صفحة الكاتب : علياء موسى البغدادي

الطغاة لا يحسنون قراءة التاريخ
علياء موسى البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحرية هي حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، ومنهم من يقول هو التحرر من العبودية ومنهم من يقول ان مفهوم الحرية ببساطة هو: "الاستقلالية من القيود.
ومنهم من يقول ان عبوديتنا لله هي الحرية .وكم أسعدتني هذه العبارة .  الحرية هي مطلب كل البشر وكم خاضت الشعوب حروباً باسم الحرية فقد خلقنا الله أحرارا ،وديننا الإسلامي كرم الآدمية وحفظ لها حقوقها وكرامتها.فمن منا لا يعشق الحرية ,فكيف أذا يولد الطغاة...؟؟؟؟
سُئِل فيلسوف المنطق (أرسطو) ذات يومٍ، من يصنعُ الطغاة؟
(فأجاب قائلا : "ضعف المظلومين)
وأنا أيضا أقول من يصنع الطغاة ؟ من  يصنع الطغاة في بلادنا العربية هل نحن الشعوب العربية  هل الشعب هو من يصنع الطاغية ام هو :(الجهل أو الجبن أو الجوع أو البيروقراطية الحقيرة .او المصادقة على شخصية الطاغية العادل والحامي للبلاد ) 
وهناك من يقول ان البلدان العربية هي أفضل شعوب العالم في صناعة الطغاة وذالك من خلال نظرية نحن :
(فنحن مع القوي حتى يضعف وضد الضعيف حتى يقوى.هذه هي بلادنا وهذه هي حقيقتنا وهذه هي( سايكولوجيتنا ). هذا ما يقوله التاريخ ، فلماذا نستحي من تاريخنا . وهذه هي الحقيقة ، فلماذا نستحي من حقيقتنا . ، فنخن متخصصون في صناعة الطغاة بكامل المواصفات.
ويقول الكاتب محمد كامل في كتابة من يصنع الطغاة :
لم تعرف البشرية على مدى تاريخها ظاهرة مدمرة كما "الطغاة"، الذين انكوت الإنسانية بنارهم، حتى أكثر من أي ظواهر طبيعية مدمرة كالزلازل أو البراكين، فعشرات الملايين سقطوا قتلى وجرحى، ضحية حرب أرادها رجل واحد بعد ان تحول إلى طاغية، وهو النازي أدولف هتلر! ومع ذلك، فإن هتلر ليس أول طاغية عرفه العالم، ولن يكون الأخير، فالطغيان موجود، ما دامت عناصر إنتاجه مستمرة، وقد تختفي هذه الظاهرة فى مكان، بعد القضاء على عناصر إنتاجه، أو البيئة الحاضنة له، وقد تظهر او تبقى فى مكان آخر، لتوافر هذه البيئة.
واعتقد أنا أن الكاتب في هذه المقدمة قد أصاب الهدف في موضوع مهم جدا وهو  (عناصر أنتاج الطغاة ) واعتقد أنها جدا مهمة
لكن نحن الأن  نرى تغيرات مهمة تقودها الشعوب وشبابها من اجل الحرية القضاء على كافة أنماط وأشكال الاستبداد والفساد والتمييز وقهر الإنسان في معظم دول العالم الثالث بصفة عامة، والدول العربية بصفة خاصة، وقبل ذلك شاهدنا ثورة الشعوب في دول أوربا الشرقية وهي تحمل في مضمونها نفس الأسس والأسباب التي ثار عليها الشعب العربي في بعض أقطاره، فالإنسانية واحدة وأشكال الفساد والاستبداد واحتكار الثروة والسلطة واحد أيضًا في جميع أنحاء العالم، بل أصبح العديد من الطغاة والمستبدين يقتبسون من بعضهم البعض الوسائل والأساليب التي من خلالها يتقنون سرقة أموال وثروات شعوبهم، والعمل عل طمس هويتهم، وتحويلهم إلى عبيد في إمبراطورياتهم. وإذا بلغ به العمر أواخره يبدأ في التفكير في كيفية توريث أحد أبنائه. وهذا ما جعل الشعوب العربية تثور وتنتفض على جروحها و لم تعد تتحمل سلطة منفردة مستبدة وتخرج من صمتها وقهرها  على يد شباب ألأمه المثقف  المضطهد والواعي الى أن الحرية لا تمنح بل تغتصب وتنتزع من أيدى سارقيها وسالبى حرية الناس ,والشعوب  بدأت تشق طريق انتصارها على الظلم والفساد والجلادين الذين يعشقون كرسي السلطة الى درجة الجنون والعناد المنكسر .
الثورات تلتهب فى الشارع العربى من اجل الاصلاح وتحقيق الديمقراطة والحرية  وأسقاط الأنظمة الجبارة الدكتاتورية وان ألتصدي لها بالعنف سيكون حتما نتيجته نهاية كل نظام ظالم يتعامل بعنف مع ناسه وشعبه . 
من كان يعتقد أن شاعر الحرية في تونس، أبو القاسم الشابي، سيُحيَى بعد سنوات من رحيله مُجسداً في شِعرهِ ويجدَ ثواراً بُسطاء من الشعب يقولون للتاريخ سجل أيها التاريخ، سجل بمِداد من ذهب، تونس تتنفس الحرية، القدر أخيراً يستجيب عَبْرَ سَواعد الثوار البُسطاء وينكسرَ القيد وينجليَ الليل، وتُفتحُ أبواب التاريخ على مصراعيها ليُدخلهم الزمن تاريخ الأبطال الكبار من أبوابه الواسعة، ويَنقُشُوا بمِدَادِ الفخر إطاحتهم رمزاً من رُموز الطغيان العربي الخبيث.
لقد سقطت كل النظريات والتهم ضد الشباب العربي والتي تشير الى انه  هولاء شباب النت والمقاهي لايتحملون المسئولية 
سقطت بين أقدام  شباب التغير وشهدائهم الذين قدموا دمائهم الزكية واليافعة فداء للتغير .بثورة سلمية حكيمة ليس لها قائد سوى حب الوطن وحرية وكرامة ألأنسان . بعد أن عجز طغاة الكراسي الفاسدة عن فهم التاريخ  وفهم شعوبهم.
لقد استطاع الشباب العربي، رغم البطالة والفقر والفساد والمعاناة الكبيرة التي يعيشها، من المزاوجة بين مهمة الثورة التي يطرحها، وبين التقدم التكنولوجي العلمي بأشكاله ووسائله المختلفة، فجاءت الثورة : عصريةً في أشكالها، وعميقة في مضامينها. الذي ثبت: أن الجيل العربي الشاب قادر بما لا يقبل مجالاً للشك، بطول نفسه على الوصول بالثورة إلى نهاياتها الظافرة. جيل لا يساوم،لا يهادن،يدرك ما يفعله، جيل كله تصميم على تحقيق الأهداف التي يسعى إليها. جيل لا يكل من التضحية، ولا يخشى أطلاق الرصاص على صدره، جيل- باختصار- تفوّق على ما سبقه من أجيال.
حصد بها الحرية من العراق الى  تونس ومصر و الان نحو ليبيا حرة عادله من دكتاتورية مجنون بداء العظمة ألأسود وغدا بلاد اخرى تستيقظ في صباح جميل تشرق علية شمس التغير والحرية,وتهب عليه رياح الاصلاح والكرامة لتسقط فرعون جديد
 لقد تبين أن ذكاء الطغاة يضل حبيس القصور وحبيس شعارهم الوطني "الغاية تبرر الوسيلة"   ، وينقضي بثورة بسيطة من البسطاء ويحين  موعد المفر، وينجلي ذكاءهم الذي لم يكن غير ذكاء الأغبياء وتنتهي الاستهانة بإنسانية البُسطاء لبسط جبروته.
أنهم بكل بساطه لا يفقهون التاريخ و خاصة  تاريخ شعوبهم  لانهم دائما يعيشون حبيسين أمجادهم الفردية و يختزلون الشعب كل الشعب بها . ولكن أريد أن أشير الى ما يهم صلب الموضوع وهو مهم جدا جدا في القضاء على الطغاة العتاد و  عذرا لشاعرنا الكبير أبو القاسم الشابي  في صياغة هذا البيت و أقول لكل طغاة العالم وجلادين الشعوب والذين يحلمون  بسقوط الشعوب ولم  يفهموا تاريخ الاحرار:
((إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ الطغاة ))

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علياء موسى البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/25



كتابة تعليق لموضوع : الطغاة لا يحسنون قراءة التاريخ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : فاطمه ، في 2018/11/21 .

جيد جدا شكرا لكم

• (2) - كتب : حمزه خالد ، في 2018/10/27 .

ممتاز جدا ولكن المقاله قديمه وبمكانكم تعديلها و شكرا لاخت علياء على مجهودها




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net