صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

المَصْكَعَة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من صَقعَ أو صَقعه أي ضربه ببسطِ كفه. 
وهي مَصقعة فتحولت باللهجة السامرائية إلى "مَصكعة".
والمَصكعة (الكاف تلفظ كالجيم باللهجة المصرية) , يوصف بها الشخص الذي يتلقى الضربات من كل حدب وصوب وبتواصل. 
كالصبي الذي يعود إلي أمه كل يوم عدة مرات باكيا , بسبب ما تعرض له من ضرب من أقرانه.
ويقولون لمثل هذا الصبي : "ولك شنو صاير مَصكعة , صير سبع". 
ويقولون أيضا : "هذا شلون مصكعة , أو مَكفخة ,  ياهو الجاي يبلش بيه ضرب".
ومَكفخة على وزن ومعنى مصكعة.
ويُقال "مَصْكوع" , أي خائف ومرعوب.
,أحيانا نسمع قول "إشصِكعَك يا مسودن".
و"مسودن" كلمة مستعملة في الوسط والجنوب وتعني المَخبول.
 
والعلاقة ما بين (الصاكِع) , أي الذي يقوم بفعل التعدي و (المَصْكوع) , أي الذي يتلقى الفعل أو الضرب والإعتداء, تتحكم بها عوامل متفاعلة فيما بينهما.
فالصاكع , يتباهى بالقوة والفوز , وتتملكه إرادة الهيمنة والسيطرة والإستئثار , والرغبة الملحة للعدوان.
وما يقوم به (الصاكِع) يؤكد هذه المشاعر والعواطف المتأججة فيه , وكلما تكرر فعله , تنامت لديه قدرات ومهارات وتسويغات (الصَكْع) المُبرح للآخر (المَصكوع).
وقد يستخدم (الصاكع) عمله , للتخلص من المشاكل الداخلية أو الذاتية , أو بسبب الغيرة وللإنتقام , وإزاحة المشاعر السلبية على غيره , أو للتعبير عن طبيعته العدوانية المتأصلة فيه , وعندما يتحول (الصكع) إلى إدمان , فأنه يحقق متعة سلوكية متكررة.
 
أما (المَصكوع) , فأنه يقوم بسلوكيات عنيفة ضد نفسه , أي أنه بدلا من مواجهة (صاكِعه) , ينال من نفسه , لفقدان ثقته بها , وكآبته , وخوفه وقلقه , مما يؤدي إلى إضطرابات سلوكية وإنتحارية , وعُصابية.
فيميل للحزن والبكاء والعويل , والهلع والتداعي المرير , والتشرد , والسُعار الهستيري , واستلطاف المآسي والويلات , وربما الإنطواء في زوايا الغياب والفناء.
بل أنه يقوم بأفعال , تحفز وتشجع (الصاكِع) على التمادي في (صَكْعِه) , وكأنه صار يتلذذ بالإيلام , ويستطيب دور الضحية والمظلومية والمقاساة الحامية.
 
وفي هذه الدنيا المتصارعة على مصادر الطاقات والقدرات , تتحول بعض المجتمعات إلى (مَصْكعَة) , فتستهدفها القوى الأخرى القادرة على (الصَكْع) , وفقا لمتطلبات مصالحها وإتجاهات أهدافها وغاياتها البعيدة المدى.
 
وفي خضم أوضاعنا التي تتعرض فيها مجتمعاتنا للكفخات من كل الجهات , تذكرت كلمة (مَصْكعة) , وتساءلت بألم وحسرة , عن هل أن مجتمعاتنا صارت  (مَصْكعة) , (يا هو الجاي ينطيها كفخة)؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/09



كتابة تعليق لموضوع : المَصْكَعَة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net