المفاجأة الكبرى من أين يستقي الحيدري اشكالاته على الحديث ؟؟؟
مجلة الامين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  

بسمه تعالى 
كلنا نتذكر كمال الحيدري حينما ادعى ان حديث حب علي حسنة لا تضر معها سيئة يعارض قوله تعالى:(من يعمل سوءا يجز به) . 
فهل التفت الحيدري إلى إشكال وارد على الحديث الشريف لم يلتفت إليه غيره أم ماذا ؟؟ 
الحقيقة المرة أنه لم يأت بشيء جديد من عنده، ودعوى التعارض موجودة من قبل كما سيتضح. 
ولكن المفاجأة أنه أخذ الشبهة من السلفية والوهابية !!!!!!!!! 
عجيب!!! قد تتعجبون جميعا هل كمال الحيدري أصبح يردد شبهات الوهابية بدل أن يرد عليها ؟؟!! 
أقول : نعم، وبكل أسف، والدليل: هو كتاب (أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق( فهذا الكتاب أعزائي هو حصيلة جهد الوهابية ، فقد جمعوا قواهم وعقولهم الهدامة ليجمعوا أكبر عدد من الأسئلة والتشكيكات في كتاب واحد، فكان هذا الكتاب، وطبعوه ونشروه بشكل واسع جدا، وبثوه على الفضائيات والانترنت، لعلهم يؤثرون على بعض الشيعة غير المثقفين لا سيما من الشباب، ولكن لم يخطر ببالهم أن يتأثر بها من يتصدى للرد عليهم، وهو كمال الحيدري، ولكن العجب والغرور يودي بالمرء، وللأسف تأثر الحيدري بالسؤال رقم 102 من هذه الأسئلة، فعاد بعد سنوات من طباعة ذلك الكتاب ليطرح نفس السؤال في برنامج مطارحات في العقيدة ويقر بالتعارض. 
ولكن قد يتساءل بعضكم أعزائي: هل تصدى علماؤنا بالرد على أسئلتهم وشبهاتهم ؟ 
والجواب البديهي والتاريخي: نعم، فإن علماءنا الأبرار كانوا لهم بالمرصاد كديدنهم، وتصدى للرد على شبهاتهم - وطبعا أغلبه مكرر ومجاب عنه سابقا- عدد من علمائنا الفضلاء، وأذكر منهم سماحة العلامة المحقق الشيخ مهدي المصلي القطيفي، وانتشرت ردوده على الانترنت، ومنهم سماحة العلامة المحقق الكبير السيد جعفر مرتضى العاملي، وطبعت ردوده تحت عنوان (ميزان الحق شبهات وردود) وذلك عام 2010، ويقع الكتاب في 4 مجلدات، واللطيف ان سماحة المحقق السيد جعفر ألف كتابه هذا خلال شهر ونصف فقط، كما صرح بذلك في آخر المجلد الرابع. 
ويقع السؤال الذي حير الحيدري رقم 102 في المجلد 3 من ميزان الحق ص 64 ، وسأذكر السؤال و جواب السيد جعفر مرتضى العاملي -باختصار مني ليتناسب مع المقالة- ؛ لعل أحد الإخوة ينقله لكمال الحيدري، فيفهم الجواب وتزاح عنه الشبهة. 
السؤال رقم 102: لقد جرأ الشيعة أتباعهم على ارتكاب الآثام والموبقات بدعواهم أن حب علي حسنة لا تضر معها معصية، وهذه دعوى يكذبها القرآن الذي يحذر في معظم آياته من المخالفات والنواهي تحت أي دعوى، ويقرر أنه :( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا).
الجواب: 
قال السيد العاملي: 
أولا: إن القول بأن (حب علي حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا تنفع معها سيئة) ليس قولا صنعه الشيعة، بل هو رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله - وذكر في الحاشية مصادر الحديث من كتب السنة ومنها: مناقب الخوارزمي ونزهة المجالس للصفوري الشافعي وكنوز الحقائق وينابيع المودة وغيرها الكثير من كتب السنة -. 
ثانيا: إن العلماء قد بينوا معنى هذا الحديث لعموم الناس، وعرفوهم: أنه يجب أن لا يضر في حرصهم على تجنب الآثام، والتزام العمل بما يرضي الله تعالى، حيث إن معنى هذا الحديث: أن حب علي عليه السلام لا يمكن أن يتعرض للحبط، لأن من يحب عليا عليه السلام لا يمكن أن يصدر منه ما يوجب الحبط، مثل الجرأة على رسول الله صلى الله عليه وآله، فهو لا يقدم بين يديه، ولا يجهر له بالقول، وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون).
ولا يفعل غير ذلك من المعاصي التي توجب حبط ثواب هذا الحب، أو توجب ذهاب حسنه، ما دام هذا الحب باقيا، كتحليل ما حرم الله وإنكار الضروريات وغير ذلك... 
وهذا المعنى لا يكذبه القرآن، بل يصدقه ويقويه، لأنه يتوافق مع الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام: يا جابر أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت ؟! فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه. وهذا المعنى صحيح ومقبول، وهو أسلم وأصح وأوضح دلالة من الحديث القائل عن أهل بدر: إن الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة. أو فقد غفرت لكم - وذكر في الحاشية مصادر الحديث من كتب السنة كالبخاري وفتح الباري والبداية والنهاية وغيرها- ؛ لأن هذا الحديث فيه خلل يجعلنا نشك بصدوره من رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه الكيفية. 
ثالثا: هنا ألزم السيد المخالفين الذين يقولون إن السنة قاضية على الكتاب ، فلا يحق لهم إيراد هذا الاشكال.
ثم قال سماحة السيد جعفر: 
خلاصة وتوضيح: هناك أربع حالات: 
أولاها: أن يناقض الحديث القرآن ويخالفه، فهذا الحديث باطل بلا ريب. 
الثانية : أن يوافقه. 
الثالثة: أن لا يظهر أنه موافق ولا مخالف، كما في الحديث الذي يتعرض لتفاصيل الصلاة. 
الرابعة: أن يخالفه بالعموم والخصوص، والاطلاق والتقييد، فهذه مخالفة بدوية، تزول بعد حمل العام على الخاص، والمطلق على المقيد.. والذي يجب رده هو خصوص الصورة الأولى كما هو واضح. انتهى كلام السيد ملخصا. 
ملاحظة: لا يخفى وجود أجوبة أخرى من علمائنا لشبهة الحيدري والوهابية هذه، ومنها: جواب سماحة آية الله الشيخ محمد سند، وجواب سماحة العلامة الشيخ علي الجزيري، وهي منشورة ومتوفرة في الانترنت. =================== وأخيراً أقول للحيدري: =================== 
الرجاء كلما قرأت في كتب المخالفين شبهة وأعجبت بها، أو خطر في ذهنك اشكال، لا تتسرع بتبنيه قبل مراجعة أهل الخبرة، إما من خلال الكتب المختصة بالرد على الشبهات، أو تكلف اللجان التي تعمل عندك للبحث في كتب علمائنا؛ فإن أغلب الشبه قد أجاب عنها علماؤنا، فإن لم تجد ولم يجدوا فأرسل أحدهم ليسأل العلماء الربانيين في مذهب القرآن والعترة، ويأتيك بالجواب خفية إن كنت تستحي أو تخجل من سؤالهم؛ ولا تبادر إلى تبني الشبهة وطرحها على الملأ العام والفضائيات.
فاقبل مني هذه النصيحة حفاظا على شخصيتك وسمعتك. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مجلة الامين

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/13



كتابة تعليق لموضوع : المفاجأة الكبرى من أين يستقي الحيدري اشكالاته على الحديث ؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : وفاء السنبلي ، في 2014/01/11 .

اود ان اسال الاخ الكاتب المحترم

ومذا لو لم اقتنع بجواب السيد العلامة جعفر العاملي ولا غيره لانها وحسب الضوابط العلمية والفلسفية والعقدية التي اتبعها على وفق معالم مدرسة اهل البيت ع ومنهجها من تقديم الكتاب على السنة بنص حديث الثقلين وغير ذلك

فهل انني خرجت عن المذهب مثلا؟ ام ماهو التصنيف الذي تنصحون بان اُتصف به وفق منهجكم اخي الكاتب.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net