صفحة الكاتب : محمد المبارك

الكتابة وطقوسها
محمد المبارك

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شك أن القراءة والكتابة لايقلان شأنا ولاأهمية عن غيرهما فهما اللذان يبنيان مستوى الفكر ويقيسان أساس النشاط الثقافي. 
ولهذا وبعد أن استقينا من معين القراءة الذي لا ينضب أكثر من عشرين عاما خضنا غمار الكتابة منذ مدة تقارب العشرة أعوام وقرأنا من الكتب ما قرأنا ولعدد كبير من الكتّاب والمؤلفين وعلى أثر ذلك شدني سؤالا ، كيف يكتب هؤلاء وأين ومتى؟
فكما لكل طريقته في الملبس والمأكل وطريقة معينة في التحدث مع الآخرين ومعاملتهم مثلا ، فبكل تأكيد هناك وضع خاص للكتابة وطقوس معينة يمارسها ذلك الكاتب. 
وخلال بحثي في هذا الموضوع أطلعت على كتاب يصب في هذا الشأن بل يصح أن أقول أن مؤلفه الاستاذ الكاتب والروائي (عبدالله بن ناصر الداوود ) قد أفرده لهذا الجانب وهو طقوس الكتابة وأن كان خصصه لفئة منهم وهم ( الروائيين). 
وفي هذا الكتاب الثر والقيم أمتعنا المؤلف باسماء لامعة في عالم الكتابة ولا سيما كتابة الرواية واتحفنا بشيءٍ من طقوسهم وطريقتهم في الكتابة وكيف ومتى وأين يكتبون ، ومن تلك الاسماء  الروائية الانجليزية الشهيرة ( أجاثا كريستي )(1890- 1976م) ، يقول عن طقوسها في الكتابة ( يقول عنها زوجها ( ماكس مالوان ) شيدنا لها حجرة في نهاية البيت كانت تجلس فيها من الصباح وتكتب روايتها بسرعة ونطبعها بالآلة الكاتبة مباشرة ، ألفت ست روايات بتلك الطريقة موسما بعد آخر ، ثم تتحدث هي عن نفسها لتقول : قبل البدء في الكتابة أحتاج لتركيز محكم فأخلو وحيدة دون ضيوف وهاتف ورسائل)(1). 
أما الروائي المصري الكبير ( نجيب محفوظ)(1911- 2006م) فيتكلم عن طريقته في الكتابة فيقول ( عندما أنهي العمل أعمل على تبييضه ثم أنتظر وقتا ، ثم أعيد قراءته وفي جميع الحالات أشعر بعدم الرضا ، أشعر بالفرق بين التصور المبدئي وبين ما أنتجه فعلا ، بين الطموح وما تحقق ولكن هذا لا يؤدي إلى إلغاء ما كتبته. 
وكان نجيب محفوظ في قمة عطائه يكتب في فصل الشتاء والخريف ثلاث ساعات يوميا من العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا ، ومن طقوس كتابته التهيأ للكتابة بالمشي قليلا والاستماع إلى الموسيقى وشرب القهوة والتدخين بشراهة)(2). 
وبالرجوع إلى المؤلف وكتابه ( طقوس الروائيين) نلاحظ ما بيناه سابقا من أنه أجاد في اختيار الاسماء الجيدة  والتي منها أيضا الروائي والكاتب الأمريكي ( آرنست همنغواي )( 1899- 1961م) والروائي والقاص البرازيلي ( باولو كويلو) والكاتبة والروائية الجزائرية ( أحلام مستغانمي ) وكذلك الكاتب والروائي السعودي ( يوسف المحيميد).. وغيرهم كثير. 
ومما يحسب للمؤلف أيضا أنه ترجم وعرّف لكل شخصية تطرق للحديث عنها وكذلك مما يحسب له ذكر بعض أعمال وإصدارات تلك الشخصيات. 
ولا يفوتني أن اثني على متابعته لكل طقوس الشخصيات وتسجيلها كاهتمام ذلك الكاتب مثلا بنوع معين من الأقلام وذاك بلون معين من الورق ووقت بعينه للكتابة. 
وأخيرا فات المؤلف الاشارة الى الحالة النفسية التي تتبع تلك الطقوس بأن يبين لماذا هذا الكاتب يختار هذا القلم بينما يختار غيره نوع آخر من الأقلام.. 
ويبقى لكل طريقته وطقوسه في الكتابة والتي لا يمكن للكثيرين أن يكتب حرفا ولا يخط كلمة إلا بها. 
 
(1)- الداوود، عبدالله ناصر – طقوس الروائيين ، مجموعة 1 ص 30 – ط\1، 1431هـ - دار الفكر العربي – السعودية. 
(2)- المصدر السابق : ص 133.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد المبارك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/27



كتابة تعليق لموضوع : الكتابة وطقوسها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net