صفحة الكاتب : محمود كريم الموسوي

قراءة في كتاب ابن زيدون في المصادر القديمة والمراجع الحديثة
محمود كريم الموسوي

أثار الشاعر أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي ، المشهور بابن زيدون ،اهتمام الدكتور صباح نوري المرزوك ، فنبش في بطون عشرات الكتب ، القديم منها ، والحديث ، يتتبع أخباره ويبحث عن آثاره ويمسك بما كتب عنه في الكتب ، والدوريات ، والمجلات ، والصحف ، ولما وجد إن ذلك ليس يسيرا ، والشاعر ابن القرن الحادي عشر الميلادي ، استهواه العمل ، وركب الصعب ، لينجز ما قرر انجازه ، فأضاف للمكتبة مصدرا مهما للباحثين عن أثار ابن زيدون ، ودارسيها ، فكان كتابه ( ابن زيدون في المصادر القديمة والمراجع الحديثة ) الصادر عن دار الأرقم للطباعة في الحلة عام 2009م بـ (97) صفحة وسط 0

مقدمة  الكتاب ، ثم حياة الشاعر ، من ولادته في قرطبة عام 1003م ، حتى وفاته في اشبيلية عام 1070م ، ونقل جثمانه إلى موطن ولادته ، بفقر مركزة ، خالية من الإطالة والإسفاف0

وقبل أن يطوف في حياة حبيبته ( ولادة بنت الخليفة المستكفي محمد بن عبد الرحمن الناصر ) ، ذكر لنا في فقرة (قالوا فيه) عشرة آراء ، منها قول غومس  : ( أعظم شاعر قديم أنجبته الأندلس ) ، وقول علي عبد العظيم : ( إن أصدق وصف نستطيع أن نطلقه على ابن زيدون هو شاعر الحب والجمال ) ، أما ابن نباته فيقول ( اشتغل بالأدب وفحص عن نكته ونقب عن دقائقه إلى أن برع وبلغ من صناعتي النظم والنثر المبلغ الطائل ) ص 5 0

وفي حياة ولادة التي ذكرها مقتضبة ، أورد خمسة آراء فنقل فيها قول الضبي : ( شاعرة ، جزلة القول ، مطبوعة الشعر ، تماطل الشعراء ، وتساجل الأدباء ، وتفوق البرعاء) ، أما ألصفدي فيقول : ( إنها نادرة زمانها ظرفا وحسنا وأدبا ) ، بعد ذلك أورد (11) فقرة في أدب ابن زيدون ، مشيرا إلى ( انه كثير الاقتباس والتضمين في أدبه من القرآن الكريم والحديث الشريف ومن الأمثال والأشعار ) ، ولابن زيدون في شعر الغزل الصادق ، ما تتجلى فيه قوة العاطفة وصدق المشاعر ، كما له في المديح ، ووصف الطبيعة ، والرثاء ، أما  رسائله فيقول : ( في رسائله كثير من الإشارات التاريخية من أسماء الرجال وأحداث الزمان ومن التلاعب بأقوال الشعراء والناثرين ) ص 8 ، ولقب ابن زيدون ببحتري الغرب لطول النفس الذي ظهر في قصائد الغزل ، والمديح ، وولعه بالزخارف الشعرية 0

ثم ذكر آثاره في الشعر والأدب فقسمها إلى قسمين الأول اعتنى بآثاره المخطوطة فذكرها بخمسة عناوين : ( الديوان ، القصيدة الأندلسية ، القصيدة النونية ، قصائد متفرقة ، كتاب التبين في خلفاء بني أمية في الأندلس ) ص 9 ، والثاني آثاره المطبوعة وصبها في : ( ديوان ابن زيدون ، ديوان ابن زيدون ورسائله ، الرسالة الجدية ، الرسالة الهزلية ، قطعة عن ابن زيدون ) فنشر معلوماته عن تحقيقها ، وشروحاتها ، ومحققيها ، وعدد الطبعات ، وتاريخ طباعتها ، وأماكن الطبع 0 

وتحت عنوان ( في المصادر القديمة والمراجع الحديثة ) ، وجدناه قد تقصى ما كتب عن ابن زيدون ، ومن كتب ، بترتيب الفبائي لأسماء الكتّاب ،على أساس اللقب ، أو اسم الأب ، فكان ما ذكره (317) مصدرا ، ومرجعا ، بالعربية لـ (283) كاتبا ، بعد استبعاد (69) إحالة ، بسبب الاشتراك في التحقيق ، أو التأليف ،و (16) مرجعا أجنبيا إضافة ،إلى (15 مجلة ، و 3 صحف ) نقلا عن خلدون الوهابي ، التي كان قد درجها في الجزء الأول من كتابه ( مراجع تراجم الأدباء العرب) ، ذاكرا اسم المجلة ، أو الجريدة ، ورقمها ، وتاريخ صدورها ،  دون أن يذكر عنوان الموضوع ، وكاتبه0

وكان أكثرهم ذكرا لابن زيدون الدكتور إحسان عباس ص 63 ، فقد ذكره في كتاباته        ( الأدب العربي في تاريخ الأندلس ) ، و(بنو ذكوان ) ، و(تاريخ الأدب الأندلسي ) ، و (دراسات في الأدب الأندلسي) مشترك ، و محققاته : (التشبيهات من أشعار أهل الأندلس ) للكتاني ،        و( الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ) لابن بسام ، و ( نفح الطيب ) لأبي العباس أحمد بن محمد المقري ، و ( فوات الوفيات ) لمحمد بن شاكر ألكتبي ، و ( الوافي بالوفيات ) لصلاح الدين خليل ألصفدي ، يليه الدكتور شوقي ضيف ص 59 ، فقد كتب : ( ابن زيدون ) ، و ( الإيقاع الموسيقي في شعر ابن زيدون ) ، و ذكره في ( تاريخ الأدب العربي :عصر الدول والإمارات ،الأندلس ) ، و ( الفن ومذاهبه في الشعر العربي ) ، و ( الفن ومذاهبه في النثر العربي ) ، وفي   المحقق من قبله ( المغرب في حلي المغرب ) لنور الدين بن سعيد المغربي 0

ولم يكتف الدكتور المرزوك في ملاحقة المطبوع ، في طبعاته ، وأماكن طبعها ،وتاريخ كل طبعة ، بل ذكر من الملاحظات ، والنصوص ، ما جعل ببلوغرافيته أكثر حيوية ، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ، ملاحظات الدكتور ناصر الدين الأسد ص 24 ، الواردة في موضوعه ( ليس في شعر ابن زيدون) ، المنشور في مجلة (الكتاب) البغدادية ذي الرقم (11 ، 12 ) في (ت2 ، ك1) عام 1975م ، التي يشير فيها إلى إن شعر ابن زيدون لم يتضمن موشحا واحدا ، وما وصلنا كان محصورا في ذاته ، ولم يكن للطبيعة الأندلسية الساحرة موضعا فيه ، وعلق الدكتور المرزوك : (إن هذه الملاحظات الثلاث بحاجة إلى تدقيق) ، ومن كتاب ( الموجز في الأدب العربي وتاريخه) ص 74 ، ينقل رأي المؤلف حنا فاخوري بالقول : ( إن اسلوب ابن زيدون هو اسلوب النثر المرسل الذي لا يتقيد بسجع أو بضرب آخر من ضروب البديع وان لم يخل أحيانا من سجع أو استعارة وما إلى ذلك ) ، وقد وجدنا أكثر المعلومات ، والملاحظات التي أوردها المرزوك هي في موضوعات مصدرها عدد مجلة (الكتاب) البغدادية آنف الذكر ، فكان العدد  مخصصا لابن زيدون 0

من ملاحظاتنا في الكتاب ، أن تنضيده جاء مرتبكا ، حتى وجدنا صعوبة في أن نجد اسم الكاتب بين معلومات المصادر ، والمراجع التي ذكرت ، ووجدنا أن الدكتور المرزوك قد سبق المخطوط على المطبوع على غير المألوف ، وظهر في الإحالات ما تعثرت متابعته ، فمثلا        ( المطرب من أشعار أهل المغرب ) لعمر بن الحسن بن دحية الكلبي الوارد ذكره  ص 18 ،  ولما ذكره بتحقيق مشترك لإبراهيم الابياري ص 22 ، أحاله إلى ابن دحية ، وهي إحالة صحيحة، ولكن عندما ذكره لحامد عبد المجيد ص 69 ، أحاله إلى إبراهيم الابياري ، والصحيح إحالته إلى ابن دحية ، وكتاب ( الأساس في تاريخ الأدب العربي ) تأليف مشترك لكمال إبراهيم، ومحمد بهجة الأثري ، ومصطفى جواد ، ذكر معلوماته كاملة عند كمال إبراهيم ، وعند محمد بهجة الأثري ، بدل الإحالة ، في حين أن كتاب ( التوجيه الأدبي ) تأليف مشترك لأربعة كتاب ذكر منهما أحمد أمين ص 25 ، وطه حسين ص 37 ، وأهمل عبد الوهاب عزام ، ومحمد عوض محمد 0

وفي عناوين المصادر والكتب ظهرت بعض الاختلافات فمثلا نجد كتاب ( المعجم في تلخيص أخبار المغرب ) ص 46 ، أحال إليه من الصفحات 69 ، 77 ، 82 بعنوان ( المعجب في تلخيص أخبار المغرب ) ، و(سرح العيون في شرح رسالة ابن خلدون ) لجمال الدين بن نباتة ص 21 ، كان قد ورد بعنوان (سرح العيون شرح رسالة ابن زيدون ) ص 14 ، ومطبوعات الدكتور شوقي ضيف ، ستة وليس كما ورد ص 60 0

ولضخامة العمل ، وسعة مساحة انتشار المطبوع ، وعمق المدة الزمنية التي خضعت لاهتمام الدكتور المرزوك ، فلابد أن يظهر ما يمكننا أن نضيفه مثل (ديوان ابن زيدون : شرح الدكتور يوسف فرحان ) ، الذي صدرت طبعته الثانية عن دار الكتاب العربي ، عام 1994م في سلسلة (شعراؤنا ) 0

وفق الله المرزوك في إصداراته الببلوغرافيا ، وأمكنه في المزيد منها ، فهي رافد مهم للباحث والدارس لا يمكن الاستغناء عنه 0

البريد الالكتروني ــــــــــــــــــــــــــــ almosawe.mahmood@yahoo.com 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود كريم الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/01



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في كتاب ابن زيدون في المصادر القديمة والمراجع الحديثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net