صفحة الكاتب : وجيه عباس

العراقي...بين كعبتين!!
وجيه عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العراق كعبة لاتختلف عن كعبة مكة التي امر الله الناس بالطواف حولها،سوى ان كعبة العراق توقفت في الزمان عند فتح مكة الاولى ولم تتقدم الى مابعد ذلك حتى الان بالرغم من وفود مهدّم الاصنام نفسه(ع ) اليها والسكن فيها بعد ان وُلد في الأولى، لكن الكارثة ان عبّاد اصنام الجزيرة تبعوه الى مسجد الكوفة واغتالوه وهو ساجد لله في محراب الكوفة ونصبوا تمثالا لمعاوية وهو يرفع يده لتحية العراقيين في ساحة الفردوس البعثي.
كعبة مكة كانت تضم (364) صنما على ظهر وبطن الكعبة،كل قبيلة اختصت بصنم واحد،واذا كانت كبيرة اختصت وفق نظام المحاصصة بعدة اصنام لتشكّل اغلبية الاصنام في دار الندوة،وحين وجدوا التهديد المحمدي يطرق ابوابهم وخطوط شركاتهم للاتصالات التجارية وخشية ان تفقد شركات ابي سفيان وابي جهل لشركات(قريش سيل) و(معيط سيل) اسهمهم في سوق الجاهلية للاوراق المالية،اعلنوا اندماجهم ضد تجربة الحركة المحمدية واعلوا كلمة الثلاثي الوكح (هبل واللات والعزى) واطلقوا عليها لقب الرئاسات الثلاث وتم تخصيص موازنة ضخمة كمنافع اجتماعية لمن يواليهم،بينما تركوا حرافيش الجاهلية يحتلون الطرق كلا حسب قوة دستور ميليشياتهم القديمة التي انتجت مليون ميليشيا مهمتها تمليش الاسلام تمليشا!!.
العراق صاحب الحضارات تحوّل في هذا الزمن الضائع الى صانع حفّاظات،البلاد التي كانت تمر بالعراق لتطهير انفسها اصبحت لاتمر بالعراق الا وعلى وجوهها كمامات حرب كيمياوية،رائحة الوطنية العراقية تزكم الانوف العربية المزكومة بينما سقط العراقيون تحت حافري ثورين قويين يملكان من القوة مايطيلان حربهما الى عشر سنين ليسقطا في النهاية لاغالب ولا مغلوب حين يصرف الثور على الاخر نظرة واحدة يعترفان فيها انهما كانا عبارة عن ثورين يحرثان ارضهما بإمرة غرباء!.
الجاهليون الذين جمّعوا (364) صنما كانوا مبدعين في كفرهم،وصلت اليهم حضارة اليونان كما وصلت الى العراقيين ثقافة افغانستان الممتلئة بالقمل الافغاني الوهابي،اعطوا لكل صنم وظيفة بمرسوم قريشي ،هناك اله الزرع واله المطر واله النسل واله الخير واله الشر بعد أن استعاروا وظائف اصنام الحضارة الرومانية،بينما اتينا في العراق بعد سقوط الصنم الاكبر في ساحة الفردوس وحيدا من دون ان يقول له احد كلمة(اصملله)،لكن الغريب بدل ان تعلو كلمة (لااله الا الله محمد رسول الله) اخترعت لنا العشائر الوافدة والحاضنة الها غير الله(وحاشاه من التثنية) ورسولا غير محمد الغريب ص واله( ربما محمد بن عبد الوهاب المطرب والوهابي)،واخترعنا وظائف اصنام جديدة،فهناك اله للخمط واله للفط واله للصك واله للعلس واله للتفجير واله للتكفير، بدل ان نلتف حول العراق التففنا حول اصنام الهوى والسلطة فسجد لها الفارغون من الوعي،خلقنا اصناما ووزعناها في برلمان بيت الندوة فارسلنا اليهم 325 صنما تتناطح بينها من اجل ان يبرون قلما ليكتبون به حرف العين من كلمة(عراق)،بينما توزعت الاصنام الباقية على مرافق الدولة والحكومة الصحيتين من اجل اخراج عراق صحي لايأتيه الديتول من بين يديه ولا من خلفه!
حتى الان لم يفهم العراقيون الفرق بين عبادة البيت وعبادة رب البيت،ومازال الثوران القويان حتى الان يتصارعان في حلبة البلاد بفعل المنشطات الطائفية الاقليمية لاطالة امد الحرب في العراق بينما تستمر سباقات الهجن والبعران في البلاد التي مازالت حتى الان تركب البعران قرب ناطحات الخراب!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وجيه عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/15



كتابة تعليق لموضوع : العراقي...بين كعبتين!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net