيط بنظرة خاصة وإنسانية. ولذلك تكون فترة العلاج النفسي مهمة جدا للمخطوف، وإلا تركت آثارها لسنين طويلة على شخصيته وطبيعته النفسية".
 
دوافع جريمة الخطف
الاستاذ على الحيدري، قال:" عمليات الخطف دوافعها كثيرة ومتنوعة، ولكن يمكن حصرها في البطالة والفقر, مع انخلاع للقيم الأخلاقية وانحراف سلوكي لمرتكبيها, فهؤلاء الأشخاص إما أن يكونوا عصابات اجرامية خطيرة يعملون لوحدهم، أو يجدوا ممن يدعمهم من ( أشخاص مرتبطين بجهات ارهابية تريد انتشار الجريمة في االبلد )، فما دام العامل الاخلاقي والانساني غائباً والجريمة تحقق لهم مورداً مالياً عندها يمارسون ويرتكبون جرائمهم بيسر. لذلك على الجهات الامنية متابعة المتسولين على سبيل المثال وتوفير معلومات كاملة عنهم بغية تجفيف هذا المورد الارهابي, وتوفير فرص عمل لجحافل العاطلين عن العمل، خصوصا من فئات عمرية معينة من الشباب. وكذلك التأكيد عبر وسائل الإعلام والمنبر الديني على روح التسامح والمحبة . ورسم سياسة معينة مع المدارس والجامعات تعتمد في وسائلها على زرع قيم التعاون بين الناس عبر منهج او كورسات، وليس عيبا الأخذ بتجارب الآخرين ما دامت تصب في مصلحة المجتمع العراقي".
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/22



كتابة تعليق لموضوع : جرائم خطف الاطفال تحدي امني كبير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net