صفحة الكاتب : علاء كرم الله

على أي ميثاق شرف وقعتم؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 وأخيرا نجح الخزاعي نائب رئيس الجمهورية بما  فشل فيه  رئيسه جلال الطلباني بعد أن أستطاع  أن يجمع قادة الكتل والأحزاب السياسية في محاولة لأعادة بناء البيت الداخلي العراقي المهلهل  الذي عصفت به  رياح  الطائفية والتناحرات السياسية والصراع على السلطة حتى تمزق نسيجه الأجتماعي وتفرق شمل أبنائه بعد أن كان المجتمع العراقي يوصف بأنه شدة الورد الجميلة الزاهية بألوانها المختلفة والفواحة بعطر محبة أبنائها أحدهما للآخرالذين تجمعهم خيمة الوطن الواحد وترابه الطاهربلا أية تفرقة. أجتمع قادة الأحزاب يوم الخميس الموافق 19/9 /2013 ليلبوا دعوة الخزاعي التي بادر بها في 28/5/2013 ، وأجمعوا الحاضرين وهم كل من: (أبراهيم الجعفري عن التحالف الوطني وفؤاد معصوم عن التحالف الكردستاني وعمار الحكيم عن المجلس الأسلامي الأعلى وأياد السامرائي عن الحزب الأسلامي العراقي، هذا أضافة الى خضير الخزاعي صاحب المبادرة ممثلا عن رئاسة الجمهورية، والمالكي ممثلا عن الحكومة، والنجيفي ممثلا عن مجلس النواب) ليوقعوا على ميثاق الشرف فيما بينهم والذي جاء في نصوصه (تحريم الدم العراقي، ونبذ الطائفية، ومحاربة الأرهاب والمليشيات، وعلى ضرورة صيانة الوحدة  الوطنية لأبناء الشعب العراقي، وحماية النسيج الأجتماعي، وعدم السماح بأية تفرقة كانت، فظلا عن مبدأ الحوار لمعالجة المشكلات التي تمر بها البلاد ونبذ التقاطع، وتعزيز الثقة بين أطراف العملية السياسية وبين الجمهور العراقي، وأكدوا في ميثاقهم أيظا على أهمية العمل بروح الفريق الواحد لخدمة الوطن والشعب، والوقوف بحزم لمواجهة أي خطاب طائفي أو نهج أو ممارسة تحرض على العنف والطائفية وتجريم كل الأنشطة الأرهابية). الى هنا أنتهى مضمون الميثاق الذي تم التوقيع عليه من قبل قادة الأحزاب السياسية في العراق، وهنا لا بد من الأشارة الى أن رأسين كبيرين من رؤوس العملية السياسية! قاطعوا اجتماع التوقيع على الميثاق وأنتقدوه وأعابوه!! وهذا ما سنأتي على ذكره فيما بعد!  ورغم الدماء الكثيرة التي صبغت وجه العراق منذ أكثر من( 10 ) أعوام  والذي لا زال وجهه يزداد حمرة بسبب القتل اليومي للعراقيين حيث أستمرار التفجيرات بالسيارات المفخخة وغيرها من أساليب القتل الأخرى ، ألاّ أن العراقيين لم يجدوا في أجتماع قادتهم السياسيين أصحاب الحل والعقد! أي بصيص أمل ولا لمسة تفاؤل لأنهاء صراعاتهم العلنية والسرية التي جرت البلاد الى كل هذا الدمار والخراب والضياع !وبأن اجتماعهم هذا سيشكل بداية حقيقية وصادقة  للتعايش السلمي فيما بينهم من جهة وبينهم وبين الشعب العراقي من جهة أخرى!!، فتجربة السنوات العشر المريرة التي مرت على العراقيين والتي كانت بحق سنوات من الجحيم، أضافة الى أن قادة الأحزاب السياسية بكل توجهاتهم السياسية والفكرية فقدوا كل جسور الثقة والمحبة والأحترام مع الشعب العراقي!، كما وأن الشعب  من جهته يرى بأنه  من الصعوبة أعادة تجسير العلاقة بينه وبين قادته السياسيين وزرع الثقة بهم بمجرد أجتماعهم وتوقيعهم على ورقة ! من السهولة تمزيقها حال خروجهم من الأجتماع!! وتبقى حليمة على عادتها القديمة!! ( و عندها يقول السياسيين أحدهم للآخرأذا ذكره بالوثيقة نكعها وأشرب ميهه!) ، أو وضعها جانبا لتطمر وتضيع مع الكثيرمن ملفات  الفساد والنهب  والسرقة للمال العام التي أضاعت العراق!، فالعراقيين على أمية وجهل نسبة كبيرة منهم ألا أنهم يعرفون بأن السياسة هي فن الكذب ولا صدق في السياسة!! بعد أن لمسوا ذلك لمس اليد خلال السنوات العشر التي مرت!!. ولهم كل الحق في ذلك!! فحتى أجتماع (توقيع الوثيقة) بين القادة السياسيين لم يكن بقناعات فكرية وبروح وطنية حريصة على المصلحة العامة وبصفاء النوايا بقدر ما كان أجباريا!! وهذا ما ذكره رئيس الحكومة المالكي نفسه!(بأننا كنا مكرهين على ذلك لخطورة ماتمر به البلاد داخليا وما تمر به المنطقة من فتن ومشاكل لا سيما والعراق في قلب العاصفة، نعم لقد جلسنا مكرهين  وسنمضي بها مكرهين!!).هذا كلام المالكي رئيس الحكومة، أما النجيفي فقد قال يائسا ومهددا!:( بأن عدم تنفيذ بنود الوثيقة معناه سيكون المسمارالأخير في نعش العملية السياسية!!.). الجانب الآخر الذي نرى فيه فشل هذه الوثيقة! هو عدم حضور (أياد علاوي) و( صالح المطلك) وهم كما أشرت في بداية المقال من كبار رؤوس العملية السياسية ولهم ثقلهم وتأثيرهم على الساحة السياسية والعملية السياسية برمتها! لا سيما وأن عدم حضورهم جاء لعدم قناعتهم بالأجتماع ! حيث صرح (علاوي):(بأنه لا يريد أن يحضر مؤتمر فيه خداع للشعب وتظليله، فالأنسان العراقي غير محترم على حد قوله والعوائل في البصرة والكوت وحزام بغداد تهجر، وهناك الكثير من الأبرياء قابعون في السجون، ولم تلبى لحد الان مطالب المتظاهرين المشروعة!!) هذا ما قاله علاوي. أما ما قاله ( صالح المطلك) رئيس جبهة الحوار الوطني و الشخصية المثيرة للجدل فعلا والمنبوذة حتى من أهل الأنبار!(بأنه لا يريد أن يكون شاهد زور في وقت يقتل فيه العراقيين ويتنصل فيه السياسيين عن التزاماتهم!). بعد تصريحات المالكي وعلاوي والمطلك بخصوص أجتماع توقيع وثيقة الشرف، لا سيما وأن الأخيرين( علاوي والمطلك) حتى وأن لم يحضرا الأجتماع  فأنهما يفكران ويتصرفان تحت خيمة النجيفي وأياد السامرائي ولا يخرجان منها والعكس صحيح!!. ونسأل هنا بعد كل هذه التصريحات والأقوال :أي عاقل يمكن أن يصّدق  ولو للحظة أن مثل هكذا اجتماع يمكن أن ينجح وتعقد عليه الأمال؟ وأذا أستثنينا مواقف (علاوي والمطلك) المعروفة مواقفهما سلفا من العملية السياسية! كيف يمكن أن نعتقد أن ينجح أجتماع عقد بالأكراه والأجبار(قول المالكي)؟!. وبودي أيظا  أن أسأل قادتنا السياسيين: لماذا أسميتم وثيقتكم التي وقعتموها بأنها ميثاق شرف؟! وهل هذا يعني أن توقيعكم على ورقة ميثاق الشرف هو البداية الحقيقية لخط الشروع بالعمل بصدق وبشرف مع بعظكم البعض من جهة وبينكم وبين العراقيين من جهة أخرى؟! وهل هذا يعني بأن ماكان قبل توقيع ميثاق الشرف هو كان  غير ذلك!!!!. وعن أي شرف تتحدث وثيقتكم وميثاقكم؟ فاللشرف معان كثيرة ومتعددة؟ فمنا  من يعتقد وهو مقتنع جدا بأعتقاده! بأن الشرف يعني له الحفاظ على أعضائه التناسلية أن كان( رجلا ام أمرأة) ولا غير ذلك!!،أما أن يسرق ويزور أو يقتل أو يكذب وينافق فهذا أمر آخر لا يدخل بمفهوم الشرف أطلاقا!! من وجهة نظرهم الشخصية وما أكثر من يفكرون ويفهمون  الشرف بهذا المعنى؟!!. ومن معاني الشرف أيظا هو ان يكون الأنسان صادقا مع نفسه ومع الآخرين وان لا يكذب ولا يغدر ولا يغتب أحدا وان لا يأتي بالفواحش وأن يكون لسانه لسان صدق وأن لا يسب ولا يشتم وأن لا يطعن بشرف الآخرين ونزاهتهم وأن يحمل تصرف الآخرين  على سبعين محملا! وأن لا يظن بهم الظنون والسوء في كل لفتة أو حركة ، وأن يكون نظيف القلب ونزيه اليد وعفيف اللسان وطاهر النفس وأن لا يلفق التهم على الغيرلأختلافه معهم، وأن يحرص على كل ذرة رمل وتراب وقطرة ماء في هذا الوطن وأن لا يخون الوطن والشعب ويقبل على نفسه أن يكون ذيلا خانعا تابعا للأجنبي، ألم تسمعوا من قبل وصفا قيل عن سياسي أيا كان بأنه ( كان وطنيا شريفا غيورا)! والسؤال هل كتبتم كل ذلك في ميثاقكم الذي أسميتموه بميثاق الشرف وأقسمتم عليه؟!!. كنا نأمل بأننا سنجني شيئا من الخير من ميثاقكم هذا ولكن ليس تشاؤما  بل واقع الحال يقول بأنه لا أمل ولا تفاؤل  في ذلك؟! أتعلمون لماذا ؟ لأن أجتماعكم أجتماع أبدان وجسوم فقط؟! كما قال ذلك الأمام علي (ع) ( أجتمعت أبدانكم وتفرقت أهوائكم). وأسأل القادة السياسيين الذين أجتمعوا على توقيع وثيقة الشرف سؤالا مهما هل خلصت نواياكم ونزعتم الحقد والغل من قلوبكم قبل الأجتماع؟ يقول الأمام علي (ع) ( أذا أردت أن تنزع الحقد من قلب غيرك فأنزعه من قلبك أولا). وأخيرا أذكركم و لا أدري أن نسيتم أم تناسيتم ذلك! بأن لا شرف في السياسة، لأن السياسة عاهرة!!! فعلى أي ميثاق شرف تعاهدتم ووقعتم؟!!!.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/22



كتابة تعليق لموضوع : على أي ميثاق شرف وقعتم؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 5)


• (1) - كتب : محمد جوده ، في 2013/09/29 .

استاذ علاء ابو محمد اجدت واحسنت ووقعت على الحقيقة هل الشرف هو العمل (منا وجاي ) بصدق والبقيه لاشرف ولا امانة لها ولا شرف وهي التي ذكرت في المقال استاذ علاء ابارك لك كل جهد لاظهار الحقيقة

• (2) - كتب : محمد نمير مجيد ، في 2013/09/25 .

مشكور

• (3) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/09/25 .

اللة يحفضك ومشكور على المقاله ونطلب المزيد من المغلومات القيمه

• (4) - كتب : محمد نمير مجيد ، في 2013/09/22 .

العراقيين تاملو خير من ميثاف الشرف ولو اشك فيهم لعدم مصداقيتهم لكن الغركان يجلب ولو بكشايه مشششششششششششششششششششششششششششششكور

• (5) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/09/22 .

السلام عليكم والله لو تتصافى القلوب والتسامح لنجحت تجربة ميثاق الشرف وتتوقف عجلة الموت يوميا على العراقيين لكن ساءل الله ان يحن قلوب كل السياسين وينصرفون بحكمه ومخافة الله على الشعب الغيور امين واساءل الله ان يفرج عن هذا البلد بحق كل اسم من اسماء الله الحسنى امين ,,,,,,,,,,,, ومشكور على هذا المقال




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net