صفحة الكاتب : معمر حبار

من الخير أن تنظر للخير
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كانت تظهر على ملبسه وهيئته، ملامح الفقر والغبن. وحين حمله في سيارته، وتقاسما الحديث، ظهر له جليا، أنه توأم للفقر المدقع. 

 

وبينما الحديث أخذ مجراه وتشعّب، مرّا على بناية من طوابق جميلة المنظر، واسعة المساحة، يبدو أنّ صاحبها، أنفق في سبيل تشييدها الكثير من العرق، والأموال، والزمن، سأله: لمن تكون هذه البناية؟. أجاب الفقير، بصوت منخفض: الله ورسوله أعلم. ثم طلب من مرافقه، أن يدعو للغني الذي لايعرفه أحد منهما، بالنجاح والتوفيق، والزيادة فيما وُفق فيه.

 

ثم آنسه بقوله: المال من الخير، والخيرأمر مطلوب مرغوب، فأكد مرافقه ذلك ، بقوله نعم عدة مرات.

ثم باغته بقوله: هل تعلم أنّك تتمتع بخير هذا الغني. فاندهش مرافقه: كيف ذلك؟. وكان في كل مرة يتحدث فيها لصاحب السيارة، إلا وأرفقها بألقاب تدل على سمو في الأخلاق، وعلو في التربية، رغم الفقر والحاجة.

 

قال له: ألست الآن تتمتع بالنظر إلى هذه البناية الجميلة. قال: بلى. قال: أيهما أفضل: النظر إلى هذا الجمال، أم النظر إلى قبيح تنفر منه النفوس. إذن خير هذا الغني، وصلك دون أن تطلبه. وبما أنه لم يخطر في باله، أن يسمع مثل هذا الكلام، صمت ردحا من الزمن، ثم أجاب وعلامات الدهشة تسبقة: نعم هو ذاك.

 

وبعد الافتراق، دعا ربه قائلا .. اللهم إنا نحمدك على نعمة الجلوس للفقراء، والنظر لنعمك التي أنعمت بها على الأغنياء. اللهم متّع هذا الفقير، بما متّعت به عبادك. واحفظ هذا الغني ، وقيّض له من يحفظه ويدعو له ولأهله وولده. واجعل دعاء الفقير للغني عونا، واجعل عون الغني للفقير سندا.

 

إن خير العباد، من وفّقه ربه، ليمتّع غيره بما أُنعم عليه من النعم. وأفضلهم من كان وفيا مع من تمتّع بفضله بالنعم. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/15



كتابة تعليق لموضوع : من الخير أن تنظر للخير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net