صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح143 سورة هود الشريفة
حيدر الحد راوي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
لسورة هود الشريفة فضائل كثيرة , نكتفي بذكر واحدة منها , جاء في تفسير العياشي ج2 عن ابي جعفر (ع) قال : من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه الله عز وجل يوم القيامة في زمرة النبيين (ع) , ولم يعرف له خطيئة عملها يوم القيامة . 
 
الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ{1} 
نستقرأ الاية الكريمة في اربعة موارد : 
1- ( الَر ) : من الحروف المقطعة في القرآن الكريم , وتسمى الحروف النورانية , تطرقنا اليها فيما سبق , وقلنا انها سر من اسرار القرآن الكريم لا يدركه الى النبي (ص واله) والراسخون في العلم , وقلنا انها لو جمعت بعد حذف المتكرر كونت جملا ذات معنى عميق من قبيل : 
أ‌) نص حكيم قاطع له سر . 
ب‌) طرق سمعك النصيحه . 
ت‌) ( علي صراط حق نمسكه ) أو ( صراط علي حق نمسكه ) . 
وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي . " تفسير الصافي ج1 للفيض الكاشاني" . 
2- ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ) : يشير النص المبارك الى ان ايات القرآن الكريم محكمة من حيث المبنى والمعنى والنظم . 
3- ( ثُمَّ فُصِّلَتْ ) : يشير النص المبارك الى ان ايات القرآن الكريم بعد ان احكمت من حيث البناء والنظم والمعنى , فصلت بدلائل التوحيد والاحكام والعبر والمواعظ والقصص ... الخ . 
4- ( مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) : حكيم في تدبير شؤون الخلق , خبير بظواهر الامور وبواطنها .    
 
أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ{2}
تكمل الاية الكريمة موضوع سابقتها الكريمة , حيث ان من احكام وتفصيل ايات القرآن الكريم :  
1- ( أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ ) : التوحيد .
2- ( إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ) : يبين النص المبارك انه (ص واله) مرسلا منه جل وعلا , ( نَذِيرٌ ) , بالعذاب والعقاب للكافرين , ( وَبَشِيرٌ ) , بالثواب والاجر العظيم للمؤمنين الموحدين .         
 
وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ{3}
تستكمل الاية الكريمة موضوع سابقتيها الكريمتين , ونستقرأها في خمسة موارد : 
1- ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ) : من الشرك والمعصية . 
2- ( ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ ) : بالايمان والطاعة . 
3- ( يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ) : يشير النص المبارك الى ان كل من التزم بالاستغفار والتوبة سيعيش في دعة وبحبوحة , يسر ورخاء  في الحياة الدنيا , واضمر النص المبارك وعدا الهيا بذلك , ( إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ) الموت "تفسير الجلالين للسيوطي " , هو آخر أعماركم المقدرة " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .    
4- ( وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) : يشير النص المبارك الى ان الله تعالى سيعطي كل ذي فضل في دينه جزاء فضله ( عمله ) في الدنيا والاخرة معا .
5- ( وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) : وان تعرضوا وتنصرفوا عن ذلك , ( فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ) يوم القيامة .          
 
إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{4} 
نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 
1- ( إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ ) : في يوم القيامة . 
2- ( وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) : ومنها قدرته عز وجل على البعث والنشور والجزاء كل حسب عمله .    
 
أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{5}
نستقرأ الاية الكريمة في اربعة موارد : 
1- ( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ ) : يطوونها على عداوة النبي (ص واله) "مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي" , ظنا منهم ان ذلك يخفى على الله تعالى .
2- ( لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ ) : فيها رأيان : 
أ‌) يستخفوا من الله تعالى فلا يطلع رسوله (ص واله) والمؤمنين على ما في صدورهم . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" . 
ب‌) ليخفوا وجوههم من الرسول (ص واله) . "مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي , تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني " . 
عن الباقر عليه السلام أخبرني جابر بن عبد الله أن المشركين كانوا إذا مروا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حول البيت طأطأ أحدهم ظهره ورأسه هكذا وغطى رأسه بثوبه حتى لا يراه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله الآية . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني نقلا عن الكافي والعياشي" .        
3- ( أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) : يبين النص المبارك انهم يتغطون بثيابهم لئلا يسمعوا كلام الله تعالى  { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً }نوح7 , لكن الله تعالى يعلم ما يسرون ويخفون في قلوبهم , وما يعلنونه بأفواههم .  
4- ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) : ان الله تعالى عليم بما تخفيه وتضمره القلوب من النوايا والضمائر والسرائر .        
 
وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ{6} 
نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 
1- ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ) : يبين النص المبارك ان الله تعالى تكفل برزق كل دابة , واضاف : 
أ‌) ( وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا ) : تختلف الاراء في ( مُسْتَقَرَّهَا ) : 
أ)1- موضع قرارها ومسكنها . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .  
أ) 2- مسكنها في الدنيا او الصلب . "تفسير الجلالين للسيوطي ". 
أ) 3- مكان قرارها ما بين الاصلاب والارحام وفيما بعد ذلك , او مستقرها الذي لا تخرج منه كالحيتان في البحار . "مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي" . 
ب‌) ( وَمُسْتَوْدَعَهَا ) : هنا ايضا للمفسرين اراء عدة , تختلف من حيث البعد , وقد تلتقي من حيث المعنى : 
ب) 1-  قبل الاستقرار في أصلاب الآباء قبل الاستقرار في أصلاب الآباء . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" . 
ب)2- ( ومستودعها ) بعد الموت أو في الرحم . "تفسير الجلالين للسيوطي ". 
ب)3- حين تموت وتبعث منه او المكان الذي ستتركه كالطير والمسافر او الجنين . "مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي" .  
ب)4- ( وَمُسْتَوْدَعَهَا ) : حيث تموت . "تفسير البرهان ج3 السيد هاشم الحسيني البحراني ".       
2- ( كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) : ( كُلٌّ ) كل واحدة من الدواب ، ورزقها ، ومستقرها ، ومستودعها " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" , (  فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) مذكور في اللوح المحفوظ ، جاء في نهج البلاغة : قسم أرزاقهم ، وأحصى آثارهم وأعمالهم ، وعدد أنفاسهم ، وخائنة أعينهم ، وما تخفي صدورهم من الضمير ، ومستقرهم ومستودعهم من الارحام ، والظهور إلى أن يتناهى بهم الغايات . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .    
 
وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ{7} 
نستقرأ الاية الكريمة في اربعة موارد : 
1- ( وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) : روي عن الكافي عن عبدالله بن سنان قال سمعت ابا عبدالله (ع) يقول : ان الله خلق الخير يوم احد وما كان ليخلق الشر قبل الخير وفي الاحد والاثنين خلق الارضين وخلق اقواتها يوم الثلاثاء وخلق السماوات يوم الاربعاء ويوم الخميس وخلق اقواتها يوم الجمعة . "تفسير البرهان ج3 السيد هاشم الحسيني البحراني ".        
2- ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء ) : قبل خلقهما , القمي : وكان ذلك في مبدء الخلق .
وفي الكافي : عن الباقر عليه السلام إن الله عز وجل ابتدع الاشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله فابتدع السموات والارضين ولم يكن قبلهن سموات ولا أرضون أما تسمع لقوله تعالى : ( وكان عرشه على الماء ) .وفيه ، وفي التوحيد : عن الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( وكان عرشه على الماء ) فقال : ما يقولون ؟ قيل : يقولون : إن العرش كان على الماء والرب فوقه ، فقال : كذبوا من زعم هذا فقد صير الله محمولا ، ووصفه بصفة المخلوقين ، ولزمه أن الشيء الذي يحمله أقوى منه ، ثم قال : إن الله حمل دينه وعلمه الماء قبل أن يكون سماء وأرض أو جن أو إنس أو شمس أو قمر , وفي حديث القمي : وكان الماء على الهواء ، والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما ، والماء عذب فرات . أقول : تأويل هذه الاخبار عند الراسخين في العلم . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .    
3- ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) : أي خلقهن لحكمة بالغة وهي أن يجعلها مساكن لعباده وينعم عليهم فيها بفنون النعم ، ويكلفهم ويعرضهم لثواب الآخرة ولما شبه ذلك اختبار المختبر قال : ( ليبلوكم ) أي ليفعل بكم ما يفعل المبتلى لأحوالكم كيف تعملون ، ولما كان في الاختبار معنى العلم ، وهو طريق إليه قال : ( أيكم أحسن عملا ) . في الكافي : عن الصادق عليه السلام ليس يعني أكثركم عملا ولكن أصوبكم عملا ، وإنما الاصابة خشية الله ، والنية الصادقة . وروى العامة : عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيكم أحسن عقلا ، وأورع عن محارم الله ، وأسرع في طاعة الله  .     
4- ( وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ) : يصعب على المشركين والكفار تقبل حقيقة البعث بعد الموت , وان حدث على سبيل الافتراض من قبلهم , فيصفون ذلك بالسحر , او يتهمون النبي محمد (ص واله) بأنه ساحر ( كما في بعض القراءات التي اشار اليها تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني وكذلك تفسير الجلالين للسيوطي ) .          
 
وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ{8} 
نستقرأ الاية الكريمة في اربعة موارد : 
1- ( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ ) : (  أُمَّةٍ ) هنا تعني اوقات . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي " .           
2- ( لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ) : يقولون على سبيل الاستهزاء ( ما يمنع العذاب عن حلوله علينا ) ! . 
3- ( أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ ) : لا يدفع ولا يرفع العذاب عنهم حين حلوله . 
4- ( وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) : ونزل بهم ما كانوا يسخرون منه ويستهزئون به .    
 
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ{9}
تشير الاية الكريمة الى طبيعتين من طبائع الانسان , اشد ما تنطبقان واكثر ما تتواجدان في الكافر اكثر منهما في المؤمن , وكلاهما يتركزان في الاحوال السلبية او التي لا يرغب الانسان المرور بها  ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ) , الصحة والعافية , النعمة والغنى ... الخ , (  ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ ) , سلبناها منها , او جردناها عنه :
1- ( إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ ) : الطبيعة الاولى , يؤوس كثير وشديد اليأس والقنوط , ينقطع معه رجاء عودة النعمة المنزوعة عنه , وكذلك ينقطع امله ورجاءه في فضل الله تعالى ومنه .
2- ( كَفُورٌ ) : الطبيعة الثانية , كثير الكفران لنعمة الله تعالى .           
 
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ{10}
تشير وتذكر الاية الكريمة ثلاثة طبائع اخرى من طبائع الانسان , وتتواجد في الكافر اكثر منها في المؤمن , وتتمركز في الاحوال الايجابية او التي يرغب بها الانسان , ( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ ) , كالصحة بعد السقم والمرض , والغنى بعد فقر ... الخ , ( ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ) , اي المصائب والمشاكل التي احزنته واهمته , فأساء التفكير وظن انها لن تعود اليه ولن يمر بها مرة اخرى :   
1- (  إِنَّهُ لَفَرِحٌ ) : يبطر بالنعمة , يغتر بها , حتى ينسى المنعم والمتفضل جل وعلا . 
2- (  فَخُورٌ ) : يتفاخر بما لديه , ويفاخر به الناس , فينسى شكر المنعم والمتفضل جل وعلا . 
3- ( من اطال الامل اساء العمل ) "الامام علي (ع)" , ان حاصل ضرب النعمتين المذكورتين اعلاه , ينتج اطالة الامل , وبدوره يولد وينتج اساءة العمل .   
 
إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ{11}
تستثني الاية الكريمة (  الَّذِينَ صَبَرُواْ ) , على الشدائد وما مر بهم من الضراء والبؤس , ايمانا واحتسابا  وتسليما لامره وقضائه جل وعلا , (  وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ) , وعملوا الصالح من الاعمال في الرخاء , شكرا لله تعالى , (  أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ) , يتضمن النص المبارك وعدا ربانيا لهم بالمغفرة والاجر الكبير .    
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/19



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح143 سورة هود الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net