صفحة الكاتب : مدحت قلادة

سقوط حائط المبكى
مدحت قلادة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حائط المبكى لدى اليهود هو الأثر الأخير الباقي لهيكل سليمان وسُمي بذلك الاسم  نسبة إلى الطقوس التي كان اليهود يؤدوها قبالة الحائط، حدادًا على خراب هيكل سليمان قبل القرن السادس عشر،  وأطلق احد الكتاب الليبراليين الدكتور"شاكر النابلسي"على بعض المواقع الاليكترونية اسم حائط المبكى لأن على صفحاتها تباكى معظم النشطاء الأقباط الذين دونوا مقالات واحدة تلوا الأخرى، تحمل شكوى من نظام مستبد ديكتاتوري اتبع أسلوب استعماري فاسد فكانت النتيجة آهات واعتداءات وأعمال قتل، وذبح، ونحر، وسرقة، واعتداءات طائفية دامية .

 
ولكن حمدًا لله تعالى لقد رحل هذا النظام الفاسد، وكان رحيله  ليس بفضل الأحزاب السياسية بل بفضل شباب مصر المخلص، هؤلاء الثوار الأحرار... الذي لم يقتصر دورهم على إسقاط النظام الذي أخصى الحياة السياسية بـ"مصر"قرابة ستة عقود، بل قاموا بعملية إحياء وتوحيد الشعب المصري، وإحياء نسيجه المنهك المدمر بواسطة هذا النظام... بالطبع مازال هناك بعض رموز النظام وبعض الجماعات التي تحاول العودة للوراء بأساليب مختلفة، ولكن هيهات فمعظم المصريين أدركوا أن الانتماء الواجب هو الانتماء لمصر، وأن محاولة التفرقة بين النسيج الواحد ستبوء بالفشل السريع نظرًا لوعى شباب مصر الرافض كل محاولات النيل من وحدة أبناءه، فها هي الصورة الجميلة التي غابت عن أعيننا منذ عقود، وهي صورة "كريستنيا"تصب المياه لأخيها"محمد "ليتوضآ، وها"محمد" يقف حارس لأخيه"بطرس"في صلاته في ميدان التحرير ليظهروا المعدن الحقيقي للشعب المصري، وبعملهم استطاعوا تغير الصورة لكل المصريين في الداخل والخارج أيضًا، فها رموز الأقباط في بلاد المهجر يجتمعون في"أمستردام"من أوروبا وأمريكا ليتحدثوا و يباركوا لأنفسهم وللمصريين على ثورة شباب اللوتس البيضاء، ويؤكدوا أن مصر إن كانوا تركوها جسديًا إلا أنهم حملوها في قلوبهم، ويحثوا على الاستثمار في مصر، ويطلبوا جموع الشعب المصري في الخارج لتعضيد البورصة ليتحد كل المصريين معًا حول أمهم مصر  منبع الحب والقلب النابض لجميع أبنائها، بلا تفرقة في شكل أو لون أو دين.
لقد بكى الأقباط كثيرًا من النظام البائد وسياسته الشيطانية التي مزقت النسيج الواحد، وفتح أثيرة لأفكار شيطانية مزقت النسيج الواحد، ولم يجد الأقباط سوى صفحات الانترنت والجرائد ليبكى على أطلال مصر التي ضاع منها الحب والإخوة والتالف الاجتماعي، وكان الشغل الشاغل للأقباط في بلاد المهجر الشكوى لكل المنظمات الحقوقية العالمية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، ليشكو نظام سأدي قاد بنفسه عمليات إرهابية وقتل وسفك الآخر، ليبقى جاسمًا على رئة المحروسة وعلى جثث أبنائها الأوفياء.
 
بفضل شباب"مصر"الواعي وثورته البيضاء تعيش مصر الآن مرحلة بناء دولة مدنية ليست دولة ثيؤقراطية، لتصبح مصر أم للكل لا تفرق بين شخص وآخر، دولة حقوق والتزامات لكل أبنائها دولة مدنية لن يخطفها حاكم مستبد أو فكر ديني مؤدلج، إنما دولة مدنية عصرية تسعى بجهد أبنائها الشرفاء لتواكب العصر الحديث وتشق نجاحات على كل المستويات اقتصاديًا وعلميًا وسياسيًا وأدبيًا وأخلاقيًا ... 
 
رسالة لكل قبطي انتهى عصر حائط المبكى، فالكل منا مدعو للعمل الجاد وأمام مصر صعوبات كثيرة شتى لننهض مصر من كبوتها الاقتصادية لنشارك في بناء مصر المستقبل، قديمًا كنا نجوب العالم بحثًا عن احد يسمع شكوانا ولكن الآن يجب أن نجوب العالم نُخبر بمصر المشرقة، ويجب أن نسعى لكل المنظمات العالمية لتعضيد"مصر" والمساعدة في بناءها الحديثة، لقد قامت"اليابان" و"ألمانيا"بعد حرب عالمية خرجت منها فقيرة معدمة، ولكن"مصر"ليست كذلك مصر تملك شبابها الأوفياء الأقوياء المحبين لها بكل قلوبهم فنمد يدًا للجميع، ونعمل مع الجميع لهدف  واحد وهو"مصر"أولاً وأخيرًا.
 
رسالة خاصة إلى قواتنا المسلحة ورجالها الشرفاء، أرجو أن تسيروا على نهج ثورة شباب مصر الذي جمعوا ولم يفرقوا بين ابنائها اننا متعطشون لدولة مدنية دولة مدنية تصون حقوق كل أبنائها كي لا تضيع ثورة شباب مصر بثمن بخس لتيارات منغلقة مؤدلجة كما أتمنى أن تسلم مصر لحكم مدني في وقت قريب.
" ان الظلم يجعل من المظلوم بطلاٌ، واما الجريمة فلا بد من يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء " من اقوال عمر المختار
" ابقى وجهك في اتجاه الشمس ولن ترى الظلال. هيلين كيلر
مدحت قلادة
  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مدحت قلادة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/21



كتابة تعليق لموضوع : سقوط حائط المبكى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net