صفحة الكاتب : صالح الطائي

الكيمياوي السوري وهزيمة هرمجدون
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 بعد هزيمتها المنكرة في العراق عرفت أمريكا مقدار الخطأ الجسيم الذي اقترفته بتحويل بلد مثل العراق إلى دولة فاشلة مقابل ثمن كبير جدا بالأنفس والأموال. ثم في عام 2009 حينما تولى أوباما مدة رئاسته الأولى  وفي أول خطاب دولي له تحدث عن نية أمريكا فهم الإسلام واحترامه وضرورة التباحث مع المسلمين لبناء أرضية مشتركة تسهم في بناء السلم الدولي وأستشهد بآية قرآنية ليثبت صدق نواياه، لكنه نسى بعد أيام معدودات ما جاء في ذلك الخطاب وعاد إلى الأسلوب العدواني القديم من خلال العمل بنفس الآلية السياسية الأمريكية القديمة المنحازة حتى وصل إلى نفس مواطن الفشل المخزي التي وصلها سلفه الفاشل جورج بوش في الأسباب التي أوردها لتسويغ غزو العراق وتدميره بذريعة تدمير أسلحة الدمار الشامل، وهي النكتة السمجة الغبية التي يسعى اليوم أوباما لخداع العالم بها في حديثه عن نيته بتوجيه ضربات تدميرية إلى سوريا بحجة استخدماها الأسلحة الكيماوية؛ لتحويلها هي الأخرى إلى دولة فاشلة، وهو يعرف تمام المعرفة أن الإرهابيين الذين اجتمعوا من أقطار الأرض لتنفيذ مشروعه القذر على أرض سوريا الحبيبة هم الذين استخدموا السلاح المحظور لقتل عشرات المدنيين السوريين الأبرياء من النساء والأطفال بغية توجيه اللوم إلى الحكومة السورية واتهامها باستخدام هذا السلاح المحرم وبذا يتم استهدافها بضربات تدميرية فتخسر الأمة العربية جهود دولة ثانية من دول الممانعة والصمود التي كانت تقف حجر عثرة بوجه النوايا التوسعية الصهيونية، ومع خسارة هذا الركن المهم من أركان الوعي العربي تتحول إسرائيل إلى غول شرس يكتسح بلاد العرب ويدمر مقومات الدول في وقت يشغل بلدان العرب الأخرى التي يؤمل فيها أن تتصدى للعدوان التقاتل الداخلي نتيجة الفوضى الخلاقة التي سوقتها أمريكا على أراضيها ونتيجتها تجد الشعب المصري يتقاتل بعضه ضد البعض الآخر والشعب الليبي يتقاتل بعضه ضد البعض الآخر والشعب اليمني يتقاتل بعضه ضد البعض الآخر،وحولت الشباب العربي إلى قطعان مخدوعة تسير وفق ثقافة القطيع وتنفذ ما يطلب منها تحت يافطات الذهاب إلى الجنة والزواج بالحوريات، وحولت الفتيات المسلمات إلى بغايا يجلن بين قطعان الذئاب ينهشون لحومهن بمسمى جهاد المناكحة، وشغلت البلدان العميلة لها الأخرى بمهمة تحويل الإنسان العربي إلى نكرة مهووس بالجنس الغربي والحضارة الغربية إلى درجة التخلي حتى عن الواجبات الدينية والالتزامات الأخلاقية من أجل إشباع تلك الرغبات الخسيسة.
إن ما يحدث في وطننا العربي اليوم ينبئ بأيام سود تنتظرنا لا ينقشع سوادها إلا بعد تحويلنا إلى خول وعبيد مسلوبين الإرادة تقودنا إسرائيل وتتحكم بمصائرنا وعقائدنا وثقافتنا بعد أن تحقق النبوءة التوراتية (من النيل إلى الفرات).
ولكن بالرغم من كل تلك الصور المرعبة السوداء سوف تبقى نفوسنا مطمئنة إلى أن ما يريده الله هو الذي سيتحقق، وما يطيب نفوس المؤمنين العقائديين هو إيمانهم  بأن ذلك كله يسير بمشروع الحياة إلى نهايته وفق النسق الرباني المرسوم للكون في آخر الزمان، وأنهم يجب أن لا يفرحوا كثيرا حتى لو تحققت نبوءة (إسرائيل الكبرى) لأن تحققها يعني بداية تدميرهم النهائي وتخليص الكون من شرورهم؛ من خلال المعركة التي نسميها نحن (المعركة الكبرى) ويسمونها هم (هرمجدون) حيث تدور الدائرة عليهم ولا يشفع لهم مكرهم بعد أن ينطلق جنود الله ليبدوهم عن آخرهم يشهد عليهم الحجر والمدر ويشهد بذلك بنصر من الله سبحانه وتعالى. 
إن بوادر هرمجدون تبدو واضحة من الرد السوري على التهديد الأمريكي فسوريا  تقول:   لن أسمح لأمريكا بان تحفظ ماء وجهها على حساب كرامة الجيش العربي السوري. وتهدد أن: كل صاروخ يسقط على سوريا سيقابله 100 صاروخ تسقط على إسرائيل. فإن صدق هذا القول سوف تتحول المنطقة إلى جهنم أرضية لا تبقي ولا تذر، وعلى أمريكا التفكير الجدي بالموضوع مئات المرات قبل أن تقدم على عمل مجنون ومغامرة غبية ستقود العالم إلى شفير هاوية لا يعلم مستقرها إلا الله تعالى.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/28



كتابة تعليق لموضوع : الكيمياوي السوري وهزيمة هرمجدون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net