صفحة الكاتب : نبيل القصاب

زمن التغيير .. في المنطقة الساخنة
نبيل القصاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشهيد البطل محمد البوعزيزي , أبن عائلة متواضعة من تونس الحبيبة , لكن قائد وزعيم بكل معنى الكلمة , يستحق أن يحمل لقب قائد الثورة العربية على مدى عقود من الزمن ,  بكل جسارة عمل على الانتحار بعد أن أغلقت الأبواب في وجهه , ولم يعد هناك من يسمع صرخته وصرخة الملايين من الفقراء في العالم العربي والأسلامي , عمل عملا ً أهتزت العالم وأصحت الضمير النائم لمنظمات حقوق الأنسان , والمنظمات الدولية . وتمكن بفعلته أن يجبر الزعيم بن علي على مغادرة البلاد بين ليلة وضحاها . وبعد ذلك أنتشرت الشرارة الى دول الجوار وحرروا مصر العروبة وغادر حسني الخفيف الكرسي الفرعوني , وتحول ميدان التحرير الى رمز لشعب مصر المنتفضة ,  وفي  ليبيا , حيث أن الزعيم وملك ملوك أفريقيا الخبل  الطزافي على طريق الزوال وبدأ يفقد أعصابه ولايصدق مايجري من حوله وسقوط مدينة تلو الأخرى . 
 
حسب قناعتي الشخصية فأن دول المنطقة تتجه نحو التغيير الجذري , والشعوب أفاقوا من سبات عميق , وتعلموا أن لايصفقوا بجنون للقائد والملك , وتعلموا أن لايهتفوا للقائد . ولكن ليتعلموا أيضا ً كيف ينتخبوا ؟ ومن ينتخبوا ؟ من الأن فصاعدا ً . 
 
رغم أن الشعوب في دول المنطقة الساخنة كانوا ولايزالوا على علم تام بأن القادة والملوك خططوا منذ قرون بتوالي زمام أمور الحكم في البلاد للأولاد والأحفاد , وضحكوا على ذقون شعوبهم لعقود من الزمن وتلاعبوا بالدستور والقوانين حسب متطلبات البقاء والدوام والمزاج ومصلحة العائلة المالكة . والشعوب بقوا ساكتين وراضين عن مايجري حولهم من سرقة الممتلكات والأموال . وجمع تلك الأموال بالمليارات في بنوك العالم للطواريء مثل ماحصل في العراق وتونس ومصر وليبيا . 
 
رغم المليارات ومئات الأبار من البترول في منطقة الخليج والناس يعيشون في الرفاهية والدخل العالي , لكن الناس ايضا ً يفكرون في الخلاص من أل ... و أل ... من الشيوخ , حيث بدؤا من البحرين وسوف نسمع الأخبار في الدول اللاحقة . يعني شعوب المنطقة شبعوا من الكذب والاعلام المخادع . وشبعوا من الحكم القبلي والملكي والدكتاتوري , وشبعوا من الطائفية والقومية , والكذب بأسم الأسلام والدين . 
 
بالمناسبة أود أن أوضح بعض النقاط حول الوضع في العراق , حيث أن أكثرية الزملاء من الكتاب والأعلاميين في الداخل والخارج كتبوا المئات من المقالات والكتابات حول الوضع في العراق من بعد سقوط الدكتاتورية العتيدة لعقود من الزمن , ووضعوا النقاط على الحروف وأشاروا الى الخلل في أداء الحكومات المتعاقبة والشخصيات المحسوبة على سياسة الحكم في العراق . وتم نشر المئات من الوثائق والمستمسكات حول حالات الفساد والسرقة والشهادات المزورة للوزراء والمسؤولين , ولكن لم يجدوا أذان صاغية . بعد شرارة ثورة البوعزيزي أفاق أهلنا في الداخل وبدؤا برفع أصواتهم وطالبوا بالتغيير . 
 
أي تغيير ؟ وكيف ؟ أن أكثرية الشعب العراقي في مدن الوسط والجنوب هم الذين ذهبوا الى صناديق الأقتراع وأنتخبوا المالكي والنجيفي والسامرائي والجعفري وأل الصدر وأل الحكيم ومن معهم من الشلة . وبعد أقل من سنة وصل هؤلاء الى قناعة بأنهم أنخدعوا مرة أخرى . وخرجوا الى الشوارع للتعبير عن الرأي , وفي نفس الوقت قدموا خدمة كبيرة للبعثية والقتلة والمرتزقة والمأجورين وجواسيس دول الجوار لأستغلال الفرصة الذهبية للبدء بالتخريب والقتل وعمل كل شيء من أجل تصاعد وتيرة المظاهرات والمطالبة برحيل الحكومة وحل البرلمان ؟ 
 
نعم من حق العراقيين الشرفاء النزول للشوارع والتعبير عن الرأي  والمطالبة بالتغيير  ومحاكمة الفاسدين والخونة وكل من لايستحق المناصب في الحكومة , ومن حقهم المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والمطالبة بالمليارات من عائدات النفط .  والمطالبة برفع الغبن واطلاق سراح الألوف من السجناء الأبرياء , وأطلاق سراح المحجوزين على قضايا الطائفية والقومية من دون سبب , والمطالبة بتوضيح مصير الألوف من العراقيين المفقودين , ومن حقهم المطالبة بفصل الدين والحكومة وأستقلالية المحاكم والأجهزة الأمنية , وأعطاء حرية التعبير للأعلام الحر , وتقبل النقد البناء . 
 
لكن ليس من حق مجموعة من هذا الشعب أعطاء المجال للخونة والقتلة والجواسيس والبعثية القتلة الأنخراط بينهم من أجل زعزعة الأستقرار وتدهور الأوضاع نحو الأسوء والأخطر . ومن ثم عودة الدكتاتورية لحكم العراق من جديد. 
 
الأن الكرة في ملعب المدرب الدولي نوري المالكي , وعلية أعادة ترتيب الساحة , وأختيار اللاعبين بدقة وأبعاد كل من لايعلب من أجل العراق , وعلية أبعاد كل لاعب مريض ومصاب بعاهة في الرجل أو الظهر أو العقل , وعليه معاقبة كل لاعب قام بسرقة الكرات من داخل الساحة العراقية . وعلية أيضا ً أن يفكر مليا ً هل بمقدورة الأستمرار أو تقديم أستقالته وأفساح المجال للآخرين . على المالكي وجماعته أعادة النظر ومشاهدة أفلام ثورات تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين من أجل أتخاذ القرار الصائب . البقاء للآصلاح وترتيب البيت العراقي أو الرحيل. 
 
والأن نعيد قراءة أوراق أحداث مدينة السليمانية في أقليم كوردستان والأسباب . حيث أن عين العالم أجمع على هذه البقعة الجميلة من العراق , ويعتبر أأمن منطقة في العالم رغم العمليات الأرهابية بين فترة وأخرى . لكن هذا حال الدنيا  والسياسة , من يعمل أكثر يكثر الأعداء والحاقدين .
 
أن أعداء كوردستان يستغلون أية فرصة سانحة من أجل تدهور الأوضاع في الأقليم , حيث لايصدقون بأن مدن أربيل والسليمانية ودهوك تضاهي دبي وأبوظبي . وأن هناك  أستثمارات من شركات محلية وعالمية بالمليارات من الدولارات , وأن هناك نهضة أقتصادية وعمرانية كبيرة . هؤلاء يتصورون أن مدن أقليم كوردستان , مثل مدن تونس وبنغازي والمنامة وصنعاء . 
 
أيضا ً من حق أي كوردي النزول للشارع والتعبير عن الرأي والمطالبة بمحاسبة المقصرين والفاسدين والمستغلين لكن بشكل حضاري وديمقراطي , وعدم المساس بكرامة الأنسان واللعب برزق المواطنين والعمل على غلق المحلات والشوارع , ولايمكن لهؤلاء التهجم على المكاتب والمقرات والأماكن التجارية وحرق السيارات والبنايات . ويعتبر هؤلاء مخربين واعداء شعب ومدن أقليم كوردستان بكل معنى الكلمة . 
 
هناك البعض من المواقع يتصيدون في الماء العكر , ويحاولون بعقلية مريضة وطرق أعلامية رخيصة تضخيم الأمور ونقل الأخبار الخاطئة , وفي نفس الوقت تشويه سمعة الثورات الكوردية , والتقليل من أهمية  النضال الطويل لثوار  البيشمه ركة لسنوات طويلة في الجبال والوديان ضد الدكتاتورية والطغاة . ويعتبرون عملهم كحرية التعبير عن الرأي ؟ هل الديموقراطية والحرية يعني التهجم بلا هوادة على نضال شخص رئيس أقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني , وهو الذي تقلد أرفع وسام ولأول مرة ميدالية الأتلنتك من الناتو .  بالأضافة الى الهجوم على مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني الكوردستاني . 
 
أيتها الأخوة والأخوات , زملائي وزميلاتي , من الشعب الكوردي لاتستهينوا بأعداء القضية , ولاتقللوا من أهمية ماجرى في السليمانية , لآن هذا فرصة كبيرة لأعداء وخونة الكورد وأقليم كوردستان في الداخل والخارج من أجل التخريب وعدم الأستقرار في الأقليم , نحن لانقبل المساس بكرامة الأنسان الكوردي أينما كان ولاسيما مدينة السليمانية , مدينة  القائد محمود الحفيد وكاكه أحمد شيخ , ومدينة الفن والأدب والثقافة والعلم . ولانقبل لمجموعة من الأشخاص المساس بأوضاع المدينة وتغيير أوضاع المظاهرات الرسمية والديمقراطية . وفي نفس الوقت لانقبل أطلاق الرصاص وأستخدام القوة ضد المتظاهرين , لكن لانقبل أيضا ً أستقدام الخونة ورجال الباسندران والملالي من خلف الحدود لضرب أستقرار المدينة والأقليم , ولانقبل الآعلام المعادي والمزيف وتحريف الحقائق . وأن لاينخدع الشعب الكوردي بهذه الأمور من اجل عدم الحفاظ على مكتسبات نضال عقود من الزمن.  
 
بعد أجتماع برلمان كوردستان , والخروج بقرارات مهمة في 17 نقطة يجب العمل بعقلانية ودراسة مواقع الخلل  وايجاد الحلول المناسبة بالحوار والجلوس حول طاولة الحوار والتريث قليلا ً .      
 
n_kesab@hotmail.com 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل القصاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/24



كتابة تعليق لموضوع : زمن التغيير .. في المنطقة الساخنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net