صفحة الكاتب : سحر سامي الجنابي

تــجارة الــرقيـق
سحر سامي الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   تجارة الرقيق الابيض عصابة عالمية تقوم  سياستها على استغلال البنات الصغيرات عن طريق الخطف أو عن طريق الاغراء او عن طريق وسائل اخرى ..و تدرسهنّ في مدرستها مناهج  استخدام الغريزة الحيوانية ...لجني الارباح الطائلة وفعلاً  اصبحتْ هذه التجارة تدرّ ارباحا ً طائلة على اصحابها ورؤسائها .. ولااغالي أو ابالغ انْ  زعمتْ  إنّ هذه  الشبكة العالمية قد تكون احدى المؤسسات المهمة الممولة  للمافيا العالمية والعصابات  ومؤسسات الاحتيال والشبكات  الارهابية  في العالم . 
 ويبدو انَّ تجارة الرقيق هذه قد بدأت بتأسيس قاعدة  لها في بلادنا؟!! ... لكن هذه القاعدة لاتقوم على الخطف ولاعلى زرع المصائد  للإيقاع بالفرائس .بل تنهج منهج شرعي حسب ادعائها منهج (الحقّ الذي يراد من ورائه باطل !!)منهج الزواج المؤقت ...فقد تصفحّ المحرِّفون  كتب التأريخ وبدلا من انْ ينقبوا عن عظمائه من الرجال والنساء وسيرهم واعمالهم الخالدة  ويسجلوا مآثرهم وملاحمهم .. أويكتشفوا اسرار  جديدة  لهذا التأريخ إذ لم  يبح ْ بالكثير من اسراره  الى الأن. أوبدلا من انْ  يلتفتوا الى النقص والقصور في بعض الجوانب التأريخية والإشارة الى العيوب والأخطاء لتصحيحها  أو تفسير الوقائع المبهمة وازالة الغموض عنها ليقضوا على نقاط الضعف  فيه.. بدلا من كل هذا التقطوا واخذوا منه  لكن  فقط مايوافق امزجتهم او بالأصح  حـَرَّفوا في كثير من الامور التأريخية  لتوافق امزجتهم  وشوهوا دينهم وتأريخهم بقصد أو بدون قصد !!
 
فإنْ كنتَ لاتدري فتلك مصيبة ٌ --- وإنْ كنتَ تدري فالمصيبة اعظم ُ
 
...ومن تلك الإلتقاطات( زواج المتعة والمسيار) التي صار يدمن عليها الآن الكثير من الاشخاص كحالة الإدمان على الحبوب المخدرة  
 فهل ياترى ؟!! يفعل الدين بالأنسان هكذا  !!؟..
إنّ هذا النوع من الاقتران  له جذور تأريخية  حقا ً .. لكن  كانت له مبرراته التي يقتنع بها العقل الواعي  ويقرِّها المنطق الانساني وليس بالطريقة  المقززة  المقرفة التي نراها اليوم ...إذ اصبح  كما يسمى بــ( لعب عيال ) ..والعجيب إنَّ امورا ً كثيرة  غريبة  ومريبة   تؤطر اليوم بإطار الدين وترتكب خلف ستار مــُدّعـِي الدين  ..فشرَّعتْ  كثير من المكاتب ابوابها امام النساء والرجال الذين يتزوجون كل يوم ويطلقون  كل يوم ضمن شروط  مفبركة على الطريقة العصرية  أي (الى اجل معلوم) ...
   فعادتْ  المرأة الى  جاهليتها الاولى (عصر الرقيق والقيان )
بعد انْ اعزها الاسلام ..فهل سيرضى الرسول الكريم عليه الف الصلاة والسلام ..أن تباع  المرأة من جديد في سوق العبيد بعد انْ حرّرها فكريا ً وروحيا ً ..!! هل سيرضى الرسول عن مايحصل اليوم من تشويه للإسلام .. هل سيرضى انْ تعرض صورتها كل يوم على رجل مختلف  يدفع لها اجر مقابل متعته الى اجل معلوم !!
 لقد اصبحتْ  الكثير من النساء للأسف هكذا لكن بصيغة جديدة ( الحلال المفبرك ) واقسم بالله لإدراكي المتواضع لشخصية الرسول  إنه سيعلن براءته من هؤلاء الذين يفرضون انفسهم عنوة على الاسلام وسيقوم اعوجاجهم  ويعاقبهم على اسائتهم لرسالته العظيمة  ..  وحين ذاك فقط سيدركون ان مايقومون به ليس حلال ابدا  ...لأنّ المرأة التي نبذها المجتمع بسبب هذا الزواج بإعتبارها امرأة تستغل جسدها للحصول على لقمة العيش ليستْ هي المرأة  التي ارسله الله تعالى من اجلها ..من اجل انْ يخلصها من العبودية والظلم  وكذلك الرجل  .
  صحيح  إنّ المرأة اذا فقدتْ زوجها فإنّ انوثتها تبقى حيـَّة  فمن حقها انْ  تبحث عن حل مشروع يرضي نزواتها ويمنعها من الانحراف والانجراف  ..فوجدت لها في صفحات التاريخ منفذ هي والرجل الذي يبحث عن طريقة مشروعة  ايضا ً ليرضي نزواته وجدتْ  نوع من انواع الزواج  اسمه المتعة أو المسيار خصوصا انّ فرص الزواج الدائم  قليلة جدا ً او معدومة 
   لكن المشكلة هي انّ  هؤلاء  لم يكتفوا بأشباع الرغبة وينتهي الامر  إذ اصبحتْ  هذه الرغبة تسيطر على حياتهم وافكارهم سيطرة تامة أو بالأصح اصبحتْ تجارة  تعيش منها النساء واصحاب المكاتب المختصة 
  فصارت صورهنّ ومواصفاتهنّ الخاصة متداولة  في سوق الرقيق كيفما يحبّ  الرجل أو يشاء ..الرجل الذي  يعيش مع زوجة واطفال وعائلة ولم يذهب الى غزوة  او حرب أو معركة تبعده  شهورا عن اهله ِ  بل ربما له   زوجتان  اثنتان  أو ربما ثلاث  لكنه لاينظر للمرأة   إلاّ من منظار العنجهية القبلية  فكلهنّ  عنده جواري على حدٍّ سواء   لكن  جارية عن جارية تختلف فمدة  ارتباطه بزوجته ام اولاده  اطول من مدة اقترانه بزوجات المتعة والمسيار   
نحن نعرف جميعا ً إنّ الشهوات  هي من المحرمات  والكبائر نعم هذا صحيح  واؤيد هذا الكلام بقوله  تعالى ((فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا الا من تاب وعمل صالحا)) سورة مريم 59
 وقوله تعالى ((والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما((سورة النساء 27-28 
 وتعني الشهوات ايضا ً ان لاننصاع لرغبات أنفسنا  بشكل مبالغ فيه بل علينا ان نحكم العقل في تصرفاتنا حتى لانشابه الحيوانات التي لايقف امام غرائزها شيء 
فالشهوات ليست اذن  مقتصرة على  الامور المحرمة فقط فالأكل مثلا غير
محرّم مهما زادتْ كميته  لكن اذا اطلقنا العنان لشهوة الطعام اصبحنا كالفيلة في ثقل اوزاننا وصار منظرنا قبيحا ً في عيون الناس فضلا ً عن المضار الجسمية والنفسية التي تسببها شراهة الاكل  كما إنــّها تبعدنا عن الصفات الانسانية وتقربنا الى الصفات الحيوانية .
قال تعالى ((وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين ))سورة الاعراف الاية 31
    قد اصبح هذا الجهل او( بمعنى اصح)  التجاهل بأمور الدين هي المنافذ والثغرات التي ينفذ من خلالها اعداء الاسلام اليه وخصوصا ً انّ الثغرات بدلا ًمن أن تلتئم وتلتحم اخذت تكبر وتكبر حتى اصبحت شروخا ً في جدار الدين القويم الذي هو نعمة لاتقدر بثمن انعم بها الله علينا ))اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (( المائدة 3 .
نحمد الله الذي حفظ كتابه  الكريم القرآن عن التحريف حتى يبقى هو الحقيقة  الواضحة التي نواجه بها هجمات الحاقدين ..
   فكل يوم يستخدم الغرب واليهود  انواع الطرق وشتى الوسائل للتقليل من شأن ديننا ويتعرضون لشخصية خاتم النبيين في كاريكاتيرهم او افلامهم  او كلامهم يحاولون  تشويه  صورة نبينا  والاساءة  للإسلام .. وستحل اللعنة على كل من عمل في هذا الفلم اوذلك الكاريكاتير او رسم تلك الصور او تحدث بمكروه عن  خير خلق الله  خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ... وايضا ًستحل اللعنة على كل من اعطى هذا الانطباع عن ديننا الحنيف
   وفي الواقع انّ الغير مسلمين  لايـُلامون على افعالهم هذه  بقدر مايــُلام  بعض المسلمين  الذين شوهوا صورة الدين والرسالة السماوية المقدسة لمحمد  صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم .. فهم كالأعراب اذ وصفهم القرآن الكريم ((قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا  ولــمـّا يدخل الايمان في قلوبكم )) الحجرات 15
 فماذنب المرأة التي اتهمت في شرفها بسبب زائر غريب يرتاد منزلها ...ومابين القيل والقال و بعد فوات الاوان تبين انه زوجها قد تزوجها متعة.     اعرف ان كلامي فيه قطع ارزاق وقطع الاعناق ولاقطع الارزاق ..لأن البعض استخدم  لعبة (زواج المتعة والمسيار)  كتجارة رابحة يفتتحون فيها الدكاكين والمكاتب لأجراء العقود .. وقد امتهنتْ النساء  هذه المهنة لأنها تدر اموالا عليها اكثر من الخياطة التي تكسر الظهر او الحياكة التي تعمي العيون او عمل الخبز للناس او المعجنات للمحلات او العمل في متجر ما او دائرة ما ..فالمتاجرة بأجسادهن ّ بالحلال احسن الاعمال واسهلها !! 
...قال المتنبي :-
 انـّا لفي زمن ٍ ترك القبيح به ---- من اكثر الناس احسان واجمال 
 
مااشبه اليوم بالغد ومااكثر الاشواك التي غرستْ  في قلوبنا والتي نعاني منها كل يوم ممن هم منــَّا والينا ...وكل شوكة لها ألم خاص لإنــّه  ليس هذا هو الموضوع الوحيد الذي يحتاج الى تسليط الضوء عليه .. فكم من موظف او موظفة يصومون   شهر رمضان ويصلون  .. يأخذون الرشوة ويعاملون المراجعين معاملة سيئة ..وكم من  ولد  يطرد امه من المنزل لأنّ زوجته لاتريدها وكم من اهل يفرقون بين اولادهم ويفضلون الذكور على الإناث بل تسللت جراثيم العدوى للاطفال ايضا ً فأختفتْ من عيونهم البراءة ومن تصرفاتهم التلقائية والعفوية .. كل يوم  اشعر اننا بحاجة الى شخص مبارك يصلح مافسد من الامور .. فالامور السلبية كثيرة جدا ً الى حد ّ اننا نتمنى انْ يظهر المــُخلــِّص ويطهر العالم من هذه الجراثيم  التي لوّثتْ اجوائنا ..اللهم عجل بظهوره ِ  وكنْ لهُ  وليـَّا ًوحافظا ً .. بحولك وقوتك 
 
 5-8 -2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سحر سامي الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/05



كتابة تعليق لموضوع : تــجارة الــرقيـق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : قارئ ، في 2013/08/07 .

شكرا على الموضوع الشيق




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net