صفحة الكاتب : وليد المشرفاوي

هل للعملية ألسياسية أن تثأر لنفسها ؟
وليد المشرفاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ان عرض ظاهرة الفساد الإداري والمالي في عراق اليوم...وهي تنخر بمعاولها القاسية جسد مجتمعنا المكلوم,والذي لم تشف جراحاته بعد على أيدي أزلام الديكتاتورية والاستبداد ماضيا وحاضرا... وقد اتفق الجميع بما فيهم سياسيو البلد على ان هذا الفساد المتفاقم ما هو إلا وجه آخر للإرهاب الأسود ,ولقد سمع الجميع استغاثة المواطن العراقي أيما استغاثة من شدة وطأة هذا الفساد على كاهله... وتصاعد ضغوط الفاسدين والمبتزين لقوته وقوت أطفاله,وملاحقته في اغلب مجالات حياته, ابتداء بفاتورة تطوعه لخدمة بلده سواء في دوائره المدنية أو العسكرية , مرورا بحيازته لمستمسكاته وانتهاء بمشاريع خدماته, وأخيرا في هدر موارد البلد المختلفة التي لاينكر حقه فيها, لأنها ممتلكات هذا الشعب أولا وأخيرا, فلماذا لا يستشاط الغضب المقدس...من فرط حياء أبناء بلد مثل العراق...حين تتبارى مراكز الاستقصاء الدولية وتتناقل الوسائل الإعلامية العدوة والصديقة معا بان العراق ينافس الدول الأكثر فسادا في العالم؟ فلو لم تكن هناك جدية لإنقاذ المواطن العراقي المسكين من براثن هذا المرض الفتاك ... فليكن الحرص على سمعة البلد , أسوة بالسواد الأعظم من بلدان العالم ,نحن نعتقد بان هناك الكثير من المخلصين في هذا البلد همهم البناء على مستوى  تثبيت دعائم العملية السياسية والشروع بقيام الكثير من المشاريع والمؤسسات على أمل ان تؤتي أكلها استراتيجيا, ولكن كيف تستقيم هذه الحالة مع ظاهرة فساد تهدف إلى القضاء على كل ما هو حي...؟ ما يلفت هو ان الفساد الإداري والمالي في بعض المواطن قد استفحل بانتقاله من حالة اللصوصية تحت جنح الظلام ...إلى حالة المافيوية المشخصة بمديري دفتها وسائقيها وناعقيها ...وقد بلغت بها الجرأة حدا تعلن فيه أسعار فاتوراتها كل بحسبه ... فالمواطن الذي يرغب بممارسة دوره في خدمة بلده وإعانة عائلته من خلال التطوع في أجهزة الشرطة والجيش وحراسة المنشات عليه ان يدفع لسماسرة الفساد(600)دولار مثلا...وللانتماء للدوائر (الحساسة) ستكون الرشوة اكبر بالطبع وكذا الحال للتوظيف في دوائر الدولة... ولطالبي الشهادات الجامعية ثمن معين وان كانوا لم يروا مقاعد الدراسة من قبل , وللوثيقة المدرسية ...والبطاقة الشخصية , وشهادة الجنسية, وجواز السفر ...هنالك الوسطاء الذين يبتزون المواطن المسكين...وهناك الموظفون والمديرون المتنفذون والذين يسيئون للقانون والنظام والمسؤولية تحت ستار الرتبة والوظيفة الحكومية ... وإذا ما مررت بالمقاولات لانجاز المشاريع الخدمية وطبيعة رسوها على مقاول دون آخر...مقابل ثمن طبعا ...وما يتعرض له ذات المقاول من ابتزاز من قبل مستويات إدارية وحتى غير إدارية ...ما يبرر لأولئك المقاولين إعطاء الرشوة عن طيب خاطر , لمن يقرر صلاحية العمل وتمامية المشروع فيما بعد ... وما الهزال الذي أصاب اغلب المشاريع الخدمية التي تبدو شكلية وصورية وترقيعية ووقتية إلا نتيجة لما يرافق المقدمات من فساد ...! ان المواطن ليلمس تباريا كبيرا واهتماما منقطع النظير في عرض المشاريع المستقبلية ...لكنه لم يجد تبار واهتمام بذات المستوى لتطهير المؤسسات التي ستتبنى انجاز هذه المشاريع من الفساد ... كما انه قد يتصاعد تفاعله بتعزيز قوات الشعب العسكرية والأمنية ويبني آماله على تنامي قدراتها وإمكاناتها لتشكل اسيجة منيعة لحمايته من كيد الإرهاب ولكن روائح فضائح العقود التسليحية التي تتداولها وسائل الإعلام تزكم انفه وتصيبه بالدوار والغثيان وغياب التفاعل وتلاشي الآمال .ان استفحال ظاهرة الفساد وبلوغها مستويات مخيفة أثرت بكل تأكيد على مشاعر المواطن العراقي سلبا لأنها آفة تأكل من جرفه كما يقال ...كما إنها أثرت سلبا على كل أطراف العملية السياسية بمختلف توجهاتها... وأكلت من رصيدها الشعبي الشئ الكثير بالطبع,وقد ضاعت بعض الشئ الحدود ما بين المحسن والمسئ في نظر عوام الناس , لانهم بإزاء ظاهرة متسعة المساحة قد تجبر على التسلح بسوء الظن لتفسيرها . فهل للعملية السياسية ان تثأر لنفسها ؟ لم يعد هناك من شك في دور الصداميين وقوى الإرهاب وداعميهم بتكريس حالة الفساد المالي والإداري بل توسيع رقعته واعتماده كسيف ذي حدين... لتموين ماكينة الإرهاب من جهة,ولإفشال التجربة السياسية الجديدة في العراق من جهة أخرى ,وللأسف هناك قسم من الفاسدين ممن حسبوا تاريخيا على رجالات العهد الجديد , أولئك الذين انحسر البعد العقائدي في قلوبهم ونضب الحس الأخلاقي في نفوسهم ورأوا في مواقعهم جنتهم التي حشروا إليها , أولئك الذين سقطوا في أول امتحان السراء واختبارها...تعبيرا عن عطش للموقع وشره في التهام الملاذ,فجعلوا من دوائرهم مرتعا للمواشي وحكرا على الأبناء والأقارب ...ومن لم يتصرف بإزاء موقعه بمسؤولية ويغمط حقوق الآخرين في التعين والتوظيف ...لايمنع عن ان يتصرف مع الموقع وما فيه كملك عضوض...فيثري بغير حق وتظهر عليه آثار نعمة لايستحقها,ان الأمل المعقود على الجهات المخلصة والشخصيات النابهة والطاقات الحريصة في ان تواجه هذا الخطر الداهم بجدبة اكبر , وان تتعاضد هذه الإطراف بتوحيد الرؤية والاشتراك في تشخيص أسباب المرض ومتابعة إعراضه والإصرار على علاجه الناجح بوضع الخطط اللازمة لذلك , وتقليص حلقات الروتين والتسريع بالإجراءات الحاسمة بحق مافيات الفساد وقطع شافتها في أية تربة نبتت...لكي تجف منابعه بشكل نهائي, ابتغاء خدمة المواطن العراقي وبالتالي كسب ثقته ولتزدهر أشجار البناء والأعمار وتثمر في ربوع بلدنا العزيز.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد المشرفاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/16



كتابة تعليق لموضوع : هل للعملية ألسياسية أن تثأر لنفسها ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net