صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

العراق مع الشعب المصري
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الشعب العراقي مع الشعب المصري عندما اتخذ قراره بالتغيير للتخلص من مرسي وحزبه الاسلامي المتطرف ، الذين تسلقوا الى السلطة بالسلم الديمقراطي ، حتى اذا جلسوا على كرسي السلطة ارادوا تحطيم هذا السلم ، وخيبوا بذلك آمال الشعب المصري ، الامر الذي دعاهم للخروج بمسيرات مليونية لسحب الشرعية التي منحها نفس هذا الشعب لمرسي وحزبه قبل عام من أسقاط  مرسي ، المعادلة بأكملها شعب منح الشرعية لمرسي ثم سحبها منه ، بعد أن اقتنع هذا الشعب بانحراف مرسي وحزبه عن ألأرادة الشعبية .

الحكومة العراقية واستجابة لارادة الشعب العراقي اعلنت احترامها لأرادة الشعب المصري ، واعلنت قرارها بتأييد التغيير الذي قام به الجيش المصري أستجابة لأرادة شعبه ، لكن الذي جلب الانتباه موقف حزبين اسلاميين عراقيين ، الاول الحزب الاسلامي الذي أعلن عن رفضه للتغيير في مصر، واعتبره أنقلابا عسكريا  وهذا الموقف غير مستغرب لأن حزب الاخوان في مصر ، والحزب الاسلامي في العراق متطابقان في المنهج والاهداف ، ويرجعان الى منبع واحد هو التطرف والسلفية ورفض المختلف الاخر ، كما أن موقف الحزب الاسلامي هو متقاطع في كثير من المواقف مع الشعب ، وقرارات الحكومة العراقية ، ومعروف أن دول محور الشر ( السعودية ، قطر، تركيا ) تتبنى الاحزاب السلفية والحركات الجهادية التكفيرية المسلحة ، بما فيها حزب الاخوان المسلمين في البلدان العربية والاسلامية  وآخر خبر سمعناه ، أن حكومة تركيا بقيادة اردوغان وحزبه ، تبذل جهودا كبيرة لتوحيد حزب الاخوان المسلمين في العراق ، العربي والكردي والتركماني ، وجعلها تحت قيادة واحدة لغرض الدخول في الانتخابات القادمة تحت توجيه واشراف حكومة اردوغان السلفية ، هذه المواقف معروفة للشعب العراقي وغير مستغربة ، أذ أن الارهاب الذي ينتشر في المنطقة بما فيها العراق ، يأتي من أتباع هذه الاحزاب السلفية التكفيرية ، المدعومة من دول الشر في المنطقة ، لكن المستغرب موقف أحد الاحزاب الاسلامية السياسية العراقية الصغيرة المحسوبة على منهج أهل البيت الذي جاء متطابقا مع موقف هذه الاحزاب المتطرفة ، أذ أعلن هذا الحزب  رفضه للتغيير في مصر، وهذا الموقف يتقاطع مع موقف الشعب العراقي والحكومة العراقية ، ومما يدعو للاستغراب أكثر أن هذا الموقف صدر من حزب يدعي أنه يدعم العملية السياسية الجديدة في العراق ، المدعومة من الشعب العراقي . 

نحن نقول : هل وصل بنا الحال بحيث اصبحنا لانميز بين اسلامي مدعٍ مزور للاسلام الحقيقي الذي اراده الله تعالى للانسانية ، ويمثله اليوم الاحزاب السلفية التكفيرية المدعومة من امريكا والصهيونية الدولية ، وبين اسلامي صادق مطبق لمبادئ الاسلام الحقيقية من حب وتسامح ؟

 ماذا دهاكم ايها الاخوة وديننا يقول : ( اعرف الحق تعرف اهله ) ، وهل الحق مع مرسي وحزبه السلفي المتطرف ؟ الذين يدعون لقتل المسلمين الشيعة قبل قتل اليهود  وقتل كل مسلم لا يتوافق مع آرائهم من أي مذهب كان ، وظهرت أفعالهم ونواياهم خلال سنة من الحكم فكيف اذا حكموا سنين ؟

نحن نعلم أن بعض الاحزاب الاسلامية التي تؤمن بتكفير الاخرين واقصائهم بل قتلهم ،  والاخوان المسلمون من هذا الصنف سواء كانوا في مصر او العراق او تونس او أي بلد آخر ، هذه الاحزاب التكفيرية تطالب بالحرية وتمتطي ظهرالديمقراطية لتصل الى هدفها ، حتى اذا وصلت الى السلطة تنكرت لمبادئ الحرية والديمقراطية وصادرتهما ، وسلّت سيفها لتسلطه على رقبة كل مختلف لا يوافقهم أفكارهم السلفية المتحجرة ، ففي مصر مثلا أخذوا يرتّبون الامور لصالحهم من خلال فرض قوانين هم يقترحونها ، ودستور هم من يضع بنوده ، بطريقة تؤدي الى أقصاء الاخر المختلف بل القضاء عليه بالقوة أن تطلب الامر ، وبطريقة بشعة مثل ما فعلوا مع حسن شحاته .

نحن ندعو جميع الاحزاب التي تنتمي الى الاسلام السياسي ممن رفضوا التغيير في مصر الذي اسقط  مرسي وحزبه السلفي ، أن يهتموا بمصلحة الاسلام الحقيقية لا بمصالحهم الشخصية الضيقة ، لأن بعض هذه الاحزاب صوّر الاخطاء التي ارتكبها الاخوان المسلمون في مصر أنها أخطاء شخصية ارتكبها محمود مرسي ، وليست أخطاء منهجية ، وكأنهم يبررون للاخوان المسلمين الذين أرتكبوا أخطاء كبيرة . 

 لا ياسادة هذه أخطاء منهجية جاءت عن ترصد وسبق أصرار ، يفترض بكل حزب سياسي اسلامي معتدل لا يؤمن بالتكفير والاقصاء ، أن لا ينتصر لكل من يدعي الاسلام ، بل الفعل والسلوك هو المهم ، علينا أن لا نعطي تأييدنا لأدعياء الدين من دون تدقيق الافعال ومعرفة النوايا .

الجماهير تتساءل ما مصلحة الشعوب من معارضة التغيير في مصر ، بعد أن تكشفت صفحة الاخوان المعادية لتطلعات الشعب المصري ؟ 

الجماهير تتساءل ما المصلحة في الاصطفاف مع محمود مرسي وهو يدعو لدعم المسلحين الارهابيين في سوريا ؟ ويصف رئيس وزراء العدو الصهيوني بالصديق !

الجماهير تتساءل ما المصلحة في نصرة مرسي المدعوم من  دول الشر في المنطقة؟

وما مصلحة الجماهير من دعم مرسي الذي تدافع عنه امريكا واسرائيل واصدقاؤهما في المنطقة ؟ 

هل أصابنا العي بحيث أصبحنا لا نميز بين الابيض والاسود ، وبين ما هو نافع وما هو ضار ؟ وهل يبيح الأسلام قتل الاخرين ، بمجرد الاختلاف في الدين والمذهب؟

أخيرا نقول نحن مع الشعب المصري في تحقيق أرادته الحرة ، وفي أختيار من يحكمه ، ولسنا مع حزب او حاكم يتلبس بالدين ، ويجيز لنفسه قتل الاخرين ويصادر حرياتهم ، لسنا مع من يدعو للتكفير ويجبر الاخرين على تبني أفكاره ومعتقداته بالقوة ، لسنا مع من يرمي بنفسه في أحضان أمريكا واسرائيل .

للأسف اكتب كلماتي هذه ونحن نسمع أخبار الاستعدادات الامريكية وحلفائها وأصدقائها من الحكام العرب ، وهم يتهيأون لتنفيذ ضربة عسكرية أنتصارا للارهابيين القتلة التكفيريين حلفاء الاخوان المسلمين في مصر، ونسأل لو كان محمود مرسي موجودا كيف سيتصرف حيال هذه الضربة المفترضة ؟

لقد عبر محمود مرسي عن موقفه وموقف حزبه قبل طرده من السلطة ، عندما دعى لقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا ، ودعى لدعم المسلحين الارهابيين في سوريا وسماهم المجاهدين ، لو كان مرسي أسلاميا حقا ، لدعى الى قطع العلاقات مع اسرائيل ، ودعى لطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة بدل أن يقطع علاقاته مع سوريا العربية المسلمة التي تدعم المقاومة ضد أسرائيل ،لكن(الأناء بما فيه ينضح ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/29



كتابة تعليق لموضوع : العراق مع الشعب المصري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net