صفحة الكاتب : صادق مهدي حسن

المدرس و أسئلته اليتيمة !
صادق مهدي حسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    تعتبر عملية صياغة الأسئلة الإمتحانية من أهم الفنون التي يجب على الكوادر التعليمية إتقانها لما لها من أهمية كبرى في تقييم المستوى العلمي للطلاب ، فالأسئلة المُصاغة بطريقة علمية ومنهجية متقنة دليل على تمكن المعلم أو المدرس من مادته العلمية .. وبالقدر الذي تكون فيه الأسئلة منوعة الأساليب والطرائق والأفكار ومتباينة المستوى من حيث السهولة والصعوبة كان ذلك أفضل في تنمية الطلاب وإثرائهم علمياً من جهة وصقل خبرة  المعلم أو المدرس (خصوصاً إذا كان يدرس صفوفاً مختلفة) من جهة أخرى ، ولصياغة الأسئلة ضوابط وشروط كثيرة ولسنا بمعرض الحديث عنها لتشعبها واتساع تفاصيلها، وإنما استوقفتني حكاية ٌ نقلها أحدهم لها صلة بالموضوع .. فإليكم القصة والعهدة على الراوي:
   يحكى أنَّ مدرِّساً له خدمة تربو على العقدين من الزمن كان يصر على تدريس مرحلة دراسية دون غيرها ويستميت من أجل هذا الأمر وأستمر على ذلك سنوات متواصلة ، دون أن يعرف أحد السبب من وراء إصراره هذا ، و لعل أحد الأسباب - كما يُنقـل - هو ضعفه علمياً وعدم تمكنه من تخصصه مما أدى إلى شكوى و تذمر من طلابه و لأكثر من موسم دراسي.. ومحل الشاهد في قصتنا أن ليس لهذا المدرس سوى نموذجين من الأسئلة فقط : أحدهما لامتحان نصف السنة والآخر للامتحان النهائي .. حيث يكرر اختبار طلابه بهما سنوياً دون أن يجري عليهما أي تغيير وإن كان طفيفاً ، نعم التغيير الوحيد الأوحد هو العام الدراسي فقط !!.. ومن المضحك أن هذا المدرس نسي في أحدى السنوات أن يبدل العام الدراسي على نسخة الأسئلة حيث قدم لإدارة المدرسة نسخة أسئلة قديمة كان قد وضعها قبل خمسة مواسم دراسية  ولم ينتبه لذلك أحد حتى زار أحد المشرفين التربويين المدرسة وطلب الإطلاع على الأسئلة ، فأستغرب لرؤيتها وأنفجر ضاحكاً من أعماق قلبه وخاطب المدير والمدرس بدهشة قائلا :هل أجريتم الامتحان قبل خمس سنوات ؟!!
فكان ما كان مما لست أذكره فظنَّ خيراً ولا تسأل عن الخبر
 فهل هذا معقول أيها الأستاذ الكريم ؟ تدرس صفاً واحداً وليس لك من الأسئلة إلا نموذجا يتيماً ؟ ما عسى القائل أن يعلق على هذه القصة وبماذا يمكن أن يوصف هذا الرجل ؟.. رُفِعَت الأقلام وجفت الصحف والتعليق متروك لذوق القارئ الكريم ، ودمتم بخير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق مهدي حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/21



كتابة تعليق لموضوع : المدرس و أسئلته اليتيمة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : صادق مهدي حسن من : العراق ، بعنوان : شكرا للأخ المعلق في 2011/02/27 .

السلام عليكم
نعم أخي العزيز.. بل أن هناك من لا يحسن أن يقرأ بالأسلوب الصحيح
شكرا

• (2) - كتب : متابع من : العراق ، بعنوان : معالجة الامية في 2011/02/21 .

الاستاذ صادق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقني هنالك نماذج اكثر من هذا المدرس
احدهم يدرس اللغة العربية في احدى المدارس
يحاسب الطلاب على الاملاء والانشاء
وحينما تطالبه ان يكتب اربعة اسطر فانه لايعرف كيف يجمع افكاره
لذا نرجو من وزارة التربية معالجة الامية لدى المدرسين





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net