صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الغباء السائد والذكاء البائد!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العالم المعاصر ميدان لصراع وتفاعل الأذكياء.
وكل أمة تؤهل أذكى أبنائها ليكونوا في مقدمة الركب.
وتحملهم مسؤولية الحاضر والمستقبل , وإرادة المصير.
والمجتمعات القوية ذات قدرات وطاقات ذكية.
والمجتمعات الضعيفة ضحية الكراسي الغبية.
وكلما إزدادت المسافة ما بين درجات الذكاء والغباء , إزدادت الفواصل ما بين الحالتين.
فالذكاء قوة.
والغباء ضعف.
وجمهرة من العقول الذكية المتفاعلة , تؤسس لحالة ذكية فائقة ومتميزة.
ومجموعة من العقول الغبية , تؤدي إلى صياغات أشد غباءً من واحدها.
وفي هذا الخضم القائم في الحياة , تتحدد معالم وإتجاهات الصيرورات الوطنية والمصيرية لكل مجتمع.
ففي المجتمعات المتقدمة يكون القادة , أكثر ذكاءً من المجموع العام , والمجتمع يمتلك آليات لتأهيل الأذكياء للوصول إلى مقدمة الركب وقيادة المسير , فيكون التفاعل والتنافس ما بين جمهرة الأذكياء , والمُعبّرين عن ذكائهم بما أوجدوه من مؤسسات ومشاريع , وصناعات ومبتكرات وإختراعات  , ومنطلقات لرؤية الحاضر والمستقبل.
وفي المجتمعات المتأخرة , يكون القادة أصحاب ذكاء ضمن المعدل العام أو أقل منه , ولا تجد بينهم مَن هو صاحب ذكاء فائق , لأن هذه المجتمعات أوجدت آليات لإبادة الأذكياء , وطردهم وتهجيرهم والتخلص منهم , ذلك أن معاشر الأغبياء هم الذين يتمتعون بالقوة والقرار.
والذكاء يقاس اليوم من الكلام , والخطب والقدرة على إستخدام اللغة , ومن القرارات وإمكانية إدارة الحوار والتفاعل مع الآخر , وفي قابلية حلّ المشاكل والثقافة العامة.
ولو قيّمنا أصحاب الكراسي في مجتمعاتنا , لوجدناهم يعجزون عن حل المشاكل , بل بوجودهم  تتفاقم , والأوضاع تتأزم , وتراهم يتمتعون بإدامتها والتوحل فيها.
ولو قارنا بين أي مسؤول في المجتمعات المتقدمة , وأي مسؤول في مجتمعاتنا , لإتضح الفرق في درجة الذكاء.
فتأملوا ما يحصل في مجالس المجتمعات المتقدمة ومجالس مجتمعاتنا , وقارنوا قدرات الخطاب وإستعمال اللغة , والنباهة والبديهية وسرعة الإجابة الدقيقة , وقدرات النظر والتقدير , وستعرفون لماذا نحن لا نستطيع حل أي مشكلة , وهم مؤهلون لإيجاد الحلول لأية مشكلة؟
فهل من إرادة وآلية لدفع الأذكياء إلى مقدمة ركب الحياة , في مجتمعاتنا المبتلاة بغيرهم , لكي نعاصر ونكون؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/18



كتابة تعليق لموضوع : الغباء السائد والذكاء البائد!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net