صفحة الكاتب : علاء كرم الله

أين برلماننا من برلمانات العالم؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الحمد لله لم أكن واحدا من الذين عضوا أصابعهم ندما بعد الأنتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في 7/3/2010 والتي أفرزت وجاءت بهذا المكون السياسي الغريب والعجيب والذي يسمى تعديا وكفرا وتجاوزا على كل الأعراف والقيم الأنسانية والسياسية بأنه برلمان الشعب؟! أستثناء من بعض أعضائه  الذين يعملون من أجل الشعب و الوطن والذين لا يتجاوز عددهم  أصابع الكف الواحدة!. فلا أعتقد أن هناك برلمان في العالم خدع ممثليه ومن أوصلوه تحت قبة البرلمان مثل برلماننا!، ولا أعتقد أن هناك برلمان في العالم أذاق ممثليه كل صنوف الضيم والظلم والأهمال واللامبالاة  مثل برلماننا، ولا أعتقد أن هناك برلمان في العالم حظي أعضائه  بكل هذه الأمتيازات من رواتب وحمايات  وسكن و قطع أراضي على ضفاف دجلة  وجوازات دبلوماسية لكل أفراد العائلة ونثريات حتى لعلاج أسنانهم مثل برلماننا! (يحظى عضو البرلمان والسياسي العراقي عموما  براتب عالي بملاين الدنانير وبتقاعد أقل منه  بقليل جدا حتى وأن خدم لمدة 6 أشهر أو 4 سنوات!! وعلى سبيل  المثال : يمنح و لحد الآن للشيخ غازي عجيل الياور أول رئيس للحمهورية للعراق بعد سقوط النظام السابق ولزوجته نسرين برواري عضوة أول برلمان عراقي  راتب تقاعد قدره 52 مليون دينار تحّول أليهم  في لندن حيث يعيشون هناك!! ولابد هنا من الأشارة أن الشيخ عجيل الياور صار رئيس جمهورية بضغط سعودي على أمريكا!! ولا أعتقد أنه قدم شيئا يذكرللعراق سوى أنه أعجب وهام حبا وعشقا بنسرين الكردية الجميلة وعضوة البرلمان فتزوجها على زوجاته الثلاث!!) ، ولا أعتقد ان هناك برلمان في العالم يحمل غالبية أعضاءه الجنسية المزدوجة ، ويصرون على عدم التخلي عن الجنسية الثانية مثل برلماننا!، ولا أعتقد ان هناك قبة  برلمان في العالم شهدت أعنف المعارك الكلامية والضرب بين أعضائها ( بوكسات وجلاليق وفشاروسب وشتم ) مثلما شهد ويشهد برلماننا، آخر(العركات) وليس آخرها التي حدثت بين النائب (حيدر الملا السني!!) والنائب (كاظم الصيادي الشيعي!!)، ولا أعتقد أن هناك برلمان في العالم تمتع أعضاءه بالعطل الرسمية والفصلية والشهرية  والنصف سنوية مثلما يتمتع أعضاء برلماننا الرهيب!، ولا أعتقد أن هناك برلمان في العالم يمتلك زعمائه وقادته السياسيين مليشيات مثلما يحدث عندنا!. ولا أعتقد أن هناك برلمان في العالم فقد كل جسور الثقة والمصداقية والمحبة والأحترام بينه وبين من أنتخبهم مثل برلمان العراق!، ولا أعتقد ان هناك برلمان في العالم غالبية أعضائه عليهم شبهة تزوير الشهادات!! مثل برلمان العراق!ولا أعتقد أن هناك برلمان في العالم منقسم طائفيا وقوميا وأثنيا مثل برلماننا!! ولا ولا ولا كثيرة. ومع كل هذه الغرائب والعجائب واللاءات  من برلماننا العتيد!لكني أرى أنه نتاج طبيعي لممارسة ديمقراطية ولدت مشوهة وكسيحة ولا زالت كذلك! وأفراز سياسي  من شعب  يعاني من جهل وأمية وتخلف ومخدر بأباطيل دينية! وممزق طائفيا وأجتماعيا، فماذا ننتظر وماذا نتوقع أن تأتي به  صناديق أقتراعنا؟! غير هذه البطون الجائعة أصحاب الخير الدخيل! . فكل الذي فهمه الشعب بكل شرائحه وبمختلف طبقاته من الديمقراطية هو ان نتكلم ونقول مانريد وننتقد ولكن  بحدود!!! والرئاسات  الثلاث وممثلي الشعب الأبرار!! يسمعون كل هذا الكم الهائل من السب والشتم والأنتقادات عبر وسائل الأعلام   ولكن بدون أي جواب أو عمل من أجل الشعب وكأن لسان حالهم يقول( أحجو من الصبح لليل طبكم سبعين مرض! هذا الموجود يعجبكم يعجبكم ميعجبكم عود أطلعوا مظاهرات؟!). فلا أعتقد أن سياسيينا يفهمون ويعرفون بأن الديمقراطية هي بناء الأنسان وبناء الوطن وفق أرقى القيم والمثل الأنسانية.فما زلنا كشعب نعاني من امية وجهل كبيرين في عدم فهمنا للكثير من مفردات حياتنا اليومية، فكيف بنا سنفهم الديمقراطية بكل ماتحمله من رؤى وقيم أنسانية والتي تحتاج الى ثقافة  وتدريب يبدأ من رياض الأطفال!!. مع الأسف لقد أساء أعضاء البرلمان الى انفسهم وسمعتهم قبل أن يسيئوا للشعب وللوطن مما أضطر الشعب أن يخرج عليهم بمظاهرات للمطالبة بأبسط حقوقه الأنسانية والأجتماعية! بعد أن فشلوا في أداء دورهم التشريعي بأقرار القوانين التي تبني الوطن وتخدم الشعب، وتناسوا عمدا دورهم الرقابي في الحفاظ على أموال الشعب والوطن، لأنهم كانوا أساس الفساد المالي والأداري فماذا يمكن ان ننتظر منهم؟!. فبدل  ان يكونوا هم أصحاب الحل والعقد صاروا هم  كارثة العراق السياسية، وتلك والله مصيبة مابعدها مصيبة!.فعندما تحدث أزمة مالية وأقتصادية في العالم كالتي حدثت قبل سنتين ولا زالت بعض دول العالم تعاني  من أثارها، سرعان  ما دفعت تلك الأزمة  الكثير من برلمانات العالم الى تخفيض رواتب الرؤساء والوزراء وأعضاء البرلمان أنفسهم بدون أية مطالبات ومظاهرات من قبل الشعب كما حدث عندنا يوم 31/8 /2013 الماضي !! بل بمبادرات من قبل رئاسة الدولة والحكومة والبرلمان!، بل هناك من ذهب الى أبعد من ذلك مثل برلمان (نيوزلندة) الذي أوقف رواتب أعضائه!! كل ذلك من أجل  أظهار مزيد من التضامن مع الشعب في أية أزمة تمر على البلاد، وهو أسمى أيات التعبير عن نكران الذات . لأن رئاسة الدولة والحكومة ومعهم البرلمان في كل البلدان التي تنتهج نظاما ديمقراطيا  يعتبرون أنتخابهم لقيادة البلاد تشريفا لهم لخدمة الشعب والوطن وليس لمزيد من الأثراء والأمتيازات الشخصية المعيبة والمخجلة على حساب مصالح الشعب والوطن كما يحصل عندنا!!. ونذكر هنا أيضا شيئا عن برلمان الدنمارك ليعرف المواطن العراقي الفرق والبون الشاسع بينهم وبين برلماننا الغريب الأطوار! فبرلمان الدنمارك مكون من 179 عضو وارقام هواتفهم الأرضية والموبايل معروفة من قبل الجميع! للأتصال بهم مباشرة والأستفسار والسؤال عن أي موضوع  بدون أي تكلف أو  رسميات أو تحديد للوقت أن كان صبحا ظهرا عصرا ليلا!، اضافة الى ذلك فهناك أوقات  محددة في الأسبوع يحضر فيها  المئات من عامة  الشعب اجتماعات البرلمان ويطرحون اسئلتهم وأستفساراتهم مباشرة على اعضاء البرلمان!. وطبعا يكون أول  الحاضرين الصحافة التي هي عين الشعب الساهرة لتراقب مايجري ونقله بكل أمانة وحرية!. بعد كل هذا أرى أن العيب في الشعب لا بممثليه في البرلمان؟!، المشكلة أن غالبية الشعب العراقي لا يعون الدرس! وأذكركم وأراهن! بأنهم سيعيدون أنتخاب غالبية هذه الوجوه في الأنتخابات التشريعية القادمة  لأسباب طائفية وقومية!(وكيف ما تكونون يولى عليكم). الشيء الملفت للأنتباه أن حال البرلمان العراقي وعلاقته  مع الشعب لم تتغير وهي نفسها منذ أيام الحكم الملكي في العراق!! فأمير الشعر الشعبي (الملا عبود الكرخي) والذي كان يعبر بشعره عن معاناة الشعب  وصف البرلمان العراقي انذاك بقصيدته الشهيرة (قيم الركاع من ديرة عفج):( برلمان أهل المحابس والمدس: عكب ما جانوا يدورون الفلس: هسة هم يرتشي وهم يختلس: لو نقص من راتبه سنت أنعقج: قيم الركاع من ديرة عفج: أتشوف واحدهم معكل بالوقار: وبالأصل تاريخة أسود كله عار:أبظرف  ثلث سنين مليونير صار: أيريد عالوادم أيعبرلة جلج: قيم الركاع من ديرة عفج.). ياسبحان الله ما أشبه البارحة باليوم!!. يبدوا أن هذا قدرنا، أننا شعب غير محظوظ بقادته السياسيين! وأن خير هذه الأرض لغير أهلها دائما!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/15



كتابة تعليق لموضوع : أين برلماننا من برلمانات العالم؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : نبيل محمود مجيد ، في 2013/09/15 .

مشكور علة هذه المعلومات الفيمه و خا صة الياور اتصور انت يا استاذ ضالمه علمود الخمسين مليون دينار يااخي هو ديتعب مو منزوج ثلاثه هم يرادلهم سفرات ووسائل ترفيه واهم شي ديفكر بالشعب العراقي ولا تنسىه عو عايش بالغرية ............ هههههههههههههههه المهم اشكرك على المفاله والله نورتنه




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net