صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

ارفعوا منصاتهم قبل فوات الأوان
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد يتصور البعض إن هذا الخطاب أو الكلام صادر من نفس طائفي أو تعصب لقوم على قوم آخرين ،والحقيقة عكس ذلك عندما نتبين ما قاله النائب أحمد العلواني في منصة الجمعة في الرمادي ويقف إلى جنبه علي السليمان إذ ذكر أن هناك معلومة مؤكدة بأن الضربة على سوريا مؤكدة ،لكن ليس لإسقاط بشار الأسد بل لقتل الثوار في سوريا ،وذكر معلومة أخرى إن قاسم سليماني أعد خطة لتفجير مرقد (زينب) كما ذكر العلواني ليصار إلى  إعلان نفير عام في العراق الجنوب والوسط وبغداد لقتل أهل السنة في بغداد والجنوب والوسط العراقيين مؤكداً بأغلظ الأيمان إن فعلوها سيكون آخر مسمار في نعشهم وإن الجواب بعد رفع المنصات والخيام بطبيعة الحال ليس لإنهاء الاحتجاجات بل للحرب وقال إن جوابنا كما رد هارون الرشيد على كلب  الروم (إن جوابنا ما سترى لا ما ستسمع) وموجها هذا الكلام إلى ما أسماهم كل طائفي وقذر .إننا نؤكد وكما أكدنا خطورة هذه الطروحات منذ بدء ما يسمى بالتظاهرات في المناطق الغربية وإقامة ساحات للاعتصام فيها كان الشحن الطائفي هو سيد الموقف سواء من أحمد العلواني نفسه أو علي حاتم سليمان أو رجال الدين الذين يتناوبون على الخطبة كل اسبوع وأكدنا على إن هذه الساحات ما هي إلا ساحات للتجمع وبعد ذلك الانطلاق والهجوم على بغداد وغيرها ،وفعلا إن الهجمات المسلحة ازدادت وبوتيرة متصاعدة وشملت كل مساحة الجنوب والوسط في العراق مع تجاهل تام سواء من الحكومة أو مجلس النواب لما تمثله وقفات وخطب أحمد العلواني الذي لا يمثل نفسه بطبيعة الحال بل هو أداة لقوى أوسع وأكبر .إن معالم المرحلة القادمة التي ذكرها العلواني لم تكن فلتة لسان أو لغو كلام أو نتاج شحن عاطفي بل هو موقف وخطوة محسوبة ومدروسة جاءت في وقت أردها سادة العلواني أن يعلن عنها في خطبة وكلمة حرب تجاوز فيها كل الخطوط الحمر في عالم السياسة والعلاقات الاجتماعية ،والخلق الانساني .إن خطاب أحمد العلواني هذا الذي جاء في يوم 6/9/2013والعالم يشهد اضطرابا سياسيا وقعقة سلاح وشد وجذب بين القوى الكبرى ناتج عن الحالة السورية واتهامات الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيمياوي ضد المسلحين في غوطة دمشق ،أن هذا الكلام يجب أن يؤخذ على محمل الجد من القوى العراقية كافة سنية وشيعية وفي مقدمتها العشائر ،أما القوى الرسمية فيجب التحرك سريعا على مستوى القضاء ومجلس النواب والحكومة العراقية وقوى الأمن من شرطة وجيش لاتخاذ اللازم بفض الاعتصامات التي كان لها أن تكون بؤرة للشحن العاطفي بعد أن تدعو الحكومة كل القوى المشاركة في الحكم وغير المشاركة وتطلعهم على خطورة الوضع الناتج عن هذا الخطاب الخطير وأن تحركها لم يكن أبداً ضد مكون بعينه أو السنة على وجه التحديد .إن هذه الخطوة لابد منها ذلك إن العلواني وعلي سليمان وغيرهما متخفين وراء الاعتصامات وساحاتها فإن فض هذا الاعتصام وفككت خيامه من قبل القوى الرسمية بموافقة شعبية وحزبية واسعة سيتحول العلواني إلى طريد يبحث عن مخبأ ،لنفوت الفرصة على عرابي الصراعات الداخلية وأدواتهم وأبواقهم .إن سرعة التحرك والانقضاض على هكذا أشخاص قد يجنب العراق بعض من الويلات أو يقلل الخسائر المنتظرة وسيحسب كل من يتأسى بأحمد العلواني ألف حساب قبل يخطو خطوة بهذا الاتجاه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/07



كتابة تعليق لموضوع : ارفعوا منصاتهم قبل فوات الأوان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net