صفحة الكاتب : حميد الموسوي

وما بعد العيد
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  
لابد من ان شهر رمضان المبارك  -والذي حل هذا العام في صيف لاهب وحرارة غير طبيعية زادت اجواء العراق الملتهبة اصلا اشتعالا وسعيراً مع غياب شبه تام للكهرباء ومفردات البطاقة التموينية، واستمراراً لايراعي حرمات ولا مقدسات في عمليات التفجير والقتل والحرق مع ان الشياطين مكبلة في هذا الشهر الكريم-  لابد انه ترك اثراً في نفوس من استطاعوا صيامه ومن لم يستطيعوا، ولابد انه غيّر بعض ما في النفوس من طباع رديئة ومطامع وضغائن ومساوي وغسل احقادها وعدوانيتها وازال ما كدرها ولوثها من شوائب او على اقل تقدير جعلها تعيد النظر في مواقفها وسلوكياتها وتعاملها مع الآخرين وشعورها بالمسؤولية والأ فسيكون صيامه وبمثل هذه الاجواء والظروف مجرد اسقاط فرض مدفوع الثمن عطشاً وجوعاً ومعاناة، ومفرغ من محتواه وهدفه الذي يمثل رحلة سنوية ووقفة مع الذات لأعادة الدراسة لحسابات عام كامل.
من الطبيعي ان يكون المسؤولون في مقدمة المقصودين بهذه المطالب، والمصاديق الاوضح لهذه المعاني والدلالات. أما عامة الناس فستكون الوطأة أقل واخف مع انهم ملزمون باعادة النظر في سلوكهم وتعاملهم اليومي بدءاً بعوائلهم ومروراً بجيرانهم واقاربهم وزملائهم والمتعاملين معهم وانتهاءاً باخلاصهم بعملهم والتزامهم بواجباتهم.
كانت ولائم ودعوات الافطار التي اقامها المسؤولون وجمعت الفرقاء والمتفقين والمتناوئين والمتقاطعين وقيل انها لاذابة الجليد، ولا ادري عن اي جليد يتحدثون ودرجة الحرارة عبرت الخمسين ومازالت ونحن في شهر تموز تراوح بين سبع واربعين وخمس واربعين؟!. لاشك انها كانت امتصاصاً لنقمة الشارع المأزوم بكل مايحطم الاعصاب وينغص العيش ويسوّد الحياة من مصائب ونوائب ومعضلات في وقت يتاجر فيه المسؤولون بالآم الناس معطلين الحياة و "مترهين" .
كل التصريحات التي اعقبت ولائم الافطار تحدثت عن ذوبان جليد وكسر جمود وتقارب وجهات نظر، واذرع ممدودة، وصدور "وجيوب" مفتوحة، وفرص قائمة وعروض متاحة، لكنها وكعادتها في التسويف: فبعد الانتخابات صار بعد ظهور النتائج، وهذه مرتبطة باذابة الجليد، ولا تتم اذابة الجليد الاّ بعد العيد، "ويعالم". فقد يمتد مسلسل "البعد" العراقي الى بعد الحج ، والبرلمانيون الجدد متهيئين ومتحضرين ومتلهفين ومنهم من اشترى "الاحرام" خلال سفرته للعمرة! ويابختكم ياعراقيين.
شط بنا القلم وابعدنا الحديث. مشكورة بعض الفضائيات التي ساهمت في ادخال الفرحة الى بيوت بعض العوائل العراقية المتعففة ومسحت على رؤوس يتامى التهجير والتفخيخ والغدر والتصفيات، وواست الارامل والمنكودات والف شكر لاهل الخير الذين بذلوا وقدموا واطعموا في هذا الشهر الفضيل.
وعيد خير ويمن وسلام وبركات على العراق والعراقيين وخاصة على من صام تقربا واحتسابا، صادق النوايا، مخلصا في عمله كاف اذاه ولم يفطر الاّ على اللقمة الحلال صابرا على معاناته وشظف عيشه في هذا الحر اللاهب.
ولا اعاد الله العيد على كل من ساهم في اراقة دماء العراقيين حتى في هذا الشهر الفضيل. ولا اعاد الله العيد على من سرق قوت العراقيين او تاجر بالامهم ومعاناتهم من الفاسدين والمفسدين والمرتشين.
وكل عام والعراق والعراقيون الطيبون بمليار خير وامن وامان ورفاه ومحبة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/13



كتابة تعليق لموضوع : وما بعد العيد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net