صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

لهذا رفضت المشاركة في التظاهرات
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 فقط أولاد الزنا هم الذين يتاجرون بعذابات الناس .هم لايختلفون كثيرا عن العاهرة غادة عبد الرازق التي دخلت ميدان التحرير وسط القاهرة لتهتف بإسم الدكتاتور حسني مبارك بعد أن نزلت من سيارتها المارسيدس التي جنتها من بيع جسدها الى أرباب السلطة والمال في مصر وبعض البلاد العربية.
اللهم إلعن الذين سرقوا فرحة الشبان العراقيين الذين كانوا يرغبون في مسيرات وتظاهرات إحتجاجية للضغط من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية والوظيفية وتلبية متطلبات واقعية لاتخرج عن روح الإنسان المعاني الراغب في بناء بلده لاتخريبه أو تسويق افكار ورؤى لجهات تريد تعطيل الحياة برغم أنها ليست بحاجة الى تعطيل لفرط ماتعاني منه أصلا.
كنت أتحدث عن تظاهرات عفوية لاقصدية ,عن تظاهرات للشبان الواعين ليمارسوا سلوكا حضاريا تجيزه الدساتير والقوانين الواعية,لكني فوجئت إن عددا من الجهات السياسية والدينية أخذت تحرض على التظاهر من أجل تحقيق مكتسبات لاصلة لها بمعاناة الفقراء والمحرومين في هذا البلد,ووجدت أني وآخرين ندفع فاتورة الرغبات الدنيئة لأشخاص يمجدون تظاهرات الجمعة على القناة الليبية في اللحظة التي يشيدون فيها بدكتاتورية اللعين معمر القذافي,ووجدت هيئات دينية تمرح في بلاد العرب بإسمنا وتجني الأرباح بإسمنا وتدعونا للتظاهر نيابة عنها لتربح معركة بدأتها مع جهات لاتعنينا.التظاهرات التي نحلم بها لاتمتد لتحرق البنايات والأملاك العامة والدوائر الخدمية ,وإذا كان من إتهام يوجه لأعضاء المجالس البلدية والتنفيذية فالأولى الضغط عليهم لا إحراق مؤسسات تعود ملكيتها للشعب.
التظاهرات التي كنا نحلم بها هي تظاهرات المثقفين والوعاة والراجحي العقول ,لا تلك التي تريد سرقة وعي الشبان ورغباتهم لحسابها الخاص ثم لتضعه على موائد الأنس في عواصم الجوار وليختلط بكؤوس الخمر مع مافيها من ضحك على ذقون العامة من الناس الأبرياء.
كنت أرغب بالمشاركة لكن أسئلة وقحة دفعتني للعدول عن ذلك, فالحديث المتواتر عن أموال دفعت لصحفيين ومثقفين من جهات عراقية في الداخل والخارج من أجل التحريض ليس على التظاهر المشروع بل لإحداث الفوضى وتوريط الصحفيين والمثقفين في مشكلة ليسو طرفا فيها لأن نواياهم كانت تركز على الإحتجاج الضاغط لا الإحتجاج المدفوع الثمن , ذلك الحديث أرهق روحي المبتلاة بأناس يخربون الأحلام,ووصل الأمر بصحفيين أن يروجوا أن هناك من إستلم  آلاف الدولارات للتحريض على التظاهر العنيف وطرح إسمي كأحد القابضين,حتى أضطررت الى القول بصريح العبارة..فقط أولاد الزنا هم من يقبلوا أن يكونوا مطية لمهربي السجائر وتجار الخمور وباعة السياسة في دكاكين المخابرات الإقليمية.
نعم أنا أؤيد التظاهر السلمي والتعبير عن الحق في ذلك لأنه أمر مكفول ,مثلما ليس من حق احد أن يتهم المتظاهرين بأنهم بعثيين حتى لو إندس بينهم من يحمل نوايا السوء,لكني أرفض التجيير والتسخيير والمتاجرة بالتظاهر السلمي لأغراض سياسية 
دنيئة..وأرفض الإعتداء العنيف على الصحفيين وتهشيم كاميراتهم وأجهزتهم وضربهم في  أماكن حساسة من الجسد, وأعني الرأس والعين والفم والأنف ,ولا أعني مطلقا المناطق التحتية ! أطلب إطلاق سراح من إعتقل منهم فورا.
وأدعو الحكومة الى الجد في دراسة متطلبات العامة من الناس والمحرومين خاصة والتوجه إليهم بروح الإنسان المسؤول لابروح رجل السلطة المتسيد وتنفيذ الوعود بسرعة فقد طال زمن الإنتظار.كما أدعو كافة أعضاء مجالس المحافظات للعمل الجاد والإبتعاد عن البرود  والتراخي في مواجهة المفسدين,,تظاهراتنا ليست للبيع يابعض الزملاء ,وليست للبيع أيها المتسكعون في بلاد أخرى.
تحية لشبان العراق الرائعين الذين أوصلوا الصوت والصورة وعبروا عن إرادة الشعب ,وهي رسالة مهمة ومفيدة لحكومة السيد المالكي ليتخذ كافة الإجراءات التي من شأنها التسريع في إنجاز المشاريع والبنى التحتية في مجال الطاقة الكهربائية والتعليم والتربية والصحة والإستثمار والتوظيف ,مثلما أدعو السيد أمين بغداد ليعمل على إنهاء مشاريع الماء العملاقة وتعبيد الطرق في انحاء العاصمة وضواحيها ,وإنجاز مشاريع الصرف الصحي وبسرعة والنظر في متطلبات الناس الذين لايرومون غير أن يحصلوا على حقوقهم المشروعة.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/26



كتابة تعليق لموضوع : لهذا رفضت المشاركة في التظاهرات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net