إجابات الرحمن عن أسئلة الإنسان
محمود كريم الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

         عندما بعــث نبي الرحمــة ، محمـد بن عبـد الله صلى الله عليه وآله ، إلى البشرية جمعاء ، وكان مبعثه في أمة العرب ، بشر بدين جديد ، دين التوحيد لله الواحــد الأحــد ، وكانت معجــزته القـرآن الكريم ، وهــو كلام الله ســبحانه وتعالى ، انزله على صدر عبــده الكريم جبرائيل الأمين عليه السلام بأمر مـن الله جل جلاله ،وكانت للغة القرآن ميزات منفردة متفـــردة ، وأخرى عامــة متداولة ،ومنها البلاغة ، التي جاءت بمنزلة ،وقوة ،أعلى مما طبع عليه العرب من بلاغة ميزتهم عن باقي الأقوام الموجودة 0

وكثر زخم الأسئلة لرسول الله صلى الله عليه وآله ، من المسلمين لمعرفة مسارات ،وتعاليم دينهم الجديد ، دين الحق والتوحيد ، ولتقليل ضغط الأسـئلة نزلت الآية الكريمة : { يَا أَيُّهَا الّــَذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَـمْ تَجِــدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (المجادلة/12) 0 

كما كثــر زخمـها من اليهود ، والمنافقين ، والمشركين ، للتشـويش ، والاســتخفاف بالنـبي الكريم ،لإحراجه حسب ظنهم ، وهو الــذي لا ينطق عن الهوى لقوله تعالى : { وَمَا يَنْطِــقُ عَــنْ الْهَوَى *  إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } (النجم /3ــ 4) 0

وكانت معظم إجابات خاتم الأنبياء ، ترد على لسانه ، بآيات قرآنية مباشرة المعنى ،أو غير مباشرة ، توضيحا لأسئلة واستفسارات المسلمين ، وغير المسلمين ، حتى أحــدث ذلك علما بعــد وفاة الرسول سمي (علم النزول ) يبحث في أسباب نزول الآية، وعلما يسمى (علم الحديث) يفسر ويوضح معنى أحاديث الرسول التي هي عبارة عن قواعد وأسس بناء الدين الإسلامي وتعاليمه0 

ولحكمة عند العزيز الحكيم ، اختار سبحانه وتعالى ،أسئلة في  موضوعات ، كانت الإجابة عليها واضحة ، محكمة ، لا تقبل النقاش ، والمجادلة ، والتأويل ،تبدأ بذكر السؤال مسبوقا بمفردة ( يسألونك ) ثم جواب الله العزيز الحكيم ،مخاطبا رسوله الكريم مسبوقا بفعل الأمر ( قل ) وكانت تلك الأسئلة محدودة في الآيات الكريمات التاليات  :

 

01 الأنفال    

 {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} (الأنفال /1) 0

  الأنفال جمع (نفل) وهو الزيادة على الشيء ، ويقال صلاة نافلة أي زيادة تطــوعية عـلى الصلاة الواجبة تقربا الى الله وطلب مرضاته 0

  تنازع المسلمون في تقسيم غنائم الحرب التي غنموها في معركة بدر، ولما اشــتد نزاعهم  سألوا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله،عن كيفية تقسيمها فنزلت الآية وهي بداية سورة الأنفال أن قل لهم يا نبي الله ، أن أمر تقسيمها يعود لله والرسول ، والرسول هو الذي يتولى تقسيمها بأمر ربه ، وأن اتركوا المنازعة ، وأصلحوا ما بينكم ، ولا تقدموا على معصية 0 

 

02 الأهلة

       { يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قــُلْ هِـيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَــجِّ وَلَيْسَ الْبــِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مــِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (البقرة/189)  

الأهلة جمع (هلال) ، وهو القمر في أول كل شهر قمري ، والمواقيت جمع (ميقات) وهــو وقت معلوم 0

ســأل المسلمون النبي المصطفى عن الأهلة ، فنزلت الآية تأمر النبي ، أن يقول لهم أن الله ســبحانه وتعالى ، جعلها علامات ، يستدل بها عن أوقات عباداتهم ،من صيام ،وحج ، وكذلك في معاملاتهم وتعاملهم الدنيوي ، وجاء في الآية الكريمة أن دخول بيوتكم من ظهورها أثناء الإحرام للحج أو العمرة كما متبع قبل الإسلام ليس فيه تقربا إلى الله ،وعليكم أن تدخلوا البيوت من أبوابها  وأعملوا الخير ، واتقوا الله 0 

 

03 الجبال

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا}(طه/105)

الجبال جمــع جبل ، وهـو كتلة ضخمة مـن الصخور الصلدة ،على مساحة كبيرة جـــدا من الأرض ، وبارتفاعات يصل بعضها إلى آلاف الأمتار ، عن سطح الأرض ، وقد سأل المشركون نبي الرحمة سؤالا اســتهزائيا عما ســيفعل الله بالجبال يوم القيامة ، لإنكارهــم البعث والنشــور ، فنزلت الآية ، أن قل لهم يا رسول الله أن ربي سينسفها ويجعلها كالرمل تذروها الرياح ، وتصبـح الأرض التي كانت عليها جرداء ، وفي قوله تعالى :{ أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا } (النبأ/ 6ــ 7 ) ، دليلا لتلك الجبال التي سينسفها الله بعد أن جعلها أوتاد الأرض 0

 

04 الخمر والميسر

       { يَسْأَلُونَكَ عَـنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (البقرة/219) 0 

الخمر هو كل مسكر يسلب العقل ،فيؤثر في اتزان الإنسان ، وسلوكه ، سـواء كان مشروبا أو مأكولا ، والميسـر هـو قمــار عرب الجاهلية ، وقــد قرنهما الله ســبحانه وتعالى ، لخضوعهما للشيطان ، واشتراكهما في الشرور والآثام 0 

يقــول الله سبحانه وتعالى يسـألونك أيها النـبي عـن حكــم الخمــر والميســر ، فقــل لهـم إن أضرارهما ،ومفاسدهما في الدين والدنيا كثيرة ، وإثمهما أكبر من منافعهما لأناس يكتسبون منهما إضافة إلى أنهما مضيعة للمال ،وفي الآيتين ( 90 ــ 91 ) من ســورة المائدة، أضرارهما ،وأمر الله سبحانه وتعالى باجتنابهما ، وقد أضيف لهما الأنصاب و الأزلام :{ يَا أَيُّهَا الّـــَذِينَ آمَنـُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إنما يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِــعَ بَيْنَكُمْ الْعـَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِـي الْخَمْــرِ وَالْمَيْسِــرِ وَيَصُدَّكُــمْ عَنْ ذِكـْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ } (المائدة /90 ــ91) 0

 

05 ذو القرنين 

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا } (الكهف/83) 0

أشار اليهود على مشركي قريش ، أن يسألوا محمد صلى الله عليه وآله ، عن ذي القرنين ، وهـــو العبد الصالح ،الذي وهبه الله العلـم ، والحكمة ،والموعظة ، والسلطان، فأمر الله سبحانه وتعالى ، أن يخبرهم بأنه سيعلمهم بما أعلمه الله ،وذكر سبحانه وتعالى نعمه عليـه بالآيات (84 ــ 98) من سورة الكهف :{ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِـي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مـِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلــَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَــدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئـَةٍ وَوَجَــدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَــذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قَالَ أَمَّا مَـنْ ظَلــَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْــرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَـنَقُولُ لَهُ مـِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا * ثُـمَّ أَتْبَــعَ سَــبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَــدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَــوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سـِتْرًا * كَـذَلِكَ وَقــَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَـبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً *قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَــلُ لَكَ خَـرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْــتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَــذَا رَحْمَـةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} ، وبهذه الآيات البينات أجاب الرسول الكريم سائليه عن ذي القرنين ، وقد سمي كذلك لبلوغه المشرق والمغرب 0

 

06 الــروح

        { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } (الإسراء/85) 0

كلنا يعلم أن الروح هي التي تجعل الجسد حيا ،فهي سر الحياة الذي أودعه الله في كل كائن يريده أن يكون حيا ، وهي إعجاز علمي ، لم ولن يصل العلماء ، إلى معرفة أسراره ، ولذا عندما سئلوا الرسول الكريم عن الروح ، أمره الله ســبحانه وتعالى ، أن يخبرهم أن ســرها عنـد الله ولا تستطيعون معرفة أسرارها بما آتاكم الله من علم ، لآن ما تملكون من علم هو قليل 0

 

07 الساعة

       { يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنــْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } (الأعراف/187) 0

الساعة ، تسمية من تسميات يوم القيامة ، وردت في القرآن الكريم ، ومنها يوم البعث ويوم القارعة ، ويوم الحساب ، ولوصف ذلك اليوم ، سمي يوم عسير ، ويوم مشهود ،وتسـميات كثيرة أخرى ، وقد أكثر المشركون من الأسئلة على الرسول المصطفى ، عن مــوعد قيام السـاعة ، لما يتوعدهم بها ،فجاءت الإجابة من الله سبحانه وتعالى ، أن قل لهم إن علمها عند ربي ، لا يظهرها إلا هو الواحد الأحد ، عالم غيب السموات والأرض ،فتأتيكم بغتة على حين غفلة ، وعندما استمر الكفار في أسألتهم نزلت آيات أخر :{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَـى رَبِّكَ مُنتَهَاهَـا * إنمـا أَنـْتَ مُنــذِرُ  مَـنْ يَخْشَاهَـا * كَأَنَّهُمْ يَـوْمَ يَرَوْنَهَا لـَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } (النازعات /42ــ46) ، ليؤكد سبحانه من أن رسوله لا علم له بها ، فيقول له ربك هــو الذي يعلم بها، وعليك أن تنذر من يخافها ويخشاها ، ولهولها كأنهــم يرونها عشيـة ، أو ضحاها0 

08 الشهر الحرام 

        { يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَــرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيــهِ كَبِيرٌ وَصَــدٌّ عَــنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِــهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنـْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبــَرُ مِــنْ الْقَتْلِ } (البقرة/217) 0 

الأشهر الحرم هي الأشهر التي حرّم فيها القتال ، منذ عهد النبي إبراهيم عليه السلام ، ولما جاء الإسلام ، أقر حرمتها ، وهي أربعة أشهر قمرية ،ثلاثة منها متتالية ( ذو القعدة ، ذو الحجة ، المحرم ) ، وشهر منفصل هو شهر رجب 0

وقد سأل المشركون النبي المصطفى ، عن القتال في الشهر الحرام ، فأمره الله أن يقول لهم إن استحلال القتال وسفك الدماء في الشهر الحرام أمر عظيم عند الله ، وعدم إيمانكم بالله ورسوله ومنعكم الناس من دخول الإسلام ، بالقسر ، والتعذيب ، والإرهاب ، ومنعكم المسلمين من دخـول المسجد الحرام ، وإخراج النبي والمهاجرين منه ، وهم أهله أكبــر ذنبا ،وأعظم جرما عند الله من القتال في الشهر الحرام ، وما فعلتموه فتنة ، والفتنة اشد من القتل عند الله 0

  

09 ماذا أحل لهم

        { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِــلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُـمْ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنْ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمْ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } (المائدة/4). 

يسـألك أصحابك أيها النبي ، ماذا أحــل لهم أكله ؟ ، فقل لهم أحــل لكــم الله أكل كل أنــواع الطيبات المتعارف عليها ، وأحل لكم صيد ما دربتم من الصقور ، والفهود ، والكلاب ، ونحــوها على الصيد ، تعلموهن طلب الصيد لكم مما علمكم الله ســبحانه وتعالى ، ذاكرين اســم الله عليه ، وخافوا الله فيما أمركم ، وما نهاكم 0 

 

01 ماذا ينفقون

{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُــلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِــنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَـى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } (البقرة/215) 0

يسألونك أصحابك ، يا أيها النبي عما ينفقون ، تقربا إلى الله ، فقل لهم أنفقوا مما تيسر لكم من خير بين أيديكم ، من أصناف الحلال الطيب،واجعلوا ما تنفقون للوالدين والأقربين واليتامى والفقراء ، والمسافر المحتاج الذي بعد عن أهلـه ، وكل ما تفعلون من خير ، الله عليــم به ، وفي الآية : { وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُــمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (البقرة/219) ، يخاطب الله سبحانه وتعالى رســوله الكريم ، في أســـئلة المسلمين ، فيما ينفقون عندما أمرهم بالصدقة فيقول له الله قل لهم أنفقــوا مما تيسر إخراجه ، ولا يجهد صاحبه 0

 

11 المحيض

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُــوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَـاءَ فِـي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُـرْنَ فَإِذَا تَطَهَّـرْنَ فَأْتُوهُــنَّ مِـنْ حَيْثُ أَمَرَكُــمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِيــنَ وَيُحِـبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } (البقرة/222) 0

الحيض هو إفراز الدم ، والسوائل المخاطية ، وما تلف من أنسجة بطانة الرحم الذي يحدث بانتظام ،في بداية الدورة الشهرية للمرأة ، وتتراوح مدته في (3 ــ 10) أيام، يصاحبه آلام  شديدة عند بعضهن ، مع انقباض الحالة النفسية ،والانزعاج ،ولما سألوا النبي عنه نزل أمر الله أن يقول للسائلين انه أذى مستقذر، يضر من يقتربه ،وأن اجتنبوا الجماع مدته ، حتى ينقطع الدم ويغسلن ، عند ذاك لكم أن تجامعوهن في الموضع الذي أحله الله لكم ، والله يحب المتطهرين 0 

وقد أثبت العلم الحديث ، أن الجماع أثناء أيام الحيض ،يولد أمراضا متعددة للرجل والمرأة

 

12 اليتامى

        {فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُـلْ إِصْـلاَحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكــُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة/220)0

       اليتيم ذلك الذي فقد أبويه أو أحدهما وخصوصا الأب ، وهو ما يزال دون العمر الذي يؤهله لمسك زمام أموره ، ذكرا كان أم أنثى ، ولما جاء الإسلام ، حفظ لليتيم حقوقه، بآيات بينات، ولما نزلت الآية {وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ }(الأنعام/152) ، والآيـة {إِنَّ الَّــذِينَ يَأْكُلُـونَ أَمْـوَالَ الْيَتَامَـى ظُلْمًـا إِنَّمَـا يَأْكُلـُونَ فِـي بُطُونِهِــمْ نـَارًا وَسَــيَصْلَوْنَ سَــعِيرًا} (النساء/10) ، خاف المسلمون خوفا شديدا ، ومن كان عنده يتيما ، أفرز له طعامه وشرابه ،ولم يدنوا منه إلى أن يفسد ،ولحراجة الموقف سألوا الرسول الكريم ، فجاء أمر الله في مداخلة اليتامى مداخلة إنسانية فيها إصلاح لهم ، وان تخالطوهم في المعيشة والمصاهرة لأنهم أخوانكم في الـدين وتلك من الأعمال الخيرة ، ولو شـاء الله لضيق عليكم ، وأحرجكم ، بتحريم المخالطة لهم ، ولكنه وسع عليكم ، وخفف عنكم فأباح لكم مخالطتهم بالتي هي أحسن 0   

 

البريد الالكتروني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــalmosawe.mahmood@yahoo.com

الموضوع السابق أحلى من الشرف مفيش!!! -2-

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat