صفحة الكاتب : معمر حبار

إحترام التلميذ لأستاذه
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جلس إمام زاوية سيدي صالح، ليلقي كعادته درس الجمعة. وبالصدفة يلمح شيخه، الشيخ بوعبد الله، الذي تخرّج على يديه، فما كان منه إلا أن توقّف على الفور، وأعطى الكلمة لشيخه، وطلب منه أن يلقي الدرس مكانه، فألقى الشيخ الدرس.
وأثناء تناول وجبة الغداء في القاعة المخصصة للضيوف، سألت الإمام الشاب عن معنى قوله في الخطبة: " العلم النافع يُصلحُ نِية الإنسان"، فأجاب وكلّه أدب واحترام .. لايمكنني أن أجيب في حضرة شيخي، وامتنع عن الإجابة، وطلب من شيخه بوعبد الله أن يجيب، فأجاب شيخه.
وأول عمل قام به الإمام، بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، اتّجه مباشرة يعانق شيخه، ويرحب به من جديد، ولم يغتر بإقبال المصلين عليه، بل كان يطلب منهم، أن يلقوا السلام على شيخه، أولا.
ومنذ أسبوعين، وبعد صلاة الجمعة، سأل أحد المصلين، الإمام الشاب عن مسألة فقهية تتعلق بالنحل، فأجاب الإمام .. لايمكنني أن أفتي في حضرة شيخي بوعبد الله ، وطلب من السائل أن يتوجه بالسؤال لشيخه، فأفتاه شيخه، وفرح التلميذ كثيرا بفتوى شيخه.
وكان الإمام الشاب، في كل لحظة من اللحظات التي تجمعه بشيخه، والناس المحيطين من حوله .. إلا ويفتخر بشيخه، ويقدمه على أنه من فقهاء الجزائر، والمتمكنين جدا في الفقه المالكي، ولايتقدم عليه أبدا، في أكل أو شرب أو كلمة أو فتوى.
هذا السمو في الأدب، والعلو في الإحترام والأخلاق، مبثوث عبر صفحات الكتب. لكن من نعم الله على عبده، أن يمتّعه بالنظر إليها، كما هي في طبيعتها، ويلمسها في أقوال وحركات وأفعال بين تلميذ وشيخه، ويكون الشاهد على بقاءها، ورسوخها، وعدم اندثارها. ولعلّ نقلها يساهم في نشرها، وحب الناس إليها، والتمسّك بها.
 
 
 
إن العلم .. أدب وأخلاق، قبل أن يكون معلومات. وسيّدنا موسى عليه السلام، وهو النبي الرسول من أولي العزم، طلب من سيّدنا الخضر عليه السلام أن يعلّمه، فطلب منه الخضر عليه السلام، أن يمتثل لجملة من الآداب، لكي يصل إلى العلم الذي أخفاه الله عنه.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/07



كتابة تعليق لموضوع : إحترام التلميذ لأستاذه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net