صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

كونوا هادئين
علي حسين الخباز
لماذا حين نكتب جراحنا - علينا أن نكتبها بحذر خشية أمر ما ؟ 
وكأننا نجتنب وضع ما ونخشى أن نجرحَ مشاعر أحد ما
سنكتب بهدوء وكأن لا شيء ينزف في دواخلنا
وكأن كربلاء لم تذبح وكأن شيئا لم يحدث هكذا ندخل بهدوء ندخل الجراح مبتسمين لكل منظر يدمي القلب
يقول أحدنا :
ان هذه الجراح العنيفة التي نزفت في كبد كربلاء ستسقط الكثير من الاوراق... فالتشخيص موجود عند الجميع لكن المعالجة ضعيفة.. 
هو سؤال جريح :
ماذا نريد من الحكومة التي نساندها ؟ والدولة الحلم ومجلس المحافظة الموقر سوى أن نراهم بحجم المسؤولية...
الضمائر اعين ترنو لمهج تتفتت وأجساد تحملها بطانيات الألم شغوفة بدمع ساخن.
ما الذي يحدث ؟
كن هادئا ً...
ضحايانا يحملون بعربات حمل صغيرة...
شباب ونساء وأطفال وشيوخ وحدتهم الجراح - رضيع كربلائي أخر مزقته سهام حرملة...
الأمل - جسد محروق يركض صوب المخيم الحسين(ع) 
من الصعب ان نضمن نتيجة انتخابنا - نحتاج إلى نقاهة وزير 
فاحواض من السمك في بيت مسؤول تعبر عن الوحدة الوطنية سمك أحمر و سمك أسود وسمك أبيض كقلوب الشهداء... 
ما أجملك ياكربلاء وأنت ترتدين ثياب الطف ثانية 
تعقيب آخر يرتعش من شدة الغضب 
التصريحات التي ملأت سماء الفضائيات كلفتنا كل هذه الجراح - التصريحات نقرأ امامها (الارهابيون يعيدون تسليح أنفسهم ) يُعبّدون كربلاء لإستقبال جيش ابن سعد..
الفضائيات الموالية حملت خرسها بيارق ولاء اعور 
الفضائيات المشبوهة ترفع رايات خيانتها وتشير بأصابع الاتهام إلى أجساد ضحايانا... ان هؤلاء القتلى ايرانيون - يالسخافة هذا المنطوق الأعوج.
عذرا لنكتب جراحنا صرخة في كل ضمير 
نريد مسؤولا يخرج للعالم يشير، يتهم ، يصرخ لا أن يتصل بالجيش الأمريكي لإسكات الجراح مخافة أن تثور- لا نريد لجنة روتينية للتحقيق فالأهمال واضح والخلل معلوم.. 
أخر خبر يقول : ان المجاميع الارهابية توصلت الى صنع صاروخ متطور لافتة بلون الدم تصرح ان الدول المجاورة مجرمة بحقنا رغم موائدها السخية بالاجتماعات 
مسؤول سعودي يتبرع بمائتي وخمسين مليون دلاور لابادة الشعب العراقي
ومسؤول عراقي يحمل مأساة الجرح العراقي ليعرضها على ملك مشغول وولي عهدٍ مريض 
يا لغرابة هذا التشابه العجيب بين ما حدث في امس التواريخ وما يحدث لكربلاء اليوم 
الجراح النازفة تسأل لماذا كربلاء؟ 
 
من المؤكد ان مثل هذا الجواب لن نجده عند ابتسامة مسؤول ولا عند كرسي هزاز ولا نجده قرب السيارات الفاخرة ولا عند القصور المسيجة والاسوار المدججة والاسفار المرتبة والحياة المرفهة ولا عند افرشة منضدة ولا اباريق مزخرفةولا عند البدلات الحريرية . بل سنجده في عنق مذبوح وجسد تناثر.. انهم يخافون كربلاء يخافون صمتها وقلقون من قداستها ومن هديل حمائم آمنة ترفل سلاما عند كل روضة من رياض أئمتنا 
كونوا هادئين 
وأسألوا كل ما تريدون يا أهل الصحافة والثقافة المذبوحة 
سؤال صحفي : بكم جرح سيشعر المسؤول بفشل قيادته ؟ 
هل سنحتاج الى جراح اضافية ونحن عشرات التفجيرات بسيارات مفخخة داخل مدينة صغيرة من اعظم مدن التاريخ قداسة 
كونوا هادئين 
نحن لانطالب باسقاط احد لكننا نطالب بالتغيير الامثل وندرك تماما بأن الارهابيـين يمولون من الخارج العراقي واسلحتهم تجهز من اسرائيل واموالهم سعودية الحقد والضغينة ورغبة الثأر تقودهم ضد براءة مذهب ودين 
نحن ندرك ان الشراذم امتلكوا انصارا داخل وخارج الخريطة العراقية والارهاب صار بقدرة قادر مقاومة والهيمنة صارت ديمقراطية ومشاريع القتل والدمار صارت مشاوير سياسية مهمة 
عذرا اذا ما صرخت جراحي مدوية
أي مجموعة ومهما كانت هويتها تقتل المدنيين ، ارهابية المتحضرون لا يقتلون المدنيين ، الدين والوطنية والانسانية وكل القوانين لا تسمح بالقتل العشوائي 
من المؤكد انهم تآمروا على قربة العباس عليه السلام لتمتلأ بدل الماء دما
تجمعوا - ليرعّون الارهاب ويستنكروه
عذرا ومعذرة - لا نريد بعد اليوم من يستنكر حروفا ويشجب خداعا - فالرواية اصبحت واضحة في عيون كربلاء 
هذه دماء ابن القين وحبيب والهفهاف وبرير وزهير ورأس أم عبد الله المشجوج
كربلاء قماط دم لرضيع مذبوح
سؤالُ وريدٍ أدهشني ! 
برأيك من الرابح من هذه الجراح 
هل رأيتم عظمة هدوئي وأنا استمع إلى من يتحدث عن المصالحة الوطنية - لا بأس لكن فرص السلام تريد منا أن نكون أقوياء 
نقول الكلمة دون مماراة ومجاملات رخيصة 
علينا أن لا نخجل من اخفاقاتنا كي نتجاوزها 
يقول جريح :
مستشفىاتنا قتلت الكثير منا بضعف ادائها وفقر امكانياتها - تبكي صيدلياتها من بؤس فهي لا تملك سوى أقراص مهدئة لوجع الراس 
واداء الجهات الخدمية أثناء الطوارئ ضعيف فهي لا تجيد سوى الصراخ الفارغ وقوات التدخل السريع هي الوحيدة التي عملت بجد لحماية دور المسؤولين وأنا مازلت هادئا هادئا... اقرأ استذكارا لجرح مازال ينزف

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/08



كتابة تعليق لموضوع : كونوا هادئين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net