صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تاملات في القران الكريم ح141 سورة يونس الشريفة
حيدر الحد راوي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{87}
تبين الاية الكريمة ان الله تعالى اوحى لموسى وهارون (ع) اربعة امور : 
1- ( أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً ) : يخاطب النص المبارك موسى وهارون (ع) خطاب المثنى , ان يجعلا لهما من البيوت ما يكون مرجعا . 
2- ( وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) : مكانا للصلاة , يخاطب النص المبارك بصيغة الجمع , فيفهم انه موجه  موسى وهارون (ع) واتباعهما , والا لو كان خاصا بهما (ع) لخاطبهما بصيغة المثنى كما في النص المبارك الذي سبقه . 
3- ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ ) : الامر بأقامة الصلاة للجميع ( صيغة النص المبارك صيغة الجمع ) . 
4- ( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) : بالنصرة في الدنيا والجنة في العقبى "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني " , النص المبارك يخاطب بصيغة المفرد , فمن المقصود به , في ذلك عدة اطروحات نذكر منها على سبيل المثال : 
أ‌) موسى (ع) . 
ب‌) موسى وهارون (ع) , كلا على حدة . 
ت‌) النص المبارك موجه لكل نبي او رسول , فكلهم (ع)  بشروا الناس بهذه البشارة . 
ث‌) ان يكون النص المبارك موجها للنبي الكريم محمد (ص واله) , لان القرآن نزل عليه وهو خاتم الرسل والانبياء (ع) .    
 
وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ{88}
نستقرأ الاية الكريمة في اربعة مواقف : 
1- ( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ ) : القمي : أي يفتنوا الناس بالأموال ليعبدوه ولا يعبدوك واللام للعاقبة "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني " .
2- ( رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ ) : اهلكها , امحقها , اذهبها . 
3- ( وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) : غلظها فتقسو , فلا تنشرح للايمان , فيثبتوا في مقامهم هذا .  
4- ( فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ) : لا يؤمنوا حتى يلاقوا العذاب الشديد المؤلم .        
(لما لم يبق له طمع في إيمانهم اشتد غضبه عليهم فدعا الله عليهم بما علم أنه لا يكون غيره ليشهد عليهم أنهم لا يستحقون إلا الخذلان ، وأن يخلى بينهم وبين إضلالهم ، ومعنى الطمس على الاموال تغييرها عن جهتها إلى جهة لا ينتفع بها ، قيل صارت جميع أموالهم حجارة ) "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني " .  
 
قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ{89}
تروي الاية الكريمة ان الله تعالى استجاب لدعوة موسى وهارون (ع) , لكن الاية الكريمة السابقة اشارت الى ان الداعي كان موسى (ع) فقط , حيث كان موسى (ع) يدعو وهارون (ع) يؤمن ( آمين ) على دعائه "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي" . 
ويلاحظ ايضا سرعة استجابة الدعاء , كما اوضحنا سابقا ان كل دعوة في القرآن الكريم  تبدأ بـ ( رب ) او ( ربنا ) تكون الاستجابة لها فورية , اما في نفس الاية الكريمة , او في الاية الكريمة اللاحقة . 
اوضحت الاية الكريمة ان الدعوة قد استجيبت , فيما يروى ان الدعوة استجيبت بعد اربعين سنة , وهذا ما ذهب اليه الفيض الكاشاني في تفسير الصافي ج2 والسيوطي تفسير الجلالين والسيد هاشم البحراني في تفسير البرهان ج3 , واضافت الاية الكريمة امرين : 
1- ( فَاسْتَقِيمَا ) : الزما ما انتما عليه من الدعوة والحجج والبراهين . 
2- ( وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) :  طريقة الجهال في استعجال اجابة الدعوة , وفي هذا درس لكل مؤمن يدعو ربه , حيث يستعجل الاجابة بجهله , والله تعالى يؤخرها ويعجلها لحكمته .     
 
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{90}
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 
1- ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ) : يشير النص المبارك الى ان الله تعالى مكن بني اسرائيل من عبور واجتياز البحر بسلام . 
2- ( فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً ) : يشير النص المبارك الى ان فرعون وجنوده تبعوا بني اسرائيل ظلما واعتداءا .  
3- ( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) : يروي النص المبارك ان فرعون لما ادركه الغرق اقر اقرارين : 
أ‌) ( آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ) : مما يلفت النظر في النص المبارك ان فرعون لم يذكر اسم الله تعالى , بل اكتفى بقوله الاله الذي امنت به بنو اسرائيل , المطلع على اللغة العبرية يلاحظ انها لا تحوي على اسما له جل وعلا , كما هو الحال في اللغة العربية وغيرها من اللغات , فيكتفي  العبرانيون بالاشارة اليه جل وعلا بـ ( هو ) او ( يهوه ) وتعني ( يا هو ) , واقتبس المصريون المثال الدارج عندهم ( الي ما يتسماش ) من اليهود وتعني الذي ليس له اسم .  
ب‌) ( وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) : يشهد فرعون لنفسه انه من المسلمين , المنقادين الخاضعين لله رب العالمين وما جاء به موسى (ع) .          
ان اقراري فرعون كانا من العيار الثقيل , حيث اقر بربوبيته جل وعلا واستسلامه وخضوعه لامره عز وجل , وحرص فرعون على ان يرددهما ثلاثة مرات كلا على حدة , طمعا في القبول , لكنه اخطأ التوقيت , ولو قالها ( مؤمنا , مسلما ) في الوقت المناسب ولو مرة واحدة لكفى واكتفى بذلك . " الفيض الكاشاني في تفسير الصافي ج2 وتفسير الجلالين للسيوطي والسيد هاشم البحراني في تفسير البرهان ج3" .    
 
آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{91} 
تضمنت الاية الكريمة ردا على فرعون , ونستقرءها في ثلاثة موارد : 
1- ( آلآنَ ) : الان وفي هذه اللحظة بالذات تعلن ايمانك , بعد ان ايست من نفسك , وذهب جنودك , وزال كبرياءك , فشعرت بالضعف والبؤس .  
2- ( وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ) : وكنت عاصيا متمردا طيلة عمرك , حيث مكث موسى وهارون (ع) في مصر اربعون سنة .  
3- ( وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) : فاسدا مفسدا , ضالا مضلا , بعيدا مبتعدا عن الحق باعدا مبعدا الناس عنه .        
القمي : عن الصادق عليه السلام ما أتى جبرئيل عليه السلام رسول الله إلا كئيبا حزينا ولم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون فلما أمره الله بنزول هذه الآية ( وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) نزل عليه وهو ضاحك مستبشر ، فقال رسول الله ما أتيتني يا جبرئيل إلا وتبينت الحزن من وجهك حتى الساعة ، قال : نعم يا محمد لما غرق الله فرعون ( قال آمنت أنه لا إله إلاّ الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) ، فأخذت حمأة فوضعتها في فيه ثم قلت له : ( الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) وعملت ذلك من غير أمر الله عز وجل ثم خفت أن يلحقه الرحمة من الله عز وجل ويعذبني الله على ما فعلت ، فلما كان الآن وأمرني الله عز وجل أن اؤدي إليك ما قلته أنا لفرعون أمنت وعلمت أن ذلك كان لله تعالى رضا . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , وروى السيوطي في تفسير الجلالين ما يشابه المضمون " . 
 
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ{92} 
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 
1- ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ) : ننقذك عاريا عن الروح مما وقع فيه قومك من البحر ، أو نلقيك على نجوة من الارض ، وهي المكان المرتفع ليراك بنو إسرائيل . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني " . 
2- ( لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) : يشير النص المبارك الى ان الله تعالى جعل فرعون اية لمن خلفه ( بني اسرائيل وغيرهم ) , مما كان سائدا ومتعارفا , ان فرعون اجل شأنا من ان يغرق , فأخبر موسى (ع) بني اسرائيل بغرقه , فلم يصدقوه , فأمر الله تعالى البحر فلفظ به على الساحل حتى رأوه ميتا . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , وكذلك روى السيوطي في تفسير الجلالين ما يشابه الحال " .    
( آيَةً ) : علامة يظهر لهم عبوديتك ومهانتك . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي " .  
3- ( وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) : لا يفكرون ولا يتدبرون ولا يعتبرون , ( النَّاسِ ) , اهل مكة . " تفسير الجلالين للسيوطي " .     
 
وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ{93}
نستقرأ الاية الكريمة في اربعة موارد : 
1- ( وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ ) : يشير النص المبارك الى ان الله انزل واسكن بني اسرائيل منزلا طيبا في مصر والشام . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي , تفسير البرهان ج3 السيد هاشم الحسيني البحراني" .  
2- ( وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ) : مما لذ وطاب من الرزق الحلال , النافع للجسم , و الذي لا ضر فيه . 
3- ( فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ ) : يستفاد من النص المبارك ان بني اسرائيل كانوا امة واحدة , فأختلفوا وتفرقوا شعبا عدة لما جاءهم العلم , وفي ( الْعِلْمُ ) رأيين : 
أ‌) في قراءتهم للتوراة , فكل فرقة فهمت شيئا مختلفا عن الفرقة الاخرى . 
ب‌) ما جاء في التوراة من الاخبار عن النبي الكريم محمد (ص واله) بنعوته ومعجزاته , فأنقسموا بين مؤيد وبين معترض .  " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني" .  
4- ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) : يشير النص المبارك الى ان الله تعالى يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه وتفرقوا ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .           
 
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ{94} وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ{95}
القمي : عن الصادق عليه السلام لما اُسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء ، وأوحى الله إليه في علي عليه السلام ما أوحى : من شرفه ، ومن عظمته عند الله ، ورد إلى البيت المعمور ، وجمع له النبيين وصلوا خلفه عرض في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عظم ما أوحى إليه في علي عليه السلام فأنزل الله : ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فأسأل الذين يقرؤن الكتب من قبلك ) . يعني الانبياء ، فقد أنزلنا إليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا إليك في كتابك ( لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين ) فقال الصادق عليه السلام : فو الله ما شك وما سأل . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير البرهان ج3 للسيد هاشم الحسيني البحراني" .  
 
إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ{96}
تشير الاية الكريمة الى ان الذين ثبتت ووجبت عليهم ( كَلِمَتُ رَبِّكَ ) , بالعذاب , بأنهم يموتون على كفرهم , ( لاَ يُؤْمِنُونَ ) لا يصدقون ابدا .  
 
وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ{97} 
تستمر الاية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة , وتبين انهم لو جاءتهم كل اية عندها يؤمنوا , لكن ايمانهم لا ينفعهم , كما لم ينفع فرعون , حيث لا ايمان عند حلول العذاب . 
القمي : الذين جحدوا أمير المؤمنين عليه السلام عرضت عليهم الولاية وفرض الله عليهم الايمان بها فلم يؤمنوا بها . " تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير البرهان ج3 للسيد هاشم الحسيني البحراني" .  
 
فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ{98} 
نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 
1- ( فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا ) : المراد بالقرية اهلها ( سكانها ) , لم يكن ينفعهم الايمان عند نزول العذاب , كما حدث لفرعون وجنوده . 
2- ( إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ) :  لكن قوم يونس (ع) لما رأوا امارة ( علامة ) العذاب امنوا , ولم يؤخروا ايمانهم الى حلوله عليهم , فتقبل الله تعالى ايمانهم , ورفع عنهم العذاب في الحياة الدنيا , ومتعهم فيها , حتى انقضاء اجالهم .    
الاية الكريمة ضربت مثلا لقريتين , الاولى امنت عند حلول العذاب عليها , فلم ينتفعها ايمانها , والاخرى امنت قبل حلول العذاب , فأنتفعت بأيمانها . 
 
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ{99}
روي السيد هاشم الموسوي البحراني في تفسير البرهان ج3 ملخصا بخصوص الاية الكريمة , فنكتفي بما اورده ( علي بن ابراهيم , ثم قال الله لنبيه ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) , يعني لو شاء الله ان يجبر الناس كلهم على الايمان لفعل ) .   
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/13



كتابة تعليق لموضوع : تاملات في القران الكريم ح141 سورة يونس الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : طارق الربيعي ، في 2015/12/25 .

السلام عليكم يا استفسار بخصوص سورة يونس الاية 99 وهو ما شرعية الفتوحات الاسلامية؟ خصوصا أن هذه الآية صريحة وواضحة جزاكم الله خير




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net