على ما يبدو اننا لم نعد بحاجة الى الدعاة ( اصحاب الدعوة الاسلامية ) ولا الى الشيوخ الذين يعتلون المنابر ولا الى الابواق الاخرى ليعظونا عن حال البشر في حياة البرزخ وعندما ينزلونه الى القبر وليعطونا دروسا عن ظلمة القبر الدامس فقد استعنا بغيرهم فرضي الله عن الحكومة التي اطلت علينا بهذه النعمة بعد انقطاع شبه تام للكهرباء لا لشيء الا لتذكيرنا ووعظنا عن ما يحدث في اول ايام الموت ساعة نزولنا الى قبورنا وبقاءنا وحدنا حيث لا اهل ولا احباب والظلام يلفنا من جميع الجوانب , الكهرباء في العراق اصبحت شغل العالم الشاغل حتى سمعنا عن رئيس الوزراء انه في اوقات كثيرة يعتمد على اصحاب المولدات الاهلية ولديه سحب خارجي من الجيران نتيجة انقطاع الفيز الخاص ببيته وحتى ان صاحبي سألني عن موعد مبارة العراق فقلت له انها الساعة الرابعة فقال حتى المالكي في هذه الساعة ما عنده كهرباء لان الساعة الرابعة تنطفئ جميع مولدات المنطقة الاهلية اما الكهرباء الوطنية فقد غابت عنها هذه الصفة او غابت عنا نحن هذه الصفة فهي لا تاتي وان أتت فتأتي خجلة لا تسد الرمق , حال الكهرباء لا يفرح العدو ولا يسر الصديق اما اذا اردت المطالبة بشيئين اما تغيير الحكومة او عودة الكهرباء الى وضعها فالسهل هو طبعا تغيير الحكومة لان الكهرباء لا امل فيها .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat