صفحة الكاتب : سمير اسطيفو شبلا

بين صدام وبشار ملعب العراق و سوريا
سمير اسطيفو شبلا

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كما هو معروف للجميع اننا نعيش هذه الايام ما عشناه قبل نيسان 2003 في العراق! انه الشأن السوري طبعاً، وبما ان التاريخ لا يعيد نفسه! الا اننا نجد ان التاريخ قد يعيد نفسه بفارق الزمن والمكان! ولكن هذا الذي يسمى التاريخ قد اعطى درسا بليغاً لامريكا وحلفائها قبل ان تخطو خطوة الى الامام كما حدث في العراق قبل نيسان 2003 بايام، هذا ما اكده الرئيس اوباما خلال مؤتمره الصحفي الاخير بقوله: اننا اعطينا الملف السوري اكثر اهمية من الملف العراقي!! وهذه الجملة كافية لان نقول: ان من الاخطاء الكبيرة التي وقعت فيها الولايات المتحدة وحلفاءها في العراق هو: ضرب العراق دون التاكد من وجود اسلحة دمار شامل او اسلحة بايلوجية/كيمياوية!! ومع هذا تمت الضربة وعدم الاكتفاء باسقاط النظام فقط بل كانت خطوة اخرى الى الامام وهي اسقاط الدولة ومؤسساتها!! هذا ليس كلامنا بل كلام المسئولين الامريكان والانكليز ايضا البارحة واليوم وغدا - هذا هو التاريخ الذي لا يعيد نفسه
بين بشار وصدام
كما هو معروف ايضا ان صدام حسين كان (القائد الضرورة - العراق صدام وصدام هو العراق / عندما يقول صدام قال العراق / نسبة الى مبدأ لويس 14 الفرنسي "انا الدولة والدولة انا" وكانت الثورة الفرنسية) ومعظم او اكثرية البعثيين اليوم يقرون بان صدام قد أخطأ في تحريك مفتاح ضرب العراق عند احتلاله للكويت بغض النظر عن ما قامت به دولة الكويت من استفزازات او اعتداء اقتصادي، الى جانب الخطأ القاتل الاخر وهو بعدم تقديم تقارير واقعية عن الوضع امام صدام حسين من قبل قادته، لانهم كانوا يهابونه من نرجسيته ومرض العظمة الدائم فيه! كنا نسمع احد قادته يقول: سيدي سآتيك براس بوش!! والاخر يؤكد: سيدي اعطني ساعات واكون في بيت ال صباح،،،،،الخ وهكذا ضاع العراق بضياع اخر فرصة التي لم يستثمرها من اجل السلام وهي : تنحيه عن السلطة وضمان حياته هو وحاشيته عن طريق المندوب الروسي! مقابل العراق، ولكن من حواليه كانوا او اصبحوا مفتاح ضرب العراق دون ان يدروا وهذه مصيبة بالنسبة لصدام حسين كدكتاتور وبالنسبة للعراق كوطن
بشار اليوم وصدام الامس
رئيس سوريا يعيش هذه الايام نفس التاريخ الذي عاشه صدام حسين بفوارق عديدة منها: ان الرئيس السوري لم يحتل دولة عسكرياً واخرجت قواته من قبل التحالف الدولي!! نعم كان محتل للبنان فترة طويلة وخرج منها! نعم ابقى احتلاله لها باكثر قوة عن طريق حلفاءه فيها وخاصة حزب الله وبعض الوزراء اللبنانيين الذين ارادوا الشر لبني قومهم من اجل بشار وسوريا منهم الوزير "سماحة" كمثال لا الحصر! وقبل ضرب سوريا (نشكك في قوتها) نجد ان لغة الرئيس السوري هي قريبة من لغة الرئيس العراقي الاسبق - يهدد مصالح اوربا وخاصة فرنسا - ينذر بانفجار الشرق الاوسط ----- الخ ولكننا نرى ان البنية التحتية لسوريا قد دمرت بيده وليس بيد اية قوة اخرى لان الضربة العسكرية لم تتم لحين كتابة هذه السطور
دمر سوريا بيده
البعض سيقول: ليس ذنبه بدليل ارسال مليشيات اسلامية وجهاديين واسلحة ومعدات من قبل بعض الدول المعارضة لنظامه؟؟؟؟ هذا واقع وصحيح ولكن اليس بالمقابل دعمه من قبل ايران وحزب الله وروسيا؟ الجواب نعم ايضا!!! ولكن لسنا بصدد المقارنة هذه، بل نحن نود ان نرجع ذاكرتنا الى الوراء قليلاً، عندما بدأت مطالب الشعب السوري عند اعتقل 9 اطفال من مدرسة في محافظة درعا من عشيرة بايزيد بسبب كتابتهم على جدران مدرستهم (الشعب يريد اسقاط النظام) بعد المراجعات للمسئول الامني المتشدد ومحافظ درعا الاكثر تشددا حيث قال: - القول للراوي: لا تسألوا على اطفالكم اذهبوا وانكحوا زوجاتكم لتنجبوا غيرهم ،،،وكلام اخر لا يمكن ان نكتبه""
وكانت الشرارة الاولى مع تطور الموقف الى مطالب شعب (الغاء سيطرة الحزب الواحد - المشاركة في صنع القرار - ديمقراطية - ،،الخ) 
اراد الرئيس السوري احتواء الموقف بـ : الغاء حالة الطوارئ - محاكمة جهاز امن الدولة - تعهد باصلاحات جذرية = هنا الطامة الكبرى!! بقيت هذه القرارات حبر على ورق دون تقدم خطوة عملية لتطبيقها! لماذا بقيت حبر على ورق؟ بل زاد الطين بلة عندما تحالف الامن والشرطة والمخابرات مع الجيش ضد الشعب المسالم في وقتها!!! السبب حسب وجهة نظرنا يعود الى من هو الان حول الرئيس السوري! وكذلك فكر الرئيس السوري نفسه يتجه نحو الحكم الشمولي! اذن هل نحن امام تاريخ العراق قبل نيسان 2003؟ ام لاء؟
الخلاصة
   خلاصة التحليل يتضمن - وجهة نظر شخصية
اولا: ان الرئيس السوري وقع في نفس خطأ صدام بالرغم من وجود تجربة تونس وليبيا ومصر والعراق امامه؟ من جانب آخر ان الرئيس السوري دمر البنى التحتية للبلاد من اجل الكرسي! 
ثانيا: فَوّتَ فرصة تطبيق الاصلاحات التي وعد بها، والا كيف سيكون الوضع ان طبقها واطلق سراح الاطفال التسعة حينها؟؟ هل كانت سوريا مثل ما هي عليه الان؟ وماذنب الشعب السوري في الضربة العسكرية؟ لمصلحة من؟ ولماذا؟
ثالثا: نعتقد ان هناك وقت بدل ضائع - كما في كرة القدم - هل يفاجئنا الرئيس السوري باستقالته او تنحيه عن الحكم قبل ان يقولوا كلمتهم ليقول لشعبه: من اجلكم اضحي!! عندها سيختلف عن الرئيس العراقي الاسبق ، والتاريخ له لسان طويل
سؤالنا الاخير: هل كان صدام يتصرف كما فعلَ ان رجع التاريخ؟ بمعنى لو عَلِمَ صدام انه يموت هذه الموتة؟ ويسقط النظام والدولة معا؟ فهل كان يستمر مثلما فعلَ بمصيره ومصير العراق؟ ام انه كان قد تنازلَ لصالح العراق؟ بشار اليوم على المحك خلال الايام القلائل انه غاز الكيمياوي ضد المدنيين  ؟؟؟
2 ايلول 2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سمير اسطيفو شبلا
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/05



كتابة تعليق لموضوع : بين صدام وبشار ملعب العراق و سوريا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net