صفحة الكاتب : علي البحراني

كاتالوغ الثورة
علي البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المتأمل لمسيرة الثورتين الناجحتين في تونس ومصر هي كالتالي: تجمع شباب في موقع تواصل اجتماعي دعوة للتظاهر من أجل الاصلاحات + تطبيق هذه الدعوة على أرض الواقع + استنفار النظام الحاكم واستخدام العنف ضد المتظاهرين المؤدي لإراقة الدماء + تأجيج مزيد من التواجد الشبابي في المظاهرات نتيجة العنف وتأييدهم من بقية شرائح المواطنين + محاولة الالتفاف على مطالب الشباب بظهور الحاكم بخطاب استعطافي + زيادة سقف المطالب المطروحة عند المتظاهرين + تدخل الجيش في المعادلة + استخدام البلطجية وفتح السجون لترويع المتظاهرين + رفع سقف المطالبات إلى اسقاط النظام + استخدام مزيد من العنف لإسقاط قتلى + مزيد من المظاهرات في انحاء البلاد ومطالبة بمحاكمة النظام = سقوط النظام. 
هذا الكاتالوغ الذي نجح لإسقاط نظام زين العابدين بن علي في تونس واستنسخ لإسقاط محمد حسني مبارك في مصر وقد اثبت نجاحه في التجربتين وها هي الطريقة ذاتها وبنفس الخطوات تطبق في اليمن– الجزائر– ليبيا وفي البحرين. 
الكاتالوغ اثبت نجاحه في التجربتين بالنسبة للشعب كما اثبت فشله الذريع بالنسبة للحكام فلماذا يستخدمونه هو نفسه بقية الحكام وهم قد تابعوا كيف سقطا من قبلهم فهل يسيرهم الله إلى نفس النتيجة باستخدامهم نفس الأخطاء التي استخدماها من هما قبلهم سبحان الله وكأن القدر مرسوم لإطاحة الأنظمة التي يعاني منها الوطن العربي لأنه متشابه في تركيبته وفي أنظمته من حجب للحقوق وقمع للحريات وتضييق على المعيشة فيكاد يكون الكل في الوطن العربي يعيش نفس المأساة ونفس الظروف برغم كل الثروات الفاحشة التي يختزنها أحشاء هذا الوطن الكبير وبرغم كل الطاقات المحتكرة لخدمة الحاكم دون غيره، كما أن حب السلطة أعماهم عن ما يمكن أن يفعله غضب الشعوب واحتقانه من نهب وسلب أمواله وحقوقه، يبدو أنه حان للحمل الوديع من مواطني الوطن العربي ان يتحول إلى مارد يقتلع الجور والظلم من منبته ليعم السلام والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروات ونبذ الاحتكار وتداول السلطة بانتخابات نزيهة حرة ومحاربة الفساد والعيش بكرامة دونما يمسها أحد بسوء، بكل أسى أن كل هذه المعاني يفتقدها العالم العربي بنسب متفاوتة بينها لكنها في النهاية موجودة في الوطن الكبير صادرها الحاكم دون أن يرف له جفن من عواقبها التي نشاهدها ونعيشها في وقتنا الحاضر. 
فرصة ذهبية لدخول التأريخ من قبل الحكام مرفوعي الرأس بدل ما حصل في تونس ومصر فرصة أن يخرج الحاكم معتذرا عما غفل عنه متنازلا عن احتكار السلطة والثروة معيدا لشعبه كرامته التي يستحقها ومستوى معيشيا يستحقه مؤمنا جميع القوانين التي تعيد للمواطن العربي إنسانيته متنحيا عن موقع السلطة بكرامة وسيكون بطلا قوميا تدرس حالته في الجامعات العالمية، فرصته أن يكون بطلا بدل أن يكون مخلوعا مطرودا محاكما بتهمة القتل والسلب والنهب والاستكبار والهتك والسرقة والبلطجة وجميع التهم التي يرتكبها من هم اقل واصغر مسمى وظيفي في حكومته لأنه المسؤول عنها. 
AL2000LA@HOTMAIL.COM

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي البحراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/20



كتابة تعليق لموضوع : كاتالوغ الثورة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net